قُتل 5 أشخاص جراء غارات إسرائيلية استهدفت، فجر الأربعاء، مناطق في وسط سوريا، في وقت تفيد الأنباء بقصف القوات الأميركية في قاعدة التنف مواقع جنوب شرقي سوريا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القصف الإسرائيلي استهدف محيط 3 قرى في ريف حمص الغربي، حيث يُوجد مقاتلون سوريون موالون لـ«حزب الله» اللبناني.
وأسفر القصف عن مقتل 5 أشخاص: اثنان من الموالين لـ«حزب الله»، إضافة إلى 3 جنود سوريين. وكانت حصيلة أولية لـ«المرصد» قد أفادت بمقتل 4 أشخاص.
ومن جهته، أحصى مصدر عسكري سوري فجراً «مقتل مدنيين اثنين، وإصابة مدني آخر بجروح خطيرة، وإصابة 6 جنود بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية».
وأورد المصدر، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أنه «نحو الساعة 1:26 من فجر الأربعاء (23:26 ت.غ)، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرقي بيروت، مستهدفاً بعض النقاط في المنطقة الوسطى». وأضاف أن وسائط الدفاع الجوي السوري «تصدت لصواريخ العدوان، وأسقطت معظمها».
ولم يصدر أي تعليق رسمي من إسرائيل حول القصف. وقال متحدث عسكري: «لا نعلق على تقارير ترد في وسائل إعلام أجنبية».
وخلال الأعوام الماضية، شنت إسرائيل عشرات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري، خصوصاً أهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني.
وأصيب جنديان سوريان بجروح في الثامن من الشهر الحالي جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في وسط وغرب سوريا، وفق الإعلام الرسمي السوري.
وفي الثالث من الشهر الحالي، استهدفت ضربة إسرائيلية منطقة تقع فيها مستودعات سلاح وذخائر تابعة لمقاتلين موالين لإيران في ريف دمشق، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، قتل 5 مقاتلين موالين لإيران في قصف إسرائيلي استهدف نقاطاً عدة في ريف دمشق، وفق المصدر ذاته الذي وثق أيضاً مقتل 9 مقاتلين موالين لإيران في ضربة إسرائيلية في منتصف الشهر ذاته في ريف حمص الشرقي. وأفادت دمشق في حينه بمقتل جندي سوري.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وأنكرت في البداية أن أحد الصواريخ السورية التي حاولت التصدي للغارات الإسرائيلية قد وصل إلى منطقة حيفا، وادعت أنه سقط مقابل شواطئ صور اللبنانية. ولكن مسؤولاً رافق وزير الدفاع، بيني غانتس، في زيارته للمغرب، قال لوسائل الإعلام العبرية، في وقت لاحق، إن الصاروخ تخطى الطائرات الإسرائيلية، وضل طريقه وعبر أجواء بلدات الشمال في الجليل، وانفجر على بعد 30 كيلومتراً من سماء مدينة حيفا. وقد روى مواطنون في حيفا أنهم شاهدوا الصاروخ عندما قام بتفعيل منظومة التدمير الذاتي وفجر نفسه في الجو.
وكانت إسرائيل قد امتنعت عن الاعتراف بالغارات، كعادتها، ولكن مع نشر التقارير في المنطقة والعالم عن هذا القصف، بدأت مصادر عسكرية تسرب معلومات عنها، فقالت إن «الغارات المنسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي» استهدفت مخازن أسلحة قرب مدينة حمص تابعة لجيش النظام تم ملؤها في الأيام الأخيرة بأسلحة حديثة قدمت من إيران، وقد وضعت في هذه المخازن تمهيداً لتهريبها إلى «حزب الله» في لبنان.
وأكدت أن هذه هي تاسع موجة غارات تنسب إلى إسرائيل نفذت في الشهر الحالي، مشيرة إلى أن هذا العدد غير المسبوق من عمليات القصف يدل على أن إيران لم توقف مشروعها لتعزيز قدرات «حزب الله» من جهة، وأن المعلومات الإسرائيلية تزداد دقة واتساعاً من جهة ثانية، وأن الموقف الروسي بات أكثر تفهماً للمخطط الإسرائيلي لمنع إيران من تعزيز نفوذها في الدول المحيطة بإسرائيل.
يذكر أن الهجمات الإسرائيلية التي نفذت ضد مواقع سورية مؤخراً تمت بصواريخ أرض – أرض، وليس بغارات جوية. وقالت مصادر إسرائيلية إن هذا التغيير جرى ضمن الترتيب مع موسكو، فالروس باتوا محرجين من فشل الصواريخ التي زودوا بها الجيش السوري في التصدي للغارات الإسرائيلية، فطلبوا أن تتنازل إسرائيل بقدر الإمكان عن القصف الجوي. لكن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن قلقهم المتزايد بشأن انتشار أنظمة صواريخ أرض – جو إيرانية الصنع في سوريا، وتحدثوا عن تحسين قدرات الدفاع الجوي للجيش السوري، مما جعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي العمل فوق سوريا.
إلى ذلك، أفاد «المرصد السوري» بإطلاق القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة التنف، ضمن منطقة الـ55 عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، 4 صواريخ بعيدة المدى من داخل القاعدة باتجاه الغرب من القاعدة، دون معرفة أماكن سقوطها حتى اللحظة، أو إذا ما استهدفت مواقع للميليشيات الإيرانية أو تنظيم داعش في البادية السورية ومحيطها. ويأتي ذلك بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي التابع للتحالف الدولي في أجواء منطقة الـ55.
وكان «المرصد» قد أشار في الـ18 من الشهر الحالي إلى أن جيش «مغاوير الثورة» أجرى، بمشاركة القوات الأميركية، تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية عند قاعدة التنف في منطقة الـ55 عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، صباح اليوم الخميس، هدفها رفع الجاهزية القتالية للعناصر.
وقال مسؤولون أميركيون إن ميلشيات إيرانية هاجمت قاعدة التنف بخمس مسيرات قبل أيام.
المصدر: الشرق الأوسط