تحت شعار “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” انطلقت، صباح الإثنين، أعمال الدورة السادسة لمؤتمر بروكسل 2022 في العاصمة البلجيكية، بهدف دعم برنامج المساعدات الأممية للاجئين السوريين في دول الجوار والنازحين في شمالي سوريا.
وينظّم الاتحاد الأوروبي أعمال المؤتمر الذي يُشارك فيه ممثلون عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية ومجتمع مدني، فيما استبعدت روسيا، لإطلاع المجتمع الدولي على حجم التحديات التي تواجهه والإجراءات التي يجب اتخاذها للتخفيف من أعباء أزمة السوريين اللاجئين في دول الجوار والنازحين عن ديارهم في الداخل السوري، كما يحاول المنظمون منح المجتمع المدني السوري حيّزاً للتعبير عن ذاته وإبقاء سوريا على جدول أعمال المجتمع الدولي.
وستُعقد خلال اليوم الأول من المؤتمر الذي يستمر ليومين، ثلاث جلسات يُناقش فيها المشاركون القضايا المطروحة، وتشتمل تلك الجلسات على:
إفساح المجال للأصوات السورية
ما يريده الشباب السوري – التمكين السياسي والاجتماعي والاقتصادي للشباب السوري في سوريا وبلدان الشّتات.
المعونة الغذائية والأمن الغذائي.
“الحيادية في توزيع المساعدات”
خلال الجلسة الأولى المخصّصة للأصوات السوريّة، طالب الناشط وسيم الحاج عضو الهيئة العامة الثورية لمدينة حلب، أن “يطبّق التوزيع المبني على الاحتياج بشكل حيادي، ولا يجوز تركيز المساعدات في منطقة على حساب منطقة أخرى، كما لا يجوز حرمان مناطق لاعتبارات سياسية”.
وأضاف الحاج أن المجتمع المدني في الداخل السوري “يدعو إلى دعم مشاريع التنمية المستدامة في جميع المناطق وخاصة في شمالي سوريا، لما سيسهم هذا الدعم في تحقيق الاستقرار في المنطقة”، موضحاً أن “90% من السوريين في الداخل السوري لديهم الرغبة في الهجرة إلى أوروبا في حال سنحت لهم الفرصة بذلك”.
من جانبه، دعا المدير التنفيذي لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” بسام الأحمد إلى “مراقبة تنفيذ آلية لمراقبة مشاريع المساعدات من أجل حماية أملاك وأراضي السكان الأصليين وعدم استثمارها من قبل غير أصحابها أو إنشاء قرى أو مناطق سكنية فيها، بالإضافة إلى ضمان عدم إلحاق الضرر بهم”.
وأضاف أن الهدف من هذه الآلية هو “ضمان عدم إحداث تغيير ديموغرافي، ناهيك عن إمكانية استفادة جهات أو أفراد فاسدين لدى جميع الأطراف من الأموال المقدمة من الأمم المتحدة والمانحين الذين عليهم ضمان وصول هذه الأموال والمساعدات للمحتاجين الحقيقيين” وفق الأحمد.
الأمم المتحدة: 95% من السوريين يفكرون بمغادرتها
في الجلسة الثانية المخصصة للحديث عن واقع ومستقبل الشباب السوري، قال المدير الإقليمي لـ”صندوق الأمم المتحدة للسكان/ UNFPA” لؤي شبانة إنّ “أكثر من 95% من الشباب الخريجين في سوريا يفكرون في الخروج منها”.
وأضاف شبانة أن “أغلب الشباب السوريين انخرطوا في النزاعات المسلحة والأعمال العسكرية لأسباب مالية”، مطالباً بإجراء “تخطيط ودعم طويل الأمد ومستمر لتمكين السوريين الشباب”، بحسب قوله.
وتابع: “ينبغي إبراز ما خفي من معاناة النساء والأطفال أيضاً. لا نريد لجيل كامل من السوريين أن يشعر بالضياع، ونرغب بخلق آفاق مستقبلية لهم”.
