قامت “الجبهة الوطنية للتحرير” بحملة اعتقالات في ريف حماة طالت شخصيات على تواصل مع النظام وأعضاء “لجان مصالحة”. وتعتبر هذه الحملة الأكبر هي من نوعها في ريف حماة ضد شخصيات على علاقة مع النظام، وأول نشاط لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” بعد تشكيلها، بحسب مراسلين.
المسؤول الإعلامي لـ”الجبهة الوطنية” في حماة أدهم رعدون، قال لـ”المدن”، إن “الجبهة” اعتقلت 45 شخصاً، من “دعاة مصالحة أو ممن رشحوا أنفسهم للانتخابات البلدية عن قراهم ومدنهم لصالح النظام”. ومن المقرر أن تجري انتخابات المجالس المحلية، بحسب مرسوم جمهوري، في 16 أيلول/سبتمبر المقبل، للمرة الأولى منذ سبع سنوات.
وأكد رعدون على حساسية المرحلة التي تمر بها المناطق المحررة، فقال: “بعد عدم تمكن روسيا والنظام من دخول ريف حماة عسكرياً، سعى النظام وحليفه الروسي لكسب المنطقة عن طريق المصالحات”. إذ حاولت روسيا قضم مناطق من ريف حماة في آذار/مارس، عندما هددت باقتحام قلعة المضيق، وأجرت مفاوضات مع “لجان مصالحة” من أهالي المنطقة، ولكنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم.
وينتشر بين الأهالي في الوقت الحالي أنباء وشائعات عن رغبة روسيا والنظام بالتقدم العسكري باتجاه سهل الغاب في ريف حماة، وجسر الشغور في ريف إدلب. وتعمل روسيا والنظام على التلاعب بالحالة النفسية لسكان المنطقة. رعدون قال إن الأهالي تجاوبوا بايجابية مع حملة “الجبهة” الأمنية.
وشملت الحملة التي شنتها “الجبهة” ريف حماة بالكامل، بالإضافة لاعتقال بعض الأشخاص من إدلب. “هيئة تحرير الشام” كانت قد نفذت أيضاً حملة اعتقالات في 28 تموز/يوليو في مدينة خان شيخون وقرية مدايا في ريف إدلب الجنوبي، واعتقلت 15 شخصاً على علاقة مع النظام و”لجان المصالحات”.
وكان عشرات المدنيين قد تظاهروا أمام نقطة المراقبة التركية في جبل شحشبو رفضاً لـ”المصالحة” مع النظام، كما أعلنت قرى في منطقة سهل الغاب رفضها “المصالحات” بشكل قطعي.