ليث أبي نادر
انضم، اليوم الجمعة، إلى التظاهرات ضد النظام السوري في ساحة الكرامة في السويداء، جنوبي سورية، تجمع نقابي جديد يضم أطباء من مختلف الاختصاصات وممرضين، أسوة بغيرهم من الاختصاصيين الذين انضموا في مجموعات نقابية إلى الحراك الشعبي.
ساحة الكرامة، التي تشهد زخماً متجدداً كل أسبوع، توافد إليها، اليوم الجمعة، الآلاف من أبناء المحافظة، في مشهد متكرر منذ نحو أكثر من شهرين ونصف شهر، فيما تتميز كل جمعة عن التي قبلها بأساليب جديدة للتعبير عن مطالب الشارع بالتغيير السياسي في البلاد.
ورغم كل ما يسعى إليه النظام من محاولات لبث الفتنة وجر المحافظة نحو الدم والعسكرة، إلا أن جماهير الحراك، وبدعم من غالبية المجتمع في المحافظة، يسعون جاهدين لتجنب ذلك، ودائما ما نجحوا على مدى الأيام السابقة في إحباط مخططات النظام الرامية لخلق شقاق بين مكونات السويداء، والتي كان آخرها قيام السلطات الأمنية بإرسال مجموعات مسلحة إلى أمام فرع “حزب البعث” الذي أغلقه المتظاهرون قبل أيام، لتهديد المتظاهرين بالقتل.
المجموعات المسلحة المتورطة في عمليات قتل واختطاف وتجارة وتهريب المخدرات حاولت، على مدى الأيام الأخيرة، ترهيب الشارع علانية من خلال اجتماعات مكثفة، ظهرت نتائجها خلال الليالي الماضية، بفتح النار وإلقاء القنابل في أماكن متفرقة من مدينة السويداء.
ولكن تلك التهديدات لم تثن أبناء المحافظة عن الاستمرار في حراكهم، والتأكيد على أن الفصائل الأهلية مستعدة لدحر أي جهة تحاول الاعتداء على أهالي المحافظة ومحتجيها.
وكانت قرى وبلدات محافظة السويداء أعلنت، الأحد الماضي، إطلاق فصيل أهلي جديد تحت اسم “تجمع أبناء الجبل” ضم عدداً كبيراً من أبناء وقرى الجبل، أغلبهم ممن كان لهم باع في حماية قرى الريف الشرقي إبان هجوم تنظيم “داعش” على الريف الشرقي عام 2018، كما كان لهم الدور الأكبر في استئصال مليشيا “فلحوط”. وأعلن الفصيل استعداده لاجتثاث أي محاولة للعبث في أمن المحافظة خدمة لأجندات السلطة والمحتلين. وقد استطاعت مجموعة من التجمع، بعد يومين من تشكيلها تحرير مختطف من ضيوف المحافظة من قبضة مجموعة مسلحة تابعة للأمن العسكري (أحد أفرع النظام السوري الأمنية).
ويرى مراقبون أن الحراك بدأ يشهد شكلاً منظماً أكثر منه في بداية انطلاقته، بتوازي التظاهر السلمي مع العمل المدني والأهلي.
وقال عاطف عامر، أحد أعضاء تجمع القطاع الصحي، في حديث لـ”العربي الجديد”: “منذ الأسبوع الثاني للحراك، بدأ النقابيون التفكير في خطوات جدية لتنظيم هيكلية الحراك وفق تجمعات اختصاصية تنقله من الطابع الشعبي العشوائي إلى الطابع التكنوقراطي، الذي من الطبيعي أن يرسل الرسالة المعبرة عن الحراك وتنوعه الثقافي والفكري، بعكس ما تروج السلطات بأنه حراك شعبوي منقوص الثقافة والفكر”.
وبحسب الطبيب، فإن تجمع القطاع الصحي يتبنى شعارات وأهدافاً تطمح لتعزيز وتصحيح بنية القطاع الصحي في المحافظة بما يتلاءم مع احتياجات الأهالي بعد القصور الخدمي الواضح جداً في هذا القطاع، كغيره من باقي القطاعات العامة في المحافظة.
من جانبه، أشار الناشط الإعلامي علي الحسين إلى أهمية الإسراع في استنباط تجمعات نقابية جديدة، معتبراً أن “البنيان الخدمي والمعيشي لن يرى النور إلا من خلال تفعيل التجمعات الاختصاصية المستقلة عن كل ما هو مركزي بيروقراطي، ما يعجل تطبيق ما نصت عليه المادة 107 من الدستور الذي وضعته السلطة عام 2012″، لافتاً إلى أن “العمل وفق مبدأ الابتعاد عن المركز والأطراف وبمبدأ الاختصاص والتكنوقراط في العمل المؤسساتي سيكون مقبرة للفساد الذي أكل مقدرات البلاد وأنهك الشهب وأثقل كاهله”.
المصدر: العربي الجديد
Very interesting subject, thanks for putting up.Money from blog