ودعا شبانة المجتمع الدولي إلى دعم الأنشطة الإنسانية التي تشرف عليها النساء السوريات، قائلاً: “حان الوقت لأن يضع مؤتمر بروكسل السادس المنظمات النسائية في صلب العمل الإنساني، بما في ذلك في عمليات التخطيط واتخاذ القرار”، مردفاً: “مناطق سوريا تعتمد على نسائها وهو ما يزيد من أهمية تمكينهن في مختلف المجالات”.
خطاب عنصري ضد اللاجئين السوريين في لبنان
وألقى وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور حجّار كلمة في افتتاحية المؤتمر أثارت استياء السوريين وبعض الأطراف الدولية وممثلي المنظمات المشاركين في المؤتمر، لما تضمّنته من تمييز وعنصرية وإساءة إلى اللاجئين السوريين في لبنان.
واعتبر حجار في مطلع كلمته أن السوريين اللاجئين في لبنان هم “نازحون وليسوا لاجئين”، مضيفاً أن لبنان “يستضيف حالياً نحو مليون ونصف المليون نازح سوري مقابل أربعة ملايين لبناني”.
وقال حجار إنّ السوريين “يشكّلون 30% من سكان البلد حيث تصل كثافتهم إلى 650 نسمة في الكيلومتر المربّع الواحد، أي ما يعادل، لبلجيكا، أكثر من ثلاثة ملايين نازح لأحد عشر مليون نسمة”، بحسب وصفه.
وأضاف أنهم “يقيمون في خيمٍ وسط ظروفٍ لا تليق بالإنسانيّة، وموزّعون على 1000 بلدة من البلدات اللبنانية الـ1،050، وصلوا إلى لبنان محرومين من كل الموارد، ووضعهم في غاية الهشاشة”.
مؤتمر بروكسل واللاجئون السوريون
وزعم حجار أن السوريين في لبنان هم سبب “تجفيف احتياطات العملات الأجنبية، إذ إنّ النازحين يستفيدون من الخدمات المدعومة من الدولة كالكهرباء والمحروقات والمياه والخدمات الطبية والمواد الغذائية”.
وأردف: “ناهيكم عن فقدان اللبنانيين لفرص عملٍ كثيرة، إذ إن معظم النازحين يمارسون نشاطاً اقتصادياً منافساً وغير شرعيّ، دون أن يسهموا في دفع الضرائب”.
كذلك اتهم حجار السوريين بأنهم سبب في “تفاقم عدد السرقات والجرائم، والتحوّل الديموغرافي للسكّان (كلما ولد طفلان في لبنان يكون أحدهما سورياً)… واستمرار النزاعات بين اللبنانيين والنازحين”.
وحمّل الوزير اللبناني اللاجئين السوريين أيضاً مسؤولية “تفاقم أزمة النفايات الصلبة، ومشكلة الصرف الصحي، والضرر الكبير في البُنى التحتيّة”، معتبراً أن “85 من اللبنانيين يعيشون تحت سقف الفقر” نتيجة لوجود اللاجئ السوري في لبنان.
وطالب حجار في ختام كلمته المجتمع الدولي بـ”ضمان عودة (النازحين) السوريين إلى المناطق الآمنة في وطنهم، وإعادة توظيف المساعدات المالية الحالية وتخصيصها للاستثمار في البنى التحتية في هذه المناطق السورية الآمنة”، كما طالب بتشجيع “استقبال الذين يفتقدون لأسباب موجبة لعودتهم إلى بلدهم، في دول بديلة غير لبنان”.
وختم الوزير كلمته ومطالباته بـ”تعويض خسائر لبنان التي تقدّر بنحو 30 مليار دولار أميركي، من خلال خطّة موزّعة على فترة زمنية محدّدة”.
تحذيرات من يونيسيف
قبيل انطلاق مؤتمر بروكسل، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بياناً أشارت فيه إلى أن تمويل العمليات الإنسانية في سوريا يتضاءل بسرعة، مضيفة أن “12.3 مليون شخص داخل سوريا وفي دول الجوار التي لجؤوا إليها بحاجة إلى المساعدة”.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا