سعيد عبد الرازق
انتقدت تركيا تعاون الولايات المتحدة مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في العملية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، معتبرة أنه لا يمكن التعاون مع «تنظيم إرهابي» للقضاء على تنظم آخر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلجيتش، في بيان علق فيه على العملية الأميركية التي قتل فيها القرشي بحسب ما أعلنت واشنطن أول من أمس، إن تركيا ترفض فكرة التعاون مع «تنظيم إرهابي» في إشارة إلى قسد، من أجل القضاء على تنظيم إرهابي آخر (داعش).
وتعتبر أنقرة تحالف قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل قوات وحدات حماية الشعب الكردية عموده الفقري، «تنظيما إرهابيا» بينما تعتبره الولايات المتحدة أوثق الحلفاء في الحرب على داعش في سوريا وتدعمه بالأسلحة المتطورة. ويشك التباين في الموقفين التركي والأميركي في هذا الشأن أحد الملفات الخلافية العالقة بين البلدين الجليفين في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأثنى الرئيس الأميركي، جو بايدن، في كلمة ألقاها بعد مقتل القرشي، في شمال محافظة إدلب السورية التي تتمتع فيها تركيا والفصائل السورية المسلحة الموالية لها بنفوذ واسع على تعاون قسد خلال العملية التي قتل فيها زعيم داعش، والتي ربطها بايدن بأحداث سجن الصناعة (غويران) التي جرت في محافظة الحسكة السورية، على مدى 11 يوماً، والتي تمكن داعش خلالها من تحرير بعض سجنائه. وقال بايدن إن القرشي، الذي قتلته قوات أميركية فجر الخميس بريف إدلب الشمالي، هو المخطط لهجوم السجن قبل أسبوعين، وإنه أشرف على عمليات التنظيم في مختلف مناطق العالم.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، جون كيربي أن القرشي كان يحاول إحياء نشاط التنظيم وأن مقتله مثل ضربة قوية لداعش، مشيرا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية ساعدت القوات الأميركية في إنجاح العملية، ولكن التنفيذ تم بقوات أميركية فقط.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية التركية أن كفاح تركيا ضد تنظيم «داعش» الإرهابي ودعمها للجهود الدولية المبذولة في هذا الصدد أمر واضح للجميع، قائلا إن تركيا «كعضو نشط في التحالف الدولي ضد داعش، تلعب تركيا دورا فعالا في مكافحة داعش والعقلية المنحرفة التي تمثله». وأضاف أنه «بهذه الوسيلة نؤكد مجددا بذل مزيد من الجهود لمكافحة جميع التنظيمات الإرهابية دون أي تمييز بينها».
وكان القرشي تولى قيادة «داعش» عقب مقتل زعيمه السابق أبو بكر البغدادي في عملية أميركية في محافظة إدلب أيضاً في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ووقتها أعلنت وزارة الدفاع التركية أنها تعاونت مع الولايات المتحدة في العملية، واعتبر مراقبون تأكيد بايدن أن قتل القرشي في عملية أميركية بحتة وإشادته بتعاون قوات سوريا الديمقراطية بمثابة رسالة إلى تركيا، وعدم رضاء إدارته عن تعاونها في مكافحة الإرهاب.
وأعلنت تركيا أن قواتها قتلت 43 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، ردا على هجمات على مناطق سيطرتها في شمال سوريا.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن القوات المسلحة التركية ردت بالمثل على إطلاق الوحدات الكردية النار باتجاه منطقتي عمليتي «نبع السلام» و«درع الفرات» وتمكنت من القضاء على 34 منهم في منطقة درع الفرات، الواقعة في محافظة حلب و9 في منطقة «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا.
وذكر البيان أن «الجيش التركي أنزل ضربات قاسية ضد «التنظيم الإرهابي»، في إشارة إلى قسد، في إطار عملية «نسر الشتاء»، شمال سوريا والعراق، وأنه رد على ضربات الجيش التركي من خلال استهداف المدنيين، وكان آخرها قصف مدينة الباب، ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين وإصابة 31 آخرين.
وتابع أن عناصر قسد أطلقت نيرانا استفزازية تجاه قواعد الجيش التركي في كل من مناطق الدادات، وجبرين، وتل مالد، وردت قواتنا بالمثل حيث قصفت بقاذفات الصواريخ 30 موقعا، ما أسفر عن تحييد 43 منهم في منطقتي «درع الفرات» و«نبع السلام».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القواعد التركية المنتشرة بمنطقة «نبع السلام» تقصف بالمدفعية الثقيلة قرى واقعة ضمت ريفي أبو راسين وتل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.
المصدر: الشرق الأوسط