وتيرة الأحداث تتسارع بين السويداء ودرعا، بعدما شنّت مليشيات النظام فيها عملية أمنية استهدفت تمشيط مناطق كانت سابقاً مع “الدولة الإسلامية”، وضبط الأسلحة، وترافقت مع اعتقالات لمئات المدنيين. الأيام الماضية شهدت إخلاء النظام لقرى متعددة في المنطقة، بشكل قسري، وبدء عمليات تجريف لمنازلها، بحسب مراسلين.
وكانت قوات النظام ومليشيات محلية من السويداء، قد اقتحمت قرى في اللجاة واعتقلت عشرات المدنيين “لانتمائهم السابق لتنظيم الدولة، وتمّ احتجاز أكثر من 14 امرأة قيل إنهن على صلة قرابة بعناصر من التنظيم يتواجدون حالياً في بادية السويداء”، بحسب ما قاله مصدر حقوقي.
الاعتقالات والانتهاكات تركزت على قرى همان والشياح وحوش حماد، واستمرت على مدار خمسة أيام مع انقطاع كامل للاتصالات عن المنطقة، “قبل أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية لتطلب إيقاف الحملة الأمنية مباشرة، على اعتبار أن المنطقة تخضع لاتفاق مصالحة بين فصائل المعارضة وروسيا”، بحسب المصدر الحقوقي، الذي أشار إلى أن مليشيات النظام التفت على القرار الروسي ولجأت إلى خيار التهجير القسري والإخلاء الكامل لهذه القرى، ونقلت المئات ممن تبقى من الأهالي عبر شاحنات إلى بلدة ابطع في ريف درعا وأسكنتهم في مدارس وفرضت طوقاً أمنياً حولهم.
وكانت قرية حوش حماد المعقل الأبرز لتنظيم “الدولة” في منطقة اللجاة، في الفترة ما بين 2015 و2017، ونقطة عبور لعناصره بين شرق وجنوب سوريا مروراً بالبادية الشامية.
كما أبلغت روسيا “لجان المصالحة” التي شكلتها فصائل المعارضة سابقاً، بأن المحتجزين يشتبه في انتمائهم لتنظيم “الدولة”، وسيتم إطلاق سراح من لا تثبت عليه التهمة، وعملية احتجازهم في بلدة ابطع هي الحل الوسط بين النظام الذي سعى لاعتقالهم في فروع الأجهزة الأمنية، و”لجان المصالحة” طالبت بإطلاق سراحهم. وما زال مصير العشرات ممن تم اعتقالهم، قبيل التدخل الروسي في اللجاة، مجهولاً.
مليشيات النظام لم تكتفِ بالتهجير القسري والاحتجاز، بل بدأت عمليات تجريف وتدمير المنازل والمرافق العامة في المنطقة، فيما يبدو أنها سياسة عقاب جماعي لمنع عودة الأهالي مستقبلاً.