اعترف محافظ السويداء التابع للنظام نمير حبيب مخلوف بوجود ما سماها “احتجاجات على أخطاء حكومية” متهما المتظاهرين بعرقلة سير عمل مؤسسات الدولة، في مسعى منه لتفريغ الحراك الشعبي من مضمونه السياسي الواضح المتمثل بتغيير النظام عبر تطبيق قرار مجلس الأمن 2254.
“تقزيم الاحتجاجات”
وادعى مخلوف أن “الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المحافظة في عدد من المناطق يجري متابعتها”، من دون توضيح آلية هذه المتابعة وطريقة استجابتها.
وأضاف مخلوف في تصريحات نقلتها صحيفة الوطن الموالية أنه “يتم استلام الاعتراضات والتعامل معها أصولاً” وفق ما أقرته حكومة النظام في اجتماعها الأخير، مما يعني أن الاعتراضات التي يجري معالجتها، هي تلك المرسلة عبر الموقع المخصص للاعتراض على إلغاء الدعم فقط.
وذكر أن “جميع الجهات المعنية في المحافظة تتابع طلبات المحتجين وتتعامل معها وفق الآليات المقررة بهذا الخصوص”، مطالباً المحتجين بعدم قطع الطرقات، زاعماً أنّ الاحتجاجات اقتصرت على مطالبة حكومة النظام بتحسين الوضع المعيشي واتخاذ القرارات التي تساهم في التخفيف من ضغط الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه المواطنون.
“الاحتجاجات مستمرة”
وتجددت الاحتجاجات لليوم الثالث على التوالي، وامتدت أمس إلى ثمان نقاط في محافظة السويداء، تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية، رافعة شعارات تطالب بالعدالة في توزيع الثروة الوطنية، ومحاسبة الفاسدين، كما طالب بعض المحتجين بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الذي ينص على انتقال سلمي للسلطة في سوريا، بحسب ما أورده موقع “السويداء 24”
وبين الموقع أنّ الاحتجاجات كانت بمشاركة مختلف فئات المجتمع من مدنيين، ورجال دين، ومعارضين.
وفرض المحتجون، أمس الإثنين، المغادرة على موظفي مجلس المدينة، وطلبوا من التجار إغلاق محالهم. وانفضّ الاحتجاج بشكل سلمي، وسط دعوات المشاركين إلى جعل الاحتجاجات يومية، حتى تحقيق مطالبهم.
“قرية نمرة”
وأشار الموقع إلى أن الحراك في قرية نمرة، شمال شرقي السويداء، كان أكثر وضوحاً وتنظيماً، حيث أغلق الأهالي، صباح أمس طريق نمرة – شهبا جزئياً، حتى الساعة الواحدة، ولم يسمحوا بالمرور إلا للطلاب والحالات الإسعافية. وشارك في الوقفة وجهاء القرية وبعض شيوخها.
“إغلاق طريق دمشق”
كما شهد طريق دمشق – السويداء الحيوي، إغلاقاً جزئياً عند قريتي حزم وخلخلة، مع السماح لطلاب الجامعات والحالات الإسعافية بالمرور، وفتح الطريق كل ربع ساعة أمام جميع السيارات. أحد المنظّمين في قرية حزم قال لـ”السويداء 24″: إن الغاية هي التأكيد على المطالب الأهلية، لا قطع الطريق فحسب. وإن الحركة الاحتجاجية تتجه الى استمرار قطع الطريق يومياً بشكل جزئي.
في بلدة شّقا شمال شرقي السويداء، قطع عشرات الشباب طريق شقا-شهبا، بالإطارات المشتعلة، كذلك في مجادل بالريف الغربي، وفي قيصما بالريف الشرقي. إغلاق الطرق في تلك القرى استمر حتى الساعة الواحدة ظهراً، وانضمت بلدة عريقة للاحتجاجات مساء الاثنين، عبر قطع طُرق الساحة العامة.
“النظام يحاول احتواء الاحتجاجات”
ونقل “السويداء 24” عن مصادر خاصة قولها إن المعطيات تشير إلى استمرار الحركة الاحتجاجية وسط تجاهل حكومة النظام للمطالب المحقة، حيث تواصل المحافظ، وبعض ضباط الأجهزة الأمنية التابعة للنظام مع شخصيات اجتماعية، ودينية، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات. في حين ما تزال الاحتجاجات مستمرة في المدينة وريفها.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا