أجمعت عدة مصادر سياسية من جنسيات عربية مختلفة، أن ما كشفت عنه التحقيقات الأمنية الكويتية حول إلقاء جهاز أمن الدولة القبض على مجموعة متعاونة مع ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، بتهمة تجنيد الشباب للعمل مع الحزب في سوريا واليمن، ليس بمستغربًا عن تلك الميليشيا واستراتيجيتها الساعية إلى تنفيذ “أطماع طائفية وعسكرية”.
وبحسب ما نقلت صحيفة “السياسة” الكويتية عن مصادر أمنية، فإن جهاز أمن الدولة ألقى القبض على مجموعة متعاونة مع حزب الله، بتهمة تجنيد الشباب للعمل مع الحزب في سوريا واليمن.
وقالت المصادر للصحيفة، إن “وزارة الداخلية تلقت تقريراً أمنياً من دولة شقيقة أفاد بأنَّ المجموعة مكونة من أربعة أشخاص أحدهم ابن نائب سابق، وآخر شقيق نائب سابق أيضاً، وثالث ورد اسمُهُ في قضايا سابقة منذ خطف طائرة الجابرية في الثمانينات، ورابع يُقال إنه من كبار رجال العمل الخيري”.
وأوضحت أنَّ جهاز أمن الدولة يُحقق مع الشخصيات الأربع في عدد من التهم أيضاً، منها تبييض أموال لـ”حزب الله” في الكويت، وتمويل الشباب الكويتي لتشجيعهم على الانضواء تحت عباءة “حزب الله”، والمشاركة في أعماله الإرهابية، وتهريب المخدرات في كلٍّ من سوريا واليمن، حسب ما أكدت مصادر في “المعارضة الإيرانية” أيضا.
وتعقيبًا على ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لمنصة SY24، إنه “ليس غريبا ولا بعيدا عن استراتيجيات حزب الله الإرهابي وداعميه ملالي طهران، الاستمرار في تجنيد وتهيئة الشباب التابع لهم في غير مكان من منطقتنا العربية، للعمل تحت إمرة الولي الفقيه تنفيذا لسياسات طائفية ذات أطماع عسكرية وجيوسياسية للهيمنة على المنطقة برمتها، وقد جرى منذ سنوات الكشف عن العديد من الخلايا الإرهابية الحزب لاتية في الكويت وسواها”.
وأضاف “هي في الواقع استراتيجيا لن تكل ولن تمل عن الغوص فيها حكومات متتابعة في طهران وتكون أدواتها ووقودها بكل أسف من البلدان العربية التي تتواجد في بعض ساحاتها أقلية طائفية شيعية، وهي في الواقع استطالات للحلم الفارسي الطائفي للهيمنة على المنطقة العربية برمتها، والوصول إلى إقامة الامبراطورية الفارسية التي تتكيء على الطائفة والدين كجسر عبور لإعادة تموضع جديدة لدولة إيران الطامعة و الطامحة، وسط صمت العالم ومعه الوطن العربي وأنظمته البائسة التي لم تدرك بعد مدى الخطر الإرهابي الإيراني على كينونة وجودها بحد ذاته”.
وأكد أن “على النظام الرسمي العربي اليوم الاستيقاظ من غفوته وإعادة صياغة مشروع عربي يواجه باقتدار هذا الخطر الإيراني المحدق بالجميع”.
وحذّر قائلا “أعتقد أننا سنشهد في قادم الأيام المزيد من الكشف عن خلايا إرهابية تتبع حزب الله وإيران، وكل هذه التشكيلات الميليشياوية التي تبنيها إيران تأسيسا على سياسة الخميني الذي قال بما أسماه تصدير الثورة منذ نهايات السبعينيات من القرن الفائت”.
ورصدت منصة SY24 آراء عدد من الشخصيات الصحفية اليمنية، ومن بينها “صالح الجبري” مدير موقع “يني يمن” الذي قال لمنصة SY24، إنه “ليس غريبا أن يقوم حزب الله بتجنيد أفراد لاستعمالهم واستخدامهم في جرائم إرهابية في اليمن وسوريا، فهو أعلن وعبر أمينه العام صراحة أنه يدعم ميليشيات الحوثيين ضد اليمنيين والسعودية وضد من أسماهم المرتزقة”.
ووجّه “الجبري” الشكر للكويت وسلطاتها الأمنية ووقوفها مع القضية اليمنية ووقوفها ضد كل التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “حزب الله”.
