محمد كركص
أرسلت القوات الروسية، اليوم الإثنين، شحنات عسكرية تضمنت ذخائر وأسلحة متوسطة وقذائف وأسلحة فردية إلى مليشيات تتمركز في بادية محافظة الرقة الغربية، شمال شرقي سورية.
وقالت مصادر مطلعة، لـ”العربي الجديد”، إن الشرطة العسكرية الروسية المتمركزة في مطار الطبقة، بريف محافظة الرقة الغربي، أرسلت اليوم الإثنين رتلًا عسكريًا ضم 6 عربات مدرعة روسية و5 شاحنات كبيرة محملة برشاشات من عيار (23 و14.5)، وقذائف متنوعة، وأسلحة فردية، وصواريخ موجهة من نوع كورنيت، إلى قوات “الفيلق الخامس”، ومليشيا “لواء القدس”، و”الدفاع الوطني”، المنتشرة في بادية دبسي عفنان بالريف ذاته.
وأوضحت المصادر أن شحنات الأسلحة سُلمت لقادة قوات “الفيلق الخامس” بحضور ضباط روس من قاعدة حميميم الجوية، مُشيرةً إلى أن الهدف من تسليم الأسلحة هو التحضير لشن حملة عسكرية جديدة في بادية الرقة ضد خلايا تنظيم “داعش”، بعد تعاظم نشاطها في المنطقة خلال الآونة الأخيرة.
تعزيزات عسكرية إلى مطار تدمر العسكري
في السياق، دفعت القوات الروسية بتعزيزات عسكرية جديدة، عصر اليوم الإثنين، إلى مطار تدمر العسكري، الذي تُسيطر عليه في بادية محافظة حمص شرقي البلاد.
ولفتت المصادر ذاتها لـ”العربي الجديد” إلى أن التعزيزات ضمت، ولأول مرة، دبابات من طراز T72، بالإضافة إلى مدافع ميدانية حديثة، بالتزامن مع وصول رتل عسكري من قوات “الفرقة 25 مهام خاصة” التي يقودها العميد سهيل الحسن، المعروف باسم “النمر”، إلى بادية تدمر وبادية السخنة شرق حمص.
وأشارت المصادر إلى أن الهدف من التعزيزات الروسية إلى باديتي حمص والرقة هو البدء بحملة تمشيط واسعة ضد خلايا تنظيم “داعش”، على طريق إمداد قوات النظام ضمن البادية السورية الواصل بين محافظتي الرقة – حمص، وذلك بعد مقتل العشرات من عناصر قوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا منذ مطلع العام الجاري.
ورجحت المصادر انطلاق الحملة العسكرية الجديدة خلال الأسبوع الجاري في حال اكتمال التحضيرات من قبل القوات والمليشيات التي تدعمها روسيا، مؤكدة أن الحملة سيشارك فيها نحو 1500 عنصر من قوات وأفواج “الفيلق الخامس” و”الفرقة 25 مهام خاصة”، عدا المليشيات الأخرى التي تدعمها روسيا مثل “الدفاع الوطني” و”لواء القدس”، فيما أشارت إلى أن هؤلاء العناصر سينسحبون من باديتي خناصر وأثريا بريف حماة الشرقي وريف حلب الجنوبي.
وتواصل الطائرات الحربية الروسية غاراتها الجوية في عمق البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام السوري، مُركزةً غاراتها خلال الأيام الفائتة على المنطقة الواصلة بين مدينتي السخنة وتدمر شرقي محافظة حمص، إضافة إلى بادية دبسي عفنان وباديتي الرصافة وصفيان غربي محافظة الرقة، وبادية أثريا شرقي محافظة حماة، وبادية جبل البشري جنوب غربي محافظة دير الزور، مع توقف الغارات بشكلٍ مؤقت على بادية أثريا بريف حماة الشرقي، وبادية خناصر بريف حلب الجنوبي.
وكان تنظيم “داعش” قد كثف عملياته العسكرية، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ضد “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في محافظات دير الزور والرقة والحسكة، شمال شرقي البلاد.
وأعلن التنظيم قبل عدة أيام، عبر تطبيق “تلغرام”، عن مقتل 52 عنصراً من قوات (قسد) والمتعاملين معهم، إثر تنفيذ 29 هجوماً تبناها التنظيم. فيما تراجعت خلال تلك الفترة عمليات التنظيم نسبياً ضد قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران في البادية السورية.
المصدر: العربي الجديد