محمد الأحمد
أجرى قسم الدراسات والوثائق ودائرة الاستشارات الإستراتيجية لدى “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، اليوم الخميس، ورشة عمل حول مقاربة “خطوة بخطوة” التي طرحها المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون.
وبحسب الدائرة الإعلامية للائتلاف فإن الورشة شارك فيها عدد من أعضاء الائتلاف، وأعضاء الممثليات والمكاتب الخارجية، وبحث خلالها الحضور إحاطة المبعوث أمام مجلس الأمن الدولي قبل يومين، وإطار المقاربة وما تحمله من أفكار، إضافة إلى آثارها المحتملة على العملية السياسية في سورية.
بدوره، قال منسق مكتب الدراسات والوثائق في الائتلاف السوري رياض الحسن، إن “المشاركين رأوا في المقاربة خضوعاً للابتزاز الروسي والإيراني، واعتبروها مكافأة لنظام الأسد على تعطيله الحل السياسي وتهديده للأمن الإقليمي والدولي”، مؤكداً أن “إيران التي تنشر الفوضى في المنطقة، وتهدد أمنها، تسعى لتوظيف الملف السوري في مفاوضات البرنامج النووي، في حين تسعى روسيا من خلال الملف السوري لاستعادة مكانتها الدولية، وابتزاز دول الناتو مقابل ملف أوكرانيا وغيره من الملفات الروسية الغربية العالقة”.
ورأى الحضور في مقاربة “خطوة بخطوة” أنها “محاولة للهروب إلى الأمام بعد ثماني جولات تفاوضية في جنيف على مدار أربعة أعوام، ثم ست جولات للجنة دستورية استغرقت أربعة أعوام أخرى، إلى جانب سبع عشرة جولة محادثات في أستانة، خرق النظام كل اتفاقياتها دون استثناء”.
وأوضحوا أن “أساس المقاربة يقوم على مقايضة قضايا إنسانية هي بالأصل فوق تفاوضية، لكن النظام دأب على رفضها، بمسألتين سياسيتين فقط تحدث عنهما المبعوث في إحاطته: الأولى موافقة الروس على تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية 2585، والثانية استجداء النظام للموافقة على حضور الجولة الدستورية السابعة”.
من جهته، أكد الدكتور يحيى العريضي المتحدث باسم “هيئة التفاوض السورية”، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “النظام السوري بالأساس لا يريد العملية السياسية، وهو يعلم جيداً أن نهايته فيها، وهو اختار الحل العسكري الأول لأن استراتيجية النظام مبنية على المواجهة بعكس الشعب السوري الذي يريد العيش والاستقرار والأمان”، مضيفاً: “مجرد أن يجد النظام معارضاً له يتحول المعارض بنظره إلى إرهابي ومتآمر وعميل وقتله حلال”.
وتابع العريضي: “وزير الخارجية السابق لدى النظام وليد المعلم وعد الشعب السوري بإغراقه بالتفاصيل، والمعروف عن النظام أنه لا يريد الجولان لأنه كان يحكم باسمها في المقاومة والممانعة وأدى خدمات كثيرة لمختلف المخابرات العالمية وتحديداً المخابرات الصهيونية، وهم الذين كانوا مسؤولين عن بقائه في الحكم وهم الذين فسحوا المجال لروسيا والمليشيات الإيرانية أن تتدخل في سورية تحت مختلف الذرائع وما زالوا على نفس المنهج”.
وأردف المتحدث باسم “هيئة التفاوض السورية”: “حتى الأمم المتحدة عبر مبعوثيها السابقين إلى سورية ماطلت، والمبعوث الأممي الجديد إلى سورية كأنه يريد مكافأة النظام عبر طرحه لمشروع (خطوة بخطوة)”، مُشيراً إلى أنه “لو أن هناك قانونا يحكم هذا العالم وليس محكوما بقانون القوة، فعملياً هذا النظام المجرم استخدم الأسلحة الكيميائية بمنظومة مارقة”.
ولفت العريضي: “للآسف هذا العالم لا يلتفت إطلاقاً للحق، وإنما يلتفت لمصالح معينة”، مؤكداً: “هذه خطوة بخطوة عبارة عن إجراء مرفوض منبوذ ولا يُقبل، والمبعوث الدولي بيدرسون مكلف بمهمة واضحة، وهناك قرار دولي بين يديه عليه أن يطبقه، والأمر ليس مقتصرا على اللجنة الدستورية، وهناك بنود أخرى في القرار الدولي وعلى رأسها الانتقال السياسي إذا كان صادقاً مع نفسه ومع الأمم المتحدة، وما عليه إلا أن يطبق هذه القرارات الدولية”.
وأضاف: “على السيد بيدرسون أن يستيقظ، السوريون لا يحتاجون من يضيع الوقت ومن يكون أنانيا متمركزا حول نفسه وحريصا على وظيفته، هو مبعوث الأمم المتحدة ويجب أن يكون مخلصا للهدف الذي وضع من أجله”.
المصدر: العربي الجديد