نائلة الإمام
فُجعتُ مع أهلي في المهاجر يوم الإثنين بنبأ وفاة أختي ميسون وآثرت أن أحتفظ بحزني لنفسي ولا أزعج غيري وأكتفي برثائي لها في هذه القصيدة
….
هاتَفْتُها لم ألقَ ردَّا
قد آثرتْ كالشامِ بُعدا
.
ميسونُ رُدّي مابكِ ؟!!
أمعنتِ في أعصابي شدّا
.
ميسونُ ياوجعي أنا
أدميتني صدراًً وخدّا
.
لم يبقَ لي أهلٌ بها
واريتُهُمْ نأياً ولحدا
.
ميسونُ هل ناديتني
والموتُ يُمعنُ فيكِ هدّا ؟!!
.
ما دخلهُ ؟! ماشكلهُ
لما سرى لمحاً وأبدى
.
لو كان لي كفٌّ أمسُّ
جبينَها لهفاً ووجدا
.
لو أنّ لي في قربِها
لأضمَها صدراً وزَنْدا
.
(العمرُ لي !) ياويحهم ْ
من يرجو للأعمار مدّا ؟!
.
مانالَ منكِ الداءُ روحاً
إنْ برى عظماً وجِلدا
.
(قد كنتُ همَّ حياتِهمْ
وأموتُ في العتماتِ فردا )
.
ونزلتِ في أحضانِ أمٍّ
تستميتُ إليكِ عودا
.
وعلى رفاتِ أحبّةٍ
من في غدٍ يُحصينا عدّا ؟!
.
من ذا (سَيَشْكُلُ آسكِ )
يتلو عليكِ الدمعَ وِردا ؟!
.
واعدتْنِي في قاسيونَ
بعودةٍ وخلفتِ وعدا !
.
مَن ذا سيقرأُ شعرَنا
ويُعيرهُ درساً ونقدا ؟!!
.
كفُّ يَسيلُ عطاؤها
لاترتجي ذِكراً وحمدا
.
وحديثُها السحرُ الحلالُ
بصحبةٍ مزحاً وجِدّا
.
وجراءةٌ في مجلسٍ
أخزتهمو ذيلاً وعبدا
.
ميسونُ اسم ٌٌعنْ مسمّى
رقَّ أعطافاً وقدّا
.
وأناقةٌ تدُعى بها
والذوقُُ ينهلُ منها رِفْدا
,
.
ميسونُ إنّي هاهنا
جسدٌ بلا روحٍ تردّى
.
سوريةُ الأحزانِ.. كونٌ
سامَني نزعاً وحصْدا
.
كي ألقى في تغريبتي
مِن بَعدهم نأياً وفقدا