بسام شلبي
المرحوم الاستاذ (طارق أبو الحسن) كان شخصية عامة و معروفا كأحد كبار المعارضين اليساريين و كأمين عام لحزب العمال الثوري.. و انا كنت اعرفه في هذا الاطار..
لكن للحقيقة لم اتعرف عليه شخصيا الا في اواخر عام 2000 في الاعتصام الذي كنا نقيمه في شارع ابو رمانة دعما و تضامنا مع انتفاضة الاقصى و الذي بدأ اسبوعيا ثم تحول يوميا..
و ابو عادل حضر بضع مرات معنا و كانت مناسبة لنقاشات طويلة و عميقة، و كان بيننا الكثير من التوافق حول الرؤى للقضية الفلسطينية و الوحدة العربية و السياسة الدولية و مستقبل الاشتراكية.. و لكن عندما تطرقنا للوضع الداخلي و طرق العمل السياسي المستقبلي و الموقف من الجماهيرية و العلاقة مع الشارع.. بدى بيننا خلافات كبيرة رغم أننا من الناحية النظرية كنا منتميين لنفس التجمع!!
عندما اشرت له الى هذه المفارقة، ضحك من صميم صميم قلبه الذي توقف امس.
بعدها بفترة شرفني بدعوة كريمة لحضور ندوة خاصة للراحل الكبير الاستاذ عبد الرحمن منيف اقيمت في بيته في المزة عام 2003 على ما اذكر، و قد اتاح لي يومها فرصة للقاء منفرد لبضع دقائق مع شيخ الروائين العرب.. و كان اللقاء اقرب ما يكون لمراسم تسلم الوصايا.. فقد توفي منيف بعدها بأشهر قليلة..
و كانت خلاصة وصاياه: تمسكوا بالأمل.. تمسكوا بالأمل
و الامل تحقق مع فجر الربيع 2011 و النصر تحقق اليوم و مازلنا متمسكين بالامل في مستقبل احلى و افضل حلم به الراحلان الكبيران لروحهما الرحمة و الغفران و لمحبيهما الصبر و السلوان.
المصدر: صفحة بسام شلبي