تفاوتت التقديرات بشأن نسبة السوريين الذين شاركوا في “مسرحية الانتخابات” الرئاسية، التي فاز فيها بشار الأسد، بعد حصوله على 95.1 في المئة من أصوات الناخبين، وسط تشكيك واضح بالأرقام المُعلنة من جانب النظام.
وبحسب الأرقام التي كشف عنها النظام، يُقدر عدد الناخبين المؤهلين داخل وخارج سوريا بأكثر من 18 مليوناً، صوّت منهم داخل سوريا وخارجها أكثر من 14 مليوناً بنسبة 78.64 في المئة، وحصل الأسد على 13 مليونا و540 ألفاً و860 صوتاً من عدد الأصوات الصحيحة.
في المقابل، وطبقاً للنظام، حصل المرشح محمود أحمد مرعي على 470 ألفا و276 صوتاً، بنسبة 3.3 في المئة من الأصوات، أما المرشح عبدالله سلوم عبد الله، فحصل على 213 ألفا و968 صوتاً، بنسبة 1.5 في المئة من الأصوات.
وإذا ما تغاضينا عن حصول الأسد على الأغلبية المطلقة، فنحن أمام خيارين، إما أن كل السوريين في مناطق النظام قد صوتوا بجميع فئاتهم العمرية برضيعهم قبل كبيرهم، وحتى وإن حدث ذلك، فالأعداد بمناطق سيطرته غير قادرة على سدّ هذا الرقم، وإما أن السواد الأعظم من السوريين الذين يزيد أعمارهم على 18 عاماً داخل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام والخارجة عن سيطرته، وفي الشتات، قد صُوت عنهم.
تبيّن معلومات رصدتها “المدن”، أن عدد السوريين الذين لم تجرِ الانتخابات في مناطق إقامتهم (داخل وخارج سوريا) يبلغ نحو 12 مليوناً، وعند عدم احتساب هذا العدد من الإحصائية الحكومية لعدد سكان سوريا (26.845 مليون)، يتبقى 14.157 مليون سوري من جميع الفئات العمرية.
أما “تلفزيون سوريا” المعارض، فيوضح أن عدد السوريين يبلغ نحو 26 مليوناً داخل سوريا وخارجها، 9 ملايين شخص منهم خارج سوريا (لاجئون)، و4 ملايين و227 ألفاً و488 نسمة في مناطق المعارضة، و3 ملايين و50 ألفاً شمال شرقي سوريا، في مناطق سيطرة قسد.
وبحسبة تقديرية، يتضح أن عدد السوريين داخل مناطق سيطرة النظام لا يتجاوز ال10 مليون نسمة، فمن أين جاء النظام ب14 مليون ناخب؟
مصدر حقوقي مقيم في دمشق أكد ل”المدن”، أن النظام تقصّد تضخيم أعداد الناخبين بشكل مبالغ فيه على نحو كبير، لإرسال رسالة مزدوجة، للمجتمع الدولي أولاً، وللشعب السوري بشقيه الموالي والمعارض ثانياً.
ويوضح أن النظام يعتقد أن المجتمع الدولي غير معني بتغيير الحكم، وإنما بالاستقرار، ومن هنا أراد النظام القول أن السوريين لا يعارضون بقاء الأسد على رأس السلطة، ويجب على المجتمع الدولي التعامل مع هذا الواقع، والتطبيع معه مجدداً.
أما عن مضمون الرسالة للسوريين، يقول المصدر: “عليكم أن لا تحلموا بالتغيير مطلقاً، وتحضروا مجدداً لعودة القبضة الحديدية، وتضرعوا لله أن يتحسن الوضع المعيشي، لكن بجهودكم ومن جيوبكم، الأمل بالعمل، وليس بالدولة، ولا ببشار، ولا بروسيا أو بإيران”.
ويستدرك المصدر: “الأهم من كل هذه التفاصيل، هو البحث عن حل يمكن تسويقه من قبل الأمم المتحدة، يضمن انتهاء المأساة السورية”، متسائلاً: “ما الفارق إن قال النظام إن عدد الناخبين لم يتجاوز ال7 ملايين، الديمقراطية غابت عن سوريا منذ عقود؟”.
ومهما كان حال الأرقام، عكست بعض المقاطع المسربة من مراكز الانتخاب، التي أظهرت عمليات التزوير، وقيام عدد من القائمين على الصناديق وهم يملؤون أوراق الاقتراع للمواطنين، بعد تسجيل أسمائهم من البطاقات الشخصية، هزلية “مسرحية الانتخابات”، وأظهرتها بإخراج رديء.
المصدر: المدن