مصير-خاص
منذ عصر الخميس 18/ نيسان، وطيران النظام الأسدي وحليفه الروسي، يواصلان الغارات الجوية المكثفة على مخيم اليرموك، وبمعدل غارة جوية كل دقيقتين، وباستخدام صواريخ جو أرض والبراميل المتفجرة، عدا عن الراجمات وصواريخ الفيل والقصف المدفعي، وهي العملية العسكرية الأكبر التي صرح النظام أنها تستهدف تنظيم داعش في المنطقة. بينما تؤكد الأخبار والشهادات الواردة من المخيم، أن القصف الجوي والأرضي العنيفين بصورة غير مسبوقة، يستهدف أماكن سكن المدنيين بصورة أساسية، لاسيما في أحياء المغاربة والعروبة وامتداد شارع الثلاثي، وبأن ما يزيد عن 75% من مباني المخيم أصبحت مدمرة بالكامل. ويعيش المدنيون منذ بداية القصف جحيماً لا يوصف على كافة المستويات الإنسانية، وليس لديهم إمكانية حتى للهروب إلى الأحياء المجاورة بسبب شدة القصف المتواصل، ولا يوجد لديهم بعد حصار طويل مستمر منذ خمس سنوات، أدنى مقومات الحياة في ظل هذه الحرب الشعواء، التي يستكمل فيها النظام مخطط تدمير المخيم وقتل وتهجير أهله. ويؤكد ناشطون من داخل المخيم تواصل معهم “موقع مصير” بصعوبة بالغة بسبب انقطاع النت، أن هناك عشرات الشهداء المدنيين لازالوا تحت الأنقاض وليس هناك إمكانية لدفنهم بسبب شدة القصف وعدم توقفه على مدار اليومين الماضيين، وأن القصف يطال بيوت المدنيين والمنشآت والبنى التحتية في المخيم، وقد تم تدمير مشفى فلسطين بصورة كاملة، وهو المشفى الوحيد الذي كان يقدم الخدمات الطبية الطارئة لأهالي المخيم، واستشهد سائق سيارة الإسعاف أثناء إخلائه لمصابين أثناء القصف.
ويطال القصف أيضاً مناطق الحجر الأسود والتضامن والعسالي، وتشير مصادر من تلك المناطق إلى خروج أمراء وقيادات من داعش إلى مناطق النظام ليلة الجمعة عن طريق حاجز سبينة، وبأن ثمة اتفاق بخروج مقاتلي داعش إلى البادية السورية، لكن النظام يؤجل تنفيذه حتى ينتهي من تدمير مخيم اليرموك، بحيث تصبح عودة الأهالي النازحين عن المخيم إلى بيوتهم بعد توقف القصف أمراً غير ممكن واقعياً، وقد أيقظت المجازر التي يتعرض لها اليرموك في هذه الآونة، التهديد الذي كان أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي شارون، إبان اجتياح القوات الإسرائيلية للبنان عام (1982) حين قال وقتذاك:” لك يوم يا مخيم اليرموك ” ودور نظام الأسد اليوم في تنفيذ هذا الوعد بحق المخيم وأهله، لتدمير وتصفية أحد أهم معاقل الثورتين الفلسطينية والسورية.