حذّر مراقبون غربيون من أن رأس النظام السوري بشار الأسد قد يوقف تدفق المخدرات إلى الدول العربية، مشيرين إلى أنه قد يعيد إنتاجها وتصديرها وقت يريد كوسيلة ابتزاز قوية بيده.
جاء ذلك رداً على محاولات التطبيع العربي وإعادة العلاقات من قبل بعض الأنظمة العربية مع النظام السوري، في حين رأى مراقبون بأن أكثر ما يرعب تلك الدول هو “ملف كبتاغون الأسد”.
ورأت التقارير أن أكثر من يستمتع بعودته إلى الحظيرة العربية هو النظام السوري نفسه، فهو سعيد باحتضانه مجدداَ في وقت لم يقدم فيه أي تنازلات تجاه الإصلاح السياسي، إضافة إلى أنه لم يعد يخشى قانون محاسبة جرائم الحرب، ولا يحاول إعادة ستة ملايين لاجئ سوري إلى الوطن معظمهم في البلدان المجاورة.
ولفتت إلى أن استعادة العلاقات مع النظام السوري سوف تكافئه على إغراق المنطقة بالمخدرات، وقد يعتقد بعض القادة العرب أنه إذا كان الأسد يستخدم المخدرات كوسيلة ضغط، فإن الحل الوحيد هو العمل معه، مبينة أنهم يخاطرون بابتزاز لا نهاية، وربما سيوقف الأسد تدفق المخدرات، لكن يمكنه بسهولة إعادة تشغيله عندما يريد المزيد من التنازلات.
وحول ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو لمنصة SY24، إنه “ليس مستبعدا أن يفعل ذلك بشار الأسد وهو بالضرورة غير قادر على لجم مصانع ومنتجي المخدرات من العمل لأنهم جزءا أساسيا من تكوين سلطته”.
وأضاف، أن ما يحصل عليه النظام السوري وشبيحته ماليا من المخدرات يساهم في بقائه ويدفع باتجاه إعادة قيامته، وهو النظام صاحب واقع الدولة الفاشلة التي أضحت على حافة الانهيار إن لم تكن قد انهارت كليا وبالفعل.
وتابع، من هنا فإن وعوده التي يمكن أن يكون قد أعطاها لبعض الدول العربية كبوابة لا بد منها للولوج بأمان إلى الجامعة العربية قد لا يكون بمقدوره الوفاء بها، ومن الممكن أيضا أن يوقف إنتاج المخدرات لفترة صغيرة وليبقي ملف المخدرات ورقة قوة بين يديه يلعب بها متى شاء لابتزاز الدول الخليجية نحو مزيد من خطف الأموال التي وعد بها مقابل ذلك.
وزاد بالتوضيح قائلاً “ولأن هذا النظام بالأساس تعود على مثل هذه السياسة وهو حقيقة أشبه بالعصابة وليس الدولة، وباعتقادي فإن نظم الخليج العربي تدرك ذلك جيدا لكنها مضطرة للتعامل معه وإعادة تأهيله وتعويمه كشرط ضروري ولازم، بناء على التفاهمات المنجزة برعاية صينية بين المملكة العربية السعودية ودولة الملالي في طهران”.
وختم قائلاً “بتصوري فإن الأيام القادم حبلى بالكثير، وستعطي المزيد من الوضوح ضمن هذه الحالة الدراماتيكة التي لا يبدو أنها ستكون ماضية بسلاسة أو جدية نحو أي حل سياسي في سورية، ولا يمكن أن يتم الوثوق بهذا النظام الأسدي لا عربيا ولا عالميا”.
وقبل أيام، نفذ الأردن تهديداً شديد اللهجة بحق النظام السوري وميليشياته، بسبب ملف تهريب المخدرات، مستهدفاً بغارة جوية مراكز يتم فيها تصنيع المخدرات (الكبتاغون)، في تصعيد غير مسبوق من قبل الجانب الأردني على المنطقة الحدودية.
وكان هذا التهديد جاء على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي في تصريحات أدلى بها لقناة CNN الأمريكية، باحتمالية شن الأردن عملية عسكرية داخل سوريا في حال الفشل بالإيفاء بتعهداتها بوقف تدفق المخدرات نحو دول المنطقة.
وتأتي هذه الأحداث تزامناً مع جهود عربية لعودة النظام إلى الجامعة العربية، وإلغاء تجميد أنشطته، مع عزم الجانب الأردني على إطلاق مبادرة للحل السياسي في سوريا.
وسبق تلك الغارة، إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، وكميات من الأسلحة والذخائر قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، بعد شن غارات جوية استهدفت المنطقة.
المصدر: sy24