كشفت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصدر سوري معارض، أن جماعات “المعارضة المعتدلة” في إدلب، لديها ثقة متزايدة في أن خصومها من الجهاديين سيلتزمون بشرط مغادرة المنطقة منزوعة السلاح، التي أنشأتها تركيا وروسيا بموجب اتفاق حال دون تنفيذ قوات النظام السوري هجوما بدعم من روسيا.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول كبير بالمعارضة السورية قوله، إن أقوى جماعة جهادية في الشمال الغربي وهي “هيئة تحرير الشام”، بعثت بإشارات سرية إلى الجيش التركي من خلال أطراف ثالثة في الأيام القليلة الماضية لتوصيل رسالة مفادها أنها ستلتزم بالاتفاق.
وذكر المسؤول بالمعارضة الذي أطلعه مسؤولون أتراك على الأمر وطلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع، أن “الأمور تسير بشكل جيد وهيئة تحرير الشام وعدت مبدئيا بتنفيذ الاتفاق دون إعلان الموافقة”.
وسيتراوح عمق المنطقة منزوعة السلاح التي اتفقت عليها تركيا وروسيا بين 15 و20 كيلومترا بينما ستمتد على طول خط الاتصال بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية وستقوم قوات تركية وروسية بدوريات فيها.
ونقلت الوكالة عن مسؤول كبير آخر، قوله إنه يتوقع من “هيئة تحرير الشام” تنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى أنه لا يرى تهديدا باندلاع مواجهة لأن الاتفاق لا يسعى لإجبار المقاتلين الجهاديين على تسليم أسلحتهم.
وقال المعارض البارز أحمد طعمة، الذي قاد وفد مقاتلي المعارضة السورية في المحادثات التي جرت برعاية روسيا في أستانة: “أرى أن الأمور ستكون وفق الاتفاق بحلول المدة الزمنية المقررة”.
ولم تعلن هيئة تحرير الشام موقفها بعد من الاتفاق وسيلعب موقفها دورا حاسما في نجاحه.
وذكر مصدر من المخابرات في المنطقة أن الجهاديين يخففون من حدة موقفهم لتجنب قتال طاحن مع “المعارضة المعتدلة”، يمكن أن يدمر الاتفاق ويسمح لقوات النظام وحليفتها روسيا بالمضي في الحملة التي كانا يعتزمان تنفيذها.
القيادي في “الجبهة الوطنية للتحرير” عبد السلام عبد الرزاق، قال إنه لا يتوقع “أن يكون هناك عرقلة من قبل الفصائل الثورية على الاطلاق”. وأضاف “موضوع سحب السلاح الثقيل من الجبهات ليس بالأمر الصعب فأغلب هذه الأسلحة تتمركز بعيدا عن خطوط الجبهات”، مشيراً إلى أن مبعث القلق الوحيد لدى الجبهة هو ما إذا كان الجيش السوري وحلفاؤه سيلتزمون بالاتفاق.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في وقت سابق هذا الأسبوع، إن انسحاب “الجماعات المتشددة” من إدلب بدأ بالفعل.
المصدر: المدن