آلاء العابد
واجهت المرأة السورية خلال عشر سنوات ماضية صعوبات كثيرة أهمها موضوع اللجوء والنزوح، حيث لجأ الكثير منهن إلى أوروبا واختار البعض تركيا بحثاً عن الأمن والاستقرار وإيجاد فرص جديدة في العمل والتعليم لم يكن يحظين بها في بلدهن الأم سورية لاسيما بعد الملاحقات والاضطهاد.
تواجه النساء عامةً في المهجر معوقات تتراوح بين إثبات الكفاءة والقدرة في فضاء كبير وجديد مختلف بلغته، وطبيعة الحياة والسعي دائماً للتأقلم مع المجتمع الجديد مع إبقاء العادات الموروثة من البلد الأم.
في المهجر واجهت النساء العديد من المشاكل أبرزها العيش في بيئة جديدة غير البيئة الأصلية التي اعتادت عليها النساء في سورية بالإضافة إلى حاجز اللغة التركية وعدم اتقانها للعديدات منهن بشكل جيد.
في المهجر تتحمل المرأة ضعف العبء الذي كانت تتحمله، لاسيما بفقد السكن والأهل وتحمل أعباء العمل لاسيما بغياب المعيل والشريك بسبب الاعتقال أو القتل، فضغط الحياة وتوفير حياة ملائمة لها وأحياناً لأسرتها بات العبء الكبير جداً، أو الهجرة ومخاطرها براً وبحراً.
ولعل أبرز الصعوبات التي تواجه المرأة السورية أيضاً سماسرة الزاوج من النساء عبر الأجانب مستغلين الحاجة إلى السكن وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تتعرض لها المرأة من خلال تأمين عرض زواج لها من رجال أعمال مقابل مبلغ مالي، علماً بأن هذه الزيجات لا تستمر معظمها لفترة طويلة فالقانون التركي يمنع تعدد الزوجات ولا يعترف بالزوجة الثانية ولا بالعقود التي تبرم ين الطرفين وبهذا لن يكون للمرأة أي حقوق يمكن أن تحصل عليها في حال توفي الزوج أو طلقها أو فكرت في رفع دعوى قضائية للمطالبة بحقوقها فهي محرومة من الاجراءات القانونية.
إضافة الى هذا كله المواقف العنصرية التي يمكن أن تتعرض لها مع سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تجبرها على القبول بعمل أقل من الحد الأدنى للأجور لتوفير أدنى مقومات الحياة خاصة في الفترة الأخيرة مع ازدياد خطاب العنصرية الموجهة من بعض الأحزاب ضد السوريين في تركيا، فتتحمل عبء فوق عبء متجاهلين تماماً الحالة الإنسانية وماتقاسيه المرأة في دول اللجوء.
أما المرأة النازحة في المخيمات فالأمر له صعوبات من نوع آخر مثل الحفاظ على الحياة مع انعدام سبل الحياة تمامًا .
ناضلت المرأة ومازالت طيلة عقد وهاهي تدخل العقد الثاني من النضال والتحديات ووقفت مع الرجل بكل الصعوبات، وأكتب تلك اللمحة للتذكرة بأن المراة ضحت وفعلت الكثير وتحتاج منا وهي شطر مجتمعنا أن نلتفت إليها ولحال المرأة السورية العظيمة عمومًا التي ضحت بالكثير، بأن نعمل لأجلها ولأجل الجيل المهدد بالضياع ولأجل كل السوريين في الشتات وألا نشتغل بتفاهات الأمور فضلًا عن كبارها وأن لا نضيع البوصلة والهدف ولانراوح في المكان فتشتد المحنة على الجميع ولابد لنا أن نغير سبل وأدوات العمل والتفكير لنخرج نحو الخلاص جميعًا.
المصدر: اشراق