قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أنقرة أعطت مهلة للولايات المتحدة 90 يوماً لحل موضوع مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، وإخراج مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية، لافتاً إلى أن بلاده ستتدخل إذا مرت هذه المدة دون إنجاز.
وأضاف إردوغان، في كلمة خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي أمس (الثلاثاء): «حددنا 90 يوماً مع الولايات المتحدة فيما يخص منبج، لكن إن مرت هذه المدة دون إنجاز، فنحن جاهزون لنحقق مصيرنا بأيدينا»، في تكرار لتهديدات سابقة بالتدخل العسكري في منبج حال استمر وجود مسلحي «الوحدات» الكردية فيها.
ولفت إردوغان إلى أن الخطوات الخاصة بشرق الفرات تتعرض لعملية تأخير مستمرة، مضيفا أن «إجراءات على أعلى مستوى سيتم اتخاذها فيما يخص (وحدات حماية الشعب) الكردية». جاء ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه التدريبات العسكرية التركية – الأميركية في تركيا تمهيدا لتسيير دوريات مشتركة في منبج، بعد أن سير الجانبان 60 دورية مستقلة منسقة منذ 18 يونيو (حزيران) الماضي في إطار تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج التي تم التوصل إليها خلال اجتماع وزيري خارجية البلدين في واشنطن في الرابع من الشهر نفسه.
واتهم إردوغان الولايات المتحدة، مرارا، بعدم الوفاء بتعهداتها بسحب مسلحي «الوحدات» الكردية من منبج، وقال إن تركيا لن تتنازل عن تطهير منبج ومناطق شرق الفرات في سوريا وسنجار في شمال العراق من الميليشيات الكردية التي تقول تركيا إنها تشكل امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وكان مقررا، وفق جدول زمني، تنفيذ خريطة الطريق في منبج على مراحل خلال 90 يوميا، تبدأ بسحب عناصر «الوحدات» الكردية، ويليها تولي عناصر من الجيش والمخابرات التركية والأميركية مهمة مراقبة المدينة والإشراف على الأمن والاستقرار فيها لحين تشكيل إدارة محلية من سكانها.
وحتى الآن، تؤكد أنقرة أن عناصر «الوحدات» لم ينسحبوا، كما لم ينفذ من مراحل الخطة سوى تسيير الدوريات المستقلة على جانبي الخط الفاصل بين مناطق سيطرة «الوحدات» الكردية ومناطق «درع الفرات».
وتعثر تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج منذ بدء تطبيقه في 18 يونيو الماضي وحتى الآن وسط توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة على خلفية قضية القس الأميركي آندرو برانسون الذي كانت تحاكمه تركيا بتهمة دعم الإرهاب وممارسة أنشطة لصالح حزب العمال الكردستاني و«الوحدات» الكردية في سوريا و«حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، قبل أن تفرج عنه يوم الجمعة الماضي بعد احتجازه عامين، ويعود إلى بلاده.
وتوقع مراقبون أن تؤدي خطوة الإفراج عن القس برانسون، إلى تحريك ملف منبج وتقليل واشنطن دعمها للأكراد في سوريا الذي يثير غضب أنقرة. في السياق ذاته، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار استمرار التدريبات بين الجيشين التركي والأميركي بهدف القيام بدوريات مشتركة في منبج، مشيرا إلى أن هذه التدريبات ستنتهي قريبا، وسيبدأ تسيير الدوريات المشتركة في إطار اتفاق خريطة الطريق في منبج.
وبشأن تنفيذ اتفاق سوتشي الخاص بإدلب، قال أكار في تصريحات ليل الاثنين – الثلاثاء، إن الاتفاق يسير وفق الخطة المرسومة له، مؤكدا التزام بلاده بتعهداتها حيال الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، والذي يقضي بنزع الأسلحة الثقيلة للفصائل المسلحة وخروج عناصر الجماعات المتشددة من إدلب وإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا في إدلب ومحيطها تفصل بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام. وأعلنت تركيا في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي اكتمال تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق وإتمام عملية سحب الأسلحة الثقيلة لفصائل المعارضة السورية المسلحة.
المصدر: الشرق الأوسط