آلاء العابد
شهد الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في شهر مايو / أيار الفائت تدهوراً غير مسبوق أدى إلى مواجهة عسكرية شديدة بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية دامت حوالي الأسبوعين إذ انطلقت شرارة البداية من حي الشيخ جراح بعد محاولة الكيان الصهيوني اقتحام المنازل الواقعة في الحي وطرد الأهالي منه. اقتحم بعدها الكيان الصهيوني المسجد الأقصى واعتقل الرجال والنساء وأصيب العشرات أثناء المواجهة في باحة المسجد الأقصى.
تزامنت هذه الاقتحامات مع ذكرى الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 وقد أنذرت بعدها المقاومة الفلسطينية العدو الصهيوني بإيقاف هذه الاعمال وإلا ستضطر للتدخل. شنت بعدها إسرائيل غارات على قطاع غزة رداً على صواريخ كانت انطلقت من قطاع غزة حسب تعبيرها.
تحولت الصدامات إلى مدن مختلفة في المناطق المحتلة من الإسرائيلين لتشمل تل أبيب والضفة ومدن أخرى أُعلنت بعدها حالة الطوارئ خاصةً بعد المواجهة بين الاسرائيلين وعرب الداخل المتواجدين في هذه المناطق وتم إغلاق مطار بن غوريون الإسرائيلي لأول مرة مع تحويل جميع الرحلات إلى مدن أخرى بسبب الاستهداف الصاروخي له.
تطور المشهد وانتقل إلى مواجهة عسكرية شديدة وقصف يومي بين الطرفين دمرت إسرائيل خلال قصفها العديد من المباني أحدهم يضم مكاتب لوسال إعلام عربية وأجنبية وقتلت عائلة بكاملها تضم 10 أشخاص.
تقدمت مصر باقتراح للتهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ودعت إلى وقف إطلاق النار من كلا الجانبين استمرت المباحثات أيام ليوافق بعدها الطرفان على الاقتراح المصري.
دخل سريان اتفاق وقف إطلاق النار صباح يوم الجمعة الموافق 21 مايو / أيار ليخرج الفلسطينيون ويعلنوا للعالم النصر على إسرائيل. زحفوا إلى المسجد الأقصى وكبروا تعبيراً عن نصرهم.
أسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن استشهاد ما يقارب 245 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء وإصابة أكثر من 2000 شخص بجروح بالغة ووفق إحصائات تعرضت 1447 وحدة سكنية في غزة للهدم الكلي جراء القصف الإسرائيلي ودمرت أكثر من 33 مؤسسة إعلامية فلسطينية.
كل هذه الجرائم والأعمال لا يمكننا مشاهدتها إلا في إسرائيل وفي سورية فالاحتلال الإسرائيلي والنظام السوري هما الوحيدان اللذان من يقوم بهذه الأعمال من قصف للمباني واعتقالات للنساء وقتل للأطفال وما أشبه النظام السوري بالكيان الصهيوني لكن يبقى الفرق الوحيد بينهما بأن الكيان الصهيوني هو محتل بينما النظام السوري هو النظام الوحيد الذي قتل وهجر وقصف شعبه.
خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة حظيت القضية الفلسطينية بدعم وطني فلسطيني وعربي شعبي لم نشاهده من قبل فخرجت دول من العالم تؤيد الفلسيطينين في الدفاع عن حقهم منها تركيا والأردن والكويت وانكلترا ودول أخرى كثيرة فهذه هي المرة الأولى التي نشاهد فيه هذا التأييد والضخ الإعلامي من أجل فلسطين، ولكن بالرغم من التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية من الكثيرين، تعاملت إدارة مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص إدارة فيسبوك وانستغرام بمنتهى العنصرية مع كل ما يقوم بنشر أي محتوى يدعم القضية الفلسطينية وحظرت عشرات الصفحات مما دفع ناشطين عرب لإطلاق حملات للمطالبة بمقاطعة فيسبوك وانستغرام وإنشاء منصات عربية بديلة تناهض العنصرية وتدعم حرية التعبيير للمشاركين.
وأخيراً المشهد الذي شاهدناه على الشاشات وخروج أهالي فلسطين جميعاً من أجل إعلان النصر ومساندة دول العالم للقضية الفلسطينية هو إعلان صمود وعدم استسلام وإصرار على تكملة الطريق حتى تحرير فلسطين بالكامل خاصةً بعد سردية التطبيع وما تضمنته من دعاية وترويج للسلام وللكيان الصهيوني جميعم سقطوا بإعلان النصر الفلسطيني.
وانتصرت فلسطين وانتصر أولئك الذين آمنوا بقضيتهم وقدموا لأجلها كل التضحيات، انتصر اولئك الذين يؤمنون بأن فلسطين كانت وما زالت وستبقى بوصلة الأمة.
هنيئاً لفلسطين وللفلسطينين، هنيئاً لجميع شرفاء العالم الذين ما زالوا إلى يومنا هذا يناصرون يدافعون عن قضيتهم الأولى فلسطين ولو بكلمة.
المصدر: اشراق