قال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده غير مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة في غياب ضمانات مستدامة لاتفاق جيد. واضاف أن طهران اقترحت إصدار بيان سياسي غربي للتعهد بالالتزام بالاتفاق النووي.
وقال عبداللهيان -في مقابلة مع صحيفة :فايننشال تايمز” البريطانية الأربعاء، إن الطرف الأميركي يرفض إعطاء ضمانات حقيقية بأن إدارة الرئيس جو بايدن لن تنسحب من الاتفاق النووي، كما انسحبت إدارة سلفه دونالد ترامب عام 2018.
وتابع الوزير الإيراني أن لدى طهران شكوكا في جدية أطراف التفاوض بشأن رفع العقوبات المفروضة على بلاده. ودعا واشنطن إلى إظهار حسن نيتها عبر الإفراج عن جزء من أموال إيران أو رفع بعض العقوبات قبل أي تفاوض مباشر.
وقال: “من حيث المبدأ، الرأي العام في إيران لا يمكنه أن يقبل كلمة رأس دولة، ولا سيما الولايات المتحدة، بسبب انسحاب الأميركيين” من الاتفاق النووي.
ووفقا للصحيفة فإن الخبراء يقولون إن من شبه المستحيل على إدارة بايدن أن تقدم الضمانات القانونية التي تطلبها طهران.
لكن عبد اللهيان قال إنه أوعز إلى المفاوضين الإيرانيين بأن يقترحوا على الأطراف الغربية أن “برلماناتهم أو رؤساء برلماناتهم على الأقل، بما فيها الكونغرس الأميركي، يمكنهم أن يعلنوا في صيغة بيان سياسي التزامهم بالاتفاق والعودة إلى تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)”.
وتنعقد في فيينا منذ أبريل/نيسان 2021 محادثات لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، لكن الوفدين الأميركي والإيراني لا يتحاوران فيها بشكل مباشر. وتتزايد المخاوف الغربية بشأن تقدم طهران النووي المتسارع، الذي ترى القوى الغربية أنه ليس بالإمكان العدول عنه ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قريباً.
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الأربعاء، إن الاتفاق النووي فقد قيمته بالنسبة لبلاده، وأضاف أنه “أصبح فارغ المضمون بالنسبة لإيران في المجال الاقتصادي ورفع العقوبات”، مؤكداً أن بلاده لن تجري “أي تفاوض” مع الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية حول “مواضيع خارج الاتفاق النووي”. وأضاف أن أميركا وأوروبا “رسبتا في اختبار تنفيذ تعهداتهما المنصوص عليها بالاتفاق النووي”.
تأتي تصريحات شمخاني في وقت تتواصل فيه الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا التي لم تسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة، وسط تشكيك بجدواها من الأساس. حيث يتحدث الجانب الإيراني عن “قضايا مهمة” عالقة من دون حل حتى الآن، فضلاً عن أنه دأب على إطلاق تصريحات مكثفة هذه الأيام، خاصة من قبل أمين مجلسها للأمن القومي، المخول برسم السياسات الإيرانية تجاه الاتفاق النووي والمفاوضات.
وأثار إرسال إسرائيل وفداً إلى فيينا لمنع تقديم المزيد من التنازلات لإيران، واستقبال الوفد من قبل المندوب الروسي ميخائيل أوليانوف، حفيظة الجانب الإيراني.
وقالت وكالة “نور نيوز” المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن هذه الخطوة تشكل عائقاً جديداً أمام تقدم المفاوضات النووية مع في فيينا.
وأكدت “نور نيوز” أن “التواجد العلني وغير المتوقع للصهاينة في فيينا، يشكل بلا شك عائقاً أمام تقدم مفاوضات فيينا في الظروف الحساسة الحالية”. وقالت إن “محادثات مندوبي الكيان الصهيوني مع المدير العام للوكالة النووية رفائيل غروسي، ورئيس الوفد الروسي المفاوض في فيينا ميخائيل أوليانوف، بغض النظر عن أهدافها، تعتبر خطوة في اتجاه الدور المخرب الذي يلعبه هذا الكيان بصورة ذاتية”.
المصدر: المدن