مصير – أحمد أبو العلا
الشاعر السوري حسن علي الخليل / أبو خلدون وهو الطالع أبداً من جوانية الوطنية السورية والعروبية، المناهضة للاستبداد، رجل المواقف الشجاعة، وممن دفع بعض سني عمره في السجن من أجل ذلك، في حوارنا معه اليوم نمر على العديد من آرائه ومن ثم نتاجه الأدبي حيث قال: ” جديدي هو أكثر من مجموعة شعرية هـي على التوالي: – كيف أغفو…؟، عبق الروح، ليلى الأخيلية، وفضاءات روحي”.
ثم قال: ” تقصدت إصدار عدة مجموعات دفعة واحدة اختصاراً للنفقات وللتكاليف الطباعية لأني سأوفر أكثر من نصف القيمة فيما لو طبعت كل مجموعة على حدة. ولكي أعطي للطباعة شيئاً من الاهتمام بسبب الأخطاء التي حصلت في الطباعات السابقة والتي كثيراً ما أساءت لبعضها وشوهتها.” ثم قال
” تتضمن هذه المجاميع بعض العراقيات والبغداديات. وبعض الدمشقيات، إضافةً إلى الغزليات ومجموعة عبق الروح حوائية، ومثلما تعرف ورغم أن القومي هو شغلي الشاغل مجسداً في تمجيد المقاومة الحقيقية ومقارعة المحتل في فلسطين وتحول القسم الأكبر من هذه المقاومة إلى صراع بين الأخوة فإني لا أخفيك حيث تسرب لنفسي شيء من الإحباط فيممت وجهي صوب حواء متأملاً ومستمتعاً بجمالها لاجئاً لأحضانها أطلب الراحة والحنان لديها وحواء وكما قلت لك سابقاً هي روح الكون وعطره ورياحينه وهي النصف المرجح فيه، وهي القرنفلة التي أحب، ولأن الجنة تحت قدميها.”
وعن النقد الأدبي قال “النقد من وجهة نظري وبعيداً عن التعاريف ووجهات النظر هنا وهناك فهو الحكم على نص من النصوص بقصد تبيان قيمته، والناقد قاضي علـى الأدب، ومثلما أن لدى القاضي مواد وقواعد يحكم بموجبها إضافةً إلى استقامته واتصافه بالنزاهة والأخـلاق فإن الناقد الأدبي لا يحكم عـن هـوى ومزاجيـة. وبالتالي ليس من الممكن أن ينصب أي واحد منـا نفسه حاكماً أو ناقداً ومن هنا كان محمد مندور علماً في النقد وكتاب النقد الأدبي للمرحوم سيد قطب مدرسة فيه.. وهنا يخضع النص لعملية تقييم تحدد قيمته فيها.. والنقد من وجهة نظري عملية صعبة، وقد تمنى أحد المشتغلين فيـه أن (خير لي أن أكون منقوداً من أن أكون ناقداً) وذلك كي لا يظلم أحداً بنقده، ولا تظن ولا يخدعنك تقديم الكثير ممن هم عاجزين وغير قادرين على العطاء، أنفسهم على أنهم نقاد من خلال ردود أفعالهم لغايات أو حسد على أنهم نقاد وخاصةً عبر الانترنت وهناك قول فرنسي مفاده أن الفن صعب ولكن من السهل أن ننتقده”.
وقلنا هل تعرضت لنقـد قاسٍ من كاتب وصديق لـك، حولك الناقـد فيـه إلـى لا شيء.. ورفضت الـرد عليـه.. ولماذا…؟ فأجاب بقوله: “وأقول للتوضيح فقط أن هذا حقد، حقد وليس نقد والسبب يعرفه بقرارة نفسه، كما أنه تقرير مخبر إلى مـن يهمه الأمر، كأبي رغال يهدي إلى دروب الكعبة وكنعيق البـوم، وأقر بأنها قصيدتي، ومن الخاص جداً ومما لا ينشر وقد اختارها عله يؤذيني فنفث السم الذي سيعود عليه، أين هو من الملثمين الذين أشبعوه نقداً ببيته، فماذا كان رده عليهم ولماذا انتقدوه؟”.
وعن حلمه قال الخليل ” حلمي العروبي والوطني وإلـى أن أموت وخاصة وبعدمـا يكشف لنا كل يوم يمر علينا الحاجة الماسة إليه.. نعم لقد كان حلماً وطيفاً هام فوق جفوننا وكتاباً نزل علينا.. لـم نحسن توظيفه ووجوده بيننا، بل حاربناه وتآمرنا عليه إلى أن قتلناه لهذا هو يكبر وغيره يصغر في حياته.. إن مبادئه وأفكاره وسيرته تجري في دمي.. وأنا كلي قناعة بأن السير علـى خطاه هو سير فـي الطريق الصحيح، وأقل درجات الوفاء له هو أن نبقى متمسكين بنهجه العروبي”.
وعن مساحة شعره أكد أنه ” ليس أنا الذي يحدد هذه المساحة لكن ضمـن المساحات الوطنية السورية والعروبية، هذه المساحات تستطيع أن تحدد مساحة شعري.”