د- حسين عتوم
هذه قصيدة عزاء و فرح معاً ، مثلما هي حياتنا كل يوم !
أمّا المنايا فقد ألقتْ وِشاح الحزن على بلدي برحيل ثُلّة من شبابها في يوم واحد ، لكن هناك ثُلّة أخرى نثرتْ بريق الأمل على ذاك الوشاح بالتفوق و النجاح ..
و في ختامها أخصّ ابنتي الغالية آية بالفرح بنجاحها الغالي .
جاء البشيرُ مع النذير عزاءَ ..
و أتى الربيعُ مع الخريف سَواءَ !
ترمي المنايا لا تخيبُ سهامها
تأتي العطايا سلوةً و شفاءَ
قَدَرٌ يُواسينا بلُطفٍ بينما
حَكَمَ القضاءُ ، و لا نَردُّ قضاءَ
و كأنّما رُسُلُ السعادة و الأسى
فَرَسا رهانٍ لا يشكوان عناءَ !
و هناك ، في البلد الجريحة غابةٌ
و هناك أرجو واحةً غنّاءَ
و هناك مَنْ لبسَ اللثامَ لغدره
و هناك من حَمَلَ السلامَ وفاءَ
و قوافلٌ رحلتْ ببعض قلوبنا
و قوافلٌ جاءتْ رُقَىً و دواءَ
و ستائرٌ قد أُسدلتْ دون الدُّجى
و ستائرٌ رُفِعتْ تُعيدُ ضياءَ
يا كلَّ بيتٍ ذاقَ فرحةَ ناجحٍ
يا كلَّ مَنْ يتجرّعُ الأرزاءَ
هل أُرسل الدمعَ الشجيّ مودةً
أمْ أُرسل الدمعَ الرضيّ ثناءَ
كلّي أسىً للفاقدين أحبةً
كلّي مُنى للناجحين مَضاءَ
هلّا سمحتم يا كرام لاِبنكم
ليقول لابنتهِ رضىً و دعاءَ
إني فخورٌ يابْنتي يا مهجتي
يا نفحةً كانت لنا إهداءَ
لا ذقتِ من صَرْف الزمان مرارةً
أو غدر أبناء الزمان عَناءَ
يا ربّ و احفظ ( ديرتي ) في مأمنٍ
و إلى سبيلك رُدّنا أحياءَ