وقال أيضًا إن “ما نستغربه هو ما علاقة حزب الله باليمن، فأين حزب الله وأين اليمن؟، فهو بذلك يريد استمرار الميليشيات الخارجة عن الدولة في قتل اليمنيين وتحويل اليمن إلى سجن كبير لتكون ساحة لإيران وحزب الله”.
من جهته، الصحفي “صدام الحريبي” قال لمنصة SY24، إن “حزب الله هو ذراع إيران الذي تثير من خلاله القلاقل في المنطقة منذ سنوات، فهذا الحزب ليس مجرد حليف لإيران، بل هو تابع أيدلوجي يرى من إيران وصية عليه وعلى العالم، وبالتالي من الطبيعي أن يمارس الحزب أي دور وأية مهمة تطلبها إيران حتى وإن كانت تتعارض مع ما وضعه الحزب من أهداف، لأنه مجرد تابع يأتمر بأمرها”.
وتابع “لذا نحن في اليمن نعاني من إيران وحزب الله اللذان دعما المليشيات الحوثية بالأسلحة المتنوعة والخبراء العسكريين منذ سنوات، لتكن النتيجة ما تعاني منه اليوم بلادنا من حرب جعلت اليمن في رأس قائمة البلدان الأسوأ في العالم، وذلك بفضل إيران التي تسعى لتدمير الوطن العربي وحماقة من يطلقون على أنفسهم حلفاء اليمن”.
ولم تقتصر ردود الفعل على شخصيات يمنية، وإنما وافقها بالرأي شخصيات لبنانية ومنها الكاتب الصحفي “حنا صالح” الذي قال لمنصة SY24، إن “ما يمارسه حزب الله حيال اللبنانيين وبلدان المنطقة ترجمة لاختطاف الدولة بالسلاح. وهو دور رتب على اللبنانيين ثمنا لا قدرة لهم على احتماله”.
وزاد قائلا “هناك استباحة للدستور والحدود وتحويل لبنان الى منصة ضد بلدان المنطقة وتهديد للأمن الاجتماعي لهذه الدول من خلال تهريب المخدرات وسواها. وأكثرية الناس ترى في ذلك ممارسة قسرية رغم إرادة المواطنين”.
ومضى قائلا “الأكيد ما كان لحزب الله القدرة على كل ذلك لولا التسوية المشينة في العام 2016، التي جاءت لميشال عون للرئاسة. تلك التسوية تؤكد انتهاء صلاحية الطبقة السياسية وفقدانها لأهليتها الوطنية ولا يمكن استعادة البلد معها”.
واعتبر أن “الدور الذي يلعبه حزب الله في بلدان الجوار العربي، هو نتيجة استثمار إيراني كبير في الحزب الموكل اليه تنفيذ أجندة طهران ضد المنطقة. وهذا المنحى يخشى من استمراره ما دام بديل هذه المنظومة الفاسدة لم يتبلور وبكل أسف سيدفع مجموع الشعب اللبناني ثمن هذا المنحى الإجرامي الخطير”.
وختم قائلا إنه “مذ ثورة تشرين 2019 هناك جهود حثيثة لبلورة جبهة سياسية تعبر عن مصالح الناس ويكون هاجسها استعادة الدولة إلى دورها وكسر منحى إلحاق لبنان بالمحور الإيراني”.
يشار إلى أن هناك الكثير من الدول التي تعتبر ميليشيا “حزب الله” بجناحيه منظمة إرهابية، وذلك منذ عام ونصف العام تقريبا، حيث وصل عددها إلى 16 دولة من أهمها: ألمانيا وبريطانيا وهولندا وليتوانيا وإستونيا وغواتيمالا وهندوراس والأرجنتين وكولومبيا.
وأكد المستشار الحقوقي “محمد كاظم هنداوي” مسؤول الهجرة واللجوء في أوروبا في “المنظمة العربية لحقوق الإنسان” والمقيم في ألمانيا لـ SY24، أن “حزب الله لديه تاريخ حافل من الإنجازات الإرهابية على كافة الأصعدة في العالم العربي وسوريا، وشاهدنا إنجازاته تلك في اليمن والعراق ولبنان، لذلك هو تنظيم دولي إرهابي وليس تنظيم لبناني إرهابي، كون إرهابه تعدى الحدود ومن هنا يجب على الدول إيقاف هذا الإرهاب، ونحن نطلب من الدول ردع هذا التنظيم ومن يردعه وخاصة الإيرانيين”.
المصدر: – SY24