يا شعبي
إني اراني في المنام أني أذبحك
وإني أراني في المنام إني اسلخك
وإني اراني اكل لحمك حيا.. واشرب من دمك
فلا تقصص رؤياي على اخوتك
لأني كدت لهم كيدا
وتركتهم في قاع الجب يصرخون
يعقدون الاجتماعات..
يلقون الخطابات..
يستعرضون العضلات..
ويمحصون الأمر رويدا.. رويدا
يبحثون عن ذئب
يحملوه مسؤولية الجريمة
ويوسعونه سبا وشتيمة
من أجداده إلى والديه وحريمه
يلعنوه في الخطب العصماء
على كل المنابر وفي الدعاء
على شاشات التلفزة
والإذاعة والجريدة
ثم يقفلون المحضر
ويغسلون أيديهم بعد انتهاء الوليمة
يا شعبي
إني اراني في المنام أني أذبحك
فلا تنظر ماذا ترى
فأنا أرى ما لا ترى
أنت الأمي.. وأنا النبي
الله أعطاني مفاتن الحسن
وبسطة في العلم والجسم
وأورثني النبوة.. والحكم
فمن يا ترى؟؟ من يا ترى!!
يجرؤ أن يفتي او يطلق قولا
أن ذبحي للناس ليس محللا
من ذا الذي يشفع لهم
أو يحول بيني وبينهم
فأنا الذي أحيي وأميت
وأنا الذي أوزع الأرزاق
كل صباح.. وكل مبيت
وأنا الذي أصنفكم على هواي
فإما موال مرموق
وإما معارض مقيت
وإني لست منظركم
فلا نجاة
الا لمن اتخذ إليَّ سبيلا
يا شعبي
إني أراني أني أشرب من دمك
فجهزوا لي الكؤوس.. واعصرون
فأنا لم أنتشي بعد.. نشوة نيرون
وكل الحرائق لم تشف بعد غليلي
ولم ترض ضميري كل الحواجز والسجون
يا شعبي
أنت من راودتني عن نفسي..
وفتحت كل الأبواب..
فأنا كنت معبود الجميع
في مملكة الصمت
صوري كانت فوق الجدران
وأصنامي في كل محراب
وذات ربيع
وقعت الواقعة
ورجت الارض رجا
من وطأة أصابع اطفال درعا
فمزقت آية ملكي
وكسروا أصنام أبي أمام الجميع
ثم تستغربون غضبي وجنوني