لم يكتفِ النظام السوري بإجبار الموظفين وطلاب الجامعات والمعاهد والمدارس في مدينة حلب على الخروج بمسيرات تأييد للانتخابات الرئاسية، بل بدأ عبر مليشياته بفرض مبالغ مالية على سكان عدد من أحياء حلب الشرقية، لتمويل إقامة الخيام والفعاليات المؤيدة للأسد.
وقالت مصادر محلية إن المليشيات التابعة للنظام فرضت على الأهالي مبالغ مالية تتراوح بين 20-30 ألف ليرة سورية، لتمويل كلفة الخيام الاحتفالية التي يطلق عليها النظام اسم “خيم الوطن”.
وأوضحت أن مليشيا “لواء القدس” الفلسطيني فرضت على سكان في مخيم حندرات الفلسطيني شمالي حلب، وحي الشعار والميّسر، تحمل تكاليف إقامة الخيام الاحتفالية (التشبيحية)، وذلك رغم الفقر المدقع الذي يسود هذه الأحياء.
وقال عضو “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا” ماهر شاويش إن المليشيات التي شاركت النظام بقتل السوريين، لن تتوانى عن إجبار الأهالي تحت الترهيب على دفع أتاوات للنظام. وأضاف ل”المدن”، أنه من غير المستبعد أن تقوم المليشيات بدفع الأهالي لانتخاب الأسد ب”الدم”، كما هو حال الانتخابات السابقة.
ولا يحق لفلسطينيي سوريا المشاركة أو الترشح في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكن شاويش قال: “عملياً، ولأن الانتخابات مسرحية غير ديمقراطية وفوضوية، ولا تمت للقانون بصلة، يتم التجاوز وعدم التدقيق ويساق الناس جماعات وأفراداً للانتخابات، دون النظر إلى ذلك”.
من جانبه، لم يستبعد منسق عام “تجمع مصير” الفلسطيني-السوري أيمن أبو هاشم أن يُقدم “لواء القدس” على إرغام الأهالي على دفع مبالغ مالية لدعم حملة الأسد في الانتخابات. ويوضح ل”المدن”، أن مليشيا لواء القدس يضم نحو 3500 مقاتل، عدد منهم من الفلسطينيين (نحو 500 فلسطيني)، والبقية من السوريين من أحياء حلب وريفها وحماة واللاذقية، وفق تأكيده.
وفي دمشق، كشفت “مجموعة العمل لأجل فلسطيني سوريا” قبل أيام، عن تلقي عدد من أصحاب المحال التجارية والسيارات في مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، أوامر من الأفرع الأمنية، لتعليق لافتات وشعارات مساندة وداعمة لبشار الأسد والانتخابات.
وأكدت أن أصحاب المحلات التجارية اضطروا وبشكل إجباري لتعليق تلك اللافتات على حسابهم الشخصي، خشية المساءلة أو المضايقة الأمنية من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام
المصدر: المدن