نائلة الامام
عندما يشتاق السوريون ويحنون إلى بلدهم مع قهوة الصباح
بكت على الهاتف وهي تحكي لي عن أحوال الشام
كانت الشام قبلهم قبلة الأنظار وكنا في المقدمة تعليما وصناعة وزراعة ونظافة …كان رئيسنا يقسم لنائب في مجلس الشعب وليس لمجلس التصفيق والنفاق اعترض على استخدامه سيارة الدولة في نزهة عائلية إلى الغوطة يقسم له أن سيارته في التصليح ويعطيه عنوان الكراج ليتأكد …..قال مهاتير محمد لما زارنا أتمنى أن تصبح ماليزيا كدمشق بعد ربع قرن
إلى تلك الشام نحن ونشتاق …..من ديواني ربيع الدم والحرية
………………….
ما يُحسُّ الطيرُ حُرَّاً في فضاهُ
حين يهوي ويحلِّقْ ؟!!
ما يُحسُّ النجمُ ليلاً في سماهُ
حينَ يمضي في سُراهُ ؟!!
وشغافُ الياسمينِ
آنَ يهمي بوحُها عطراً ويُغدقْ ؟!!
……………………………..
سوفَ ينساني أسايا
سوفَ أعدو
أطردُ الأشباحَ عن طيفِ المرايا
سوفَ أشدو
أكنسُ الأرواحَ من هذي البقايا
أنتشي من دفْقِ دمِّي
وأصلِّي في الميادينِ وأبكي
وأغني
………………………………..
هذه الساحاتُ لِيْ لِيْ
هذه الجناتُ والغاباتُ والربواتُ
لِيْ لِيْ
لِيَ بيتي والحديقةْ
واليماماتُ الصديقةْ
ودمشقُ لِيْ صباها
أفتديهِ
جدةٌ أصبو إليها
في حوارِيها العتيقةْ
……………….
زهرُ هذي الغوطةِ الغناءِ
ليْ زوادتي منها تزوَّدْ
معطفٌ من نسجِ كانونٍ لها
أبيضُ أبيضْ
ومروجٌ سندسٌ خضرٌ وأيكٌ
ليس روضُ الخلدِ أوحدْ
…………………………
أستميحكْ
هبْ لهم جناتِ عدنِكْ
يدخلوها في سلامٍ آمنينَ
ثم هبْني بضعَ لحظاتٍ ودعْني
هاهنا في جنةِ الحريةِ الحمراءِ
في ساحاتِها غِبَّ المطرْ
بين نشري وفنائي
صاحَ بي ولدانُها والحورُ عينُ
يا أهالي الشامِ هولاكو رحلْ