توافد السوريون الذين يقيمون في ولاية غازي عينتاب التركية يوم الأحد تاريخ 6 شباط/ فبراير 2022 إلى لقاء مهم مع السيد ياسين أوكتاي /أستاذ علم الاجتماع في جامعات تركيا، وهو الشخصية التركية الأكاديمية والسياسية الأبرز، ضمن حالة مد جسور العلاقة الاندماجية مع الشعب السوري المتواجد على الأراضي التركية.
شاركت في هذه اللمة السورية التركية الودودة، السيدة فاطمة شاهين رئسة بلدية غازي عينتاب، حيث ألقت كلمة مهمة، وحضر السيد تورغاي الدَمير رئيس منبر الأناضول، ووقف بلبل زادة وكذلك السيد مدير الهجرة في عينتاب، ولفيف مهم من الجالية السورية رئيسها وأعضائها، حيث كانت الدعوة باسمها، والكثير من الوجو العينتابية التركية والسورية.
وضمن أجواء الود والمحبة والتفاعل تحدث السيد أوكتاي مبديًا رغبته الدائمة في وصلٍ مستدام مع الأخوة السوريين الذي يساهمون حسب مايرى في النهضة الاقتصادية الكبرى التي تعيشها ولاية وبلدية غازي عينتاب، بل وكل الولايات التي يتواجد فيها السوريون، وهم النشطاء التجاريون والصناعيون، الذين يقدمون للحالة الاقتصادية التركية الكثير الكثير، ويساهمون بالارقام وليس بالكلام بمزيد من التطور والنهضة والحراك، الذي تشهده تركيا في ظل حزب العدالة والتنمية.
في هذا الحوار الثري بين أوكتاي والحضور استمع سيادته إلى المزيد من المتحدثين بما يخص الواقع السوري ومعاناة السوريين جراء وجود بعض المعوقات غير المقصودة، ونتيجة بعض حالات تمظهر العنصرية المنلتة من عقالها لدى نفر من الأتراك أو سواهم، في محاولة واضحة للانقضاض على السياسة التركية التي يقودها حزب العدالة والتنمية، بقيادة السيد رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية.
على مدى أكثر من ساعتين كان اللقاء مفيدًا وحواريًا بين اوكتاي والحضور حيث لم يترك مسألة إلا وناقشها، ولم يترك كل من يريد التحدث إلا واستمع إليه بابتسامته الصادقة والمعهودة. وكان صريحًا وواضحًا وشفافًا لم يحاول الدفاع أبدًا عن أي خطأ ولم يأل جهدًا في تشريح الواقع المجتمعي والوطني التركي ضمن رؤية موضوعية غاية بالصراحة والوضوح، مبينًا العلاقة التاريخية التي تجمع الأتراك والسوريين منذ زمن طويل، مشيرًا إلى الإشتراك بالدم والتضحيات الكبرى التي قدمها السوريون، ومايشهد على ذلك هو وجود الأعداد الكبيرة من أسماء الشهداء في مقبرة (جنق قلعة)، من كل من حلب وإدلب وكل المحافظات السورية، الذين ضحوا من أجل تركيا والأمة في مواجهة الغاصبين.
ياسين أوكتاي الرجل المثقف كان محاورًا باقتدار، ومتناولًا للحديث بروية ومعرفة، وصادقًا في كل حديثه مع أهله من السوريين، حيث يُعرف عنه محبته للسوريين المهاجرين، وتعلقه بالتاريخ المشترك والمستقبل المشترك. حيث كان عنوان اللقاء (مستقبلنا المشترك) ويأتي ضمن سلسلة من الندوات سبق وأن أقامها السيد تورغاي الدَمير حول نفس العنوان المهم، في كل من أورفا، وكهرمان مرعش، وعينتاب. كل ذلك وصولًا إلى حالة من الوعي المطابق والاندماج الكلي بين الشعب السوري والتركي، خلاصًا مما يعلق بحاضرنا وماضينا من عثرات وتعثرات وهنات.
لقد كان اللقاء مع ياسين أوكتاي غاية في الفائدة والوضوح، بما يساهم حقًا وصدقًا في تمتين أواصر العلاقة الاخوية بين الشعبين الشقيقين السوري والتركي، خدمة لقضاياهما المشتركة ونحو إعادة رسم ملامح المستقبل على أسس جديدة ومتجددة.
كما أدرك الحضور من السوريين أهمية بناء هذه العلاقة وضرورتها المركزية لوصل ما انقطع في ظروف تاريخية أخرى، ولإعادة اللحمة بين الطرفين الشقيقين، ضمن وعي أهمية ذلك ورسم أدواته العملية على معطيات مفيدة لهما.
وقد خرج الحضور وكل المشاركين بمحددات موصوضوعية أرادت أن تقول: إن مستقبلنا جميعًا، والمستقبل المشترك المتلاقح الأفكار والأفعال سيكون أكثر عمقًا وأكثر قدرة على تلبية احتياجات الشعبين من أجل المصلحة المشتركة القادمة، مهما حاول البعض تعويق حركتها. ومن يفعل ذلك سيكون غير قادر على الاعاقة لما يوجد من كم كبير ومتين من أواصر المحبة الأخوية وعمق الاسلام الذي يجمعنا جميعًا على هذه الأرض وهذه البقعة الجغرافية من العالم.
المصدر: إشراق