بسام شلبي
أهدي إلى روحه و روح أبو عدنان وأبو خالد.. أبو مرشد أبو فرات و أبو جولان.. وكل شهداء الوطن. هذه القصيدة بعنوان:
حرية الإنسان
وحدنا نبقى
مثل زهر البيلسان
نتحدى البردَ
نتحدى الظلمةَ
نتحدى الصمتَ
نتحدى الموتَ
ونقطفُ أوراقَ الزمانْ
وحدنا نبقى
بين الفواصل وإشارات الاستفهامْ
بين قوسين من نارٍ وألغامْ
نملؤُ الفراغَ بين قصفِ البراميلِ
والمفخخات، جملةً فعليةً معترضةً
تقلبُ صفحةَ الزمانْ
وحدنا نبقى
نتحدى الجوعَ
نتحدى الصقيعَ
نقاوم الخنوعَ
ونصنع الربيعَ
بأصابعِ أطفالٍ تتحدى الزمان
وحدنا نبقى
شواهد على قبور أحبتنا
وشواخص تدل على أطلال بيوتنا
نسائمُ صبحٍ طالتْ ليلتَهُ
وبراعم وردٍ جوريٍّ حُبلى
بسنابلِ قمحٍ..
وزيتونٍ، ورمان
يخرج منها اللؤلؤ والمرجان
وحدنا نبقى
نقشاً فينيقياً على حجرٍ مدفونْ
في وحل الأوهام وأضغاث الجنونْ
يجمع أبجديةَ العشق الأولى
و قاموس الحرية
يتوق لمن يكتشف شفرته السرية
وألغاز الفرح المكنون بين الأحزان المطوية
وحدنا نبقى
خربشة أطفالٍ فوق الجدارْ
ظل كلمات
واضحة مثل النهارْ
جاءك الدوْرُ يا ظالم، وزمانك دارْ
وسقوطك محتومٌ، ولو طال الزمان
وحدنا نبقى
دمع عجوزٍ في مخيم اللجوءْ
وجع كهلٍ شاميٍّ مسّه السوءْ
صرخة سجينٍ في ليل بهيمْ
صرخة مولود في مخاض أليمْ
و دم شهيد يرفض أن يجفَّ رغم طول الزمان
وحدك تبقى
مثل زهرة البيلسان
أبا فاروق اسمك أوأبا خالدٍ أو أبا عدنان..
أبا فراتٍ أو أبا العاصي أو أبا جولان..
ودماءكم في أعناقنا ديناً
وفاؤه حرية الأوطان
وحرية الإنسان
ثم حرية الإنسان
ثم حرية الإنسان