حول درعا وماجري فيها، وتلك الاتفاقات التي فرضت روسيًا ودوليًا وإقليميًا على ثوار حوران، والصفعة الكبيرة التي تلقتها الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة التي انطلقت من أرض حوران، وحالة التخلي الدولي والإقليمي الممضة والمخزية التي تتعرض لها قوى الثورة السورية، في كل الأماكن دون استثناء، والكثير من الاستشرافات المستقبلية لواقع الثورة السورية، المغدورة على كل الصعد، وكان لمصير هذا اللقاء الحواري مع الكاتب والمعارض السوري الحوراني الأستاذ أسامة المسالمة، حيث سألناه كيف يرى الأسباب التي أدت الى ما أدت إليه في حالة درعا وتساقط البلدات الواحدة إثر الأخرى؟ وهل كان بالإمكان أفضل مما كان في حوران؟ وهل يعتقد أن أميركا قد خذلت المعارضة السورية بالفعل؟ ومن ثم ماذا بعد درعا؟ هل الدور قادم على إدلب كما يقال؟ وكيف يقرأ المستقبل السوري وفق ذلك؟ وإلى أي مخرجات يمكن أن تكون قمة بوتين وترامب المقبلة بما هو إيجابي بالنسبة للشعب السوري؟ حيث تحدث المسالمة قائلاً
” من الخطأ أن يتم قراءة المشهد السوري منفصلًا عن المشهد الإقليمي والدولي، وبالتالي لو قلنا ما سبب سقوط البلدات بدرعا لقلنا إنه يوجد قرار وإجماع دوليين على الوصول بالحالة السورية ودرعا تحديدًا لما آلت إليه التفاهمات، وبالتالي تم إغلاق الحدود ومنع دخول المدنيين للأردن وحتى الحالات الصحية والحرجة والأطفال والنساء وتم تبليغ هذا القرار لقادة الفصائل، وروسيا تواصلت مع الفصائل لفرض إرادة دولية، وليست فقط روسية”. وأضاف ” الحقيقة إن المكسب الوحيد كان قرار عدم تهجير المدنيين والأهالي وعودة البعض لقراهم كون المشكلة في درعا مركبة فالميليشيات الطائفية من جهة وتفريغ المنطقة سكانيًا أمام المشروع الصهيوني،
والحقيقة لا نقول إن أميركا خذلت الفصائل المسلحة، لأن مصلحة أميركا لا تتوافق مع مصلحة الثورة السورية بالأساس، فهي من منعت وصول السلاح المضاد للطيران، وأعطت الضوء الأخضر لتدمير مقومات المجتمع السوري وبناه التحتية”. ثم أكد أنه بشأن ادلب فإن ” ما يجري الترتيب له بإدلب لن يختلف من حيث النتيجة النهائية عما جرى بعموم سورية وإن اختلفت طريقة الإخراج، ولن يتم التهجير باعتقادي وخاصه بوجود دور لتركيا”. وأضاف عن مستقبل سورية بقوله “وبالنسبة لمستقبل سورية والسوريين يتبين أنه قرار دولي لا علاقه للسوريين به وإن أرادوا غير ذلك فما زالت منطقة شرق المتوسط محكومة بالتوازنات الدولية والإقليمية وخاصة نظرية الأمن القومي الإسرائيلي فالديمقراطية في سورية لن تكون كما نريدها، ولكن سيتم تحويل سورية من دولية طائفية أمنية إلى دولة أمنية وظيفية كالنموذج المصري أو الجزائري، مع هامش حرية عبر الإدارة المحلية للمناطق والأقاليم مع بقاء قضايا الأمن العام والعلاقات الخارجية محكومة باللعبة الدولية، وبصفقة القرن التي سيتم تمريرها دوليًا على شعوب المنطقة”.