يواصل النظام السوري، إرسال التعزيزات العسكرية إلى محافظة درعا جنوبي البلاد، في ظل عدم إحراز تقدم في المفاوضات التي يجريها بوساطة روسية مع ممثلي الفاعليات المحلية في المحافظة، بالتزامن مع استعدادات لوجستية تقوم بها قوات النظام، ما قد يؤشر إلى عملية عسكرية وشيكة.
وذكرت وكالة أنباء “سانا”، التابعة للنظام السوري، أنه “مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة درعا، بدأت وحدات من الجيش تكثيف الحماية على الطريق الدولي بين درعا ومعبر نصيب الحدودي لحمايته من اعتداءات المجموعات الإرهابية، في الوقت الذي فتح الجيش فيه ممر السرايا لتأمين خروج الأهالي في درعا البلد والمخيم”.
وأضافت الوكالة أن محافظة درعا وبالتعاون مع عدة جهات، بدأت بتجهيز مركز إيواء جديد في المدينة لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المسلحين في درعا البلد وطريق السد والمخيم، عبر حاجز السرايا الذي أعلنت قوات النظام فتحه “أمام من يرغب من سكان تلك الأحياء بالمغادرة”.
وألقت الوكالة على من سمتهم “المجموعات الإرهابية” مسؤولية إفشال جهود التسوية بسبب رفضها تسليم السلاح، ما حدا بقوات النظام إلى استقدام تعزيزات إلى مدينة درعا “من أجل وضع حد لاعتداءات الإرهابيين وترسيخ الأمن والاستقرار في أرجاء المحافظة كافة”، وفق الوكالة.
ونقلت “سانا” عن “مصدر عسكري” قوله إن “معبر السرايا الواصل بين منطقتي درعا المحطة والبلد افتتح منذ صباح أمس ولمدة 24 ساعة أمام الأهالي الراغبين بمغادرة الأحياء المذكورة من أطفال ونساء وشيوخ وممن يحملون التسويات باتجاه مدينة درعا”.
وأشار المتحدث إلى “تجهيز مركز إيواء في مدرسة الشهيد أحمد الرفاعي قرب دوار المالية بكل المستلزمات لاستقبال الأهالي الراغبين بالمغادرة في درعا البلد وطريق السد والمخيم”.
وزعم أن الهدف من “تكثيف انتشار الجيش على الطريق الدولي هو تأمين حركة المسافرين وصولاً إلى معبر نصيب-جابر الحدودي مع الأردن حيث تمت زيادة عدد النقاط العسكرية المنتشرة على الطريق” وذلك بعد عدة محاولات من جانب المسلحين في ريف درعا الشرقي لـ”الاعتداء على الطريق وترهيب المسافرين والمواطنين”.
في السياق، ذكر الناشط محمد الشلبي، لـ”العري الجديد”، أن قوات النظام عززت انتشارها في عدة مواقع على الطريق الدولي دمشق – عمان بالقرب من معبر نصيب الحدودي في بلدتي صيدا، وأم المياذن بريف درعا الشرقي، وذلك عقب هجمات متفرقة نفذها شبان على الحواجز العسكرية في المنطقة.
وأوضح الشلبي أن مجموعات تابعة للفرقة 15 أعادت تمركزها بالقرب من “قصور البطل” بين بلدتي صيدا وأم المياذن، كما أرسلت تعزيزات أخرى إلى معصرة الزيتون المحاذية لجسر أم المياذن.
وبحسب الشلبي فقد استولت تلك القوات على عدة منازل في مدخل بلدة الطبية من جهة جسر أم المياذن، وعززتها بدبابتين، وبأعداد كبيرة من العناصر، ووضعت على أسطحها رشاشات متوسطة وثقيلة.
وعزز فرع المخابرات الجوية حاجزاً له جنوب بلدة خربة غزالة شرق درعا، حيث زوده بعربة فوزليكا، ومدفع ميداني، إضافة إلى عشرات العناصر، فيما عزز الأمن العسكري مواقعه داخل بلدة صيدا، خاصة بناء المستشفى والحاجز المتمركز أمامها بعشرات العناصر والآليات، بعد أن أخلى مواقع له في بلدتي السهوة والجيزة شرق درعا.
وأوضح الشلبي أن قوات النظام عملت على تعزيز المنطقة الممتدة من بلدة صيدا إلى معبر نصيب، وذلك لحماية الطريق الدولي الواصل إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
من جهته، نفى المتحدث الرسمي باسم لجنة التفاوض عدنان المسالمة، وجود أي خرق من جانب مجموعات المعارضة لوقف إطلاق النار في مدينة درعا.
وأضاف المسالمة، في حديث مع وكالة “نبأ” المحلية، أن ما يتحدث به النظام حول وقوع هجمات ضد نقاط عسكرية في محيط درعا البلد عار من الصحة.
وشدد على أن قوات النظام والمليشيات الأجنبية هي التي تخرق وقف إطلاق النار بشكل يومي.
كما شجب المسالمة ما تقوم به وسائل إعلام النظام لناحية بث أخبار هدفها التحريض ضد درعا وتبرير عمليات القصف التي يقوم بها النظام.
إلى ذلك، عثر الأهالي، مساء أمس السبت، على جثة شاب من درعا البلد، بالقرب من “الطريق الحربي” المحاذي للحدود الأردنية، ويظهر عليها آثار تعذيب شديدة.
وذكر موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي، أن شابا يدعى عياش “جرى اعتقاله قبل يومين من قبل عناصر تابعين للنظام في حي المنشية بدرعا البلد، وهو مدني يعاني من اضطرابات نفسية”.
المصدر: العربي الجديد