أحمد مظهر سعدو
المعارك بين هيئة تحرير الشام، وفصيل نور الدين الزنكي تتصاعد اضطرادًا، وتشارك فيها تنظيمات أخرى من الجبهة الوطنية للتحرير. وهي تستمر وتتوسع وتترك المزيد من الضحايا المدنيين، بل المزيد من الخوف الشعبي على ما تبقى من وطن خارج سيطرة النظام السوري.
المتابعون لما يجري يرون في هذا التصعيد بداية النهاية لتنظيم طالما كان عقبة في طريق الحل في ادلب، وهو هيئة تحرير الشام الذي ما يزال عقبة أما اتفاق سوتشي الخاص بإدلب.
حول ذلك سألنا بعض الكتاب والباحثين: هل يمكن اعتبار ما يجري أنه صافرة البدء للقضاء على هيئة تحرير الشام في ادلب وما حولها؟ وهل بات من الصعب إيقاف هذه الحرب حتى النهاية؟
الباحث السوري جبر الشوفي يرى ” أ ن هذه الحرب من طبيعة الطرفين القائمة على إلغاء الآخرين والسيطرة، وتأمين مصالحهم ومصالح من خلفهم، للأسف كل هذه الفصائل لا تعمل وفق تطلعات الثورة السورية ولا السوريين ويمكن أن تفتعل إحدى الدول خصومات وحروبًا تخدم توجهاتها، ولو أن هناك نية حقيقية لإنهاء هيئة تحرير الشام لتم لهم ذلك”. ثم قال ” إن الاستثمار في الهيئة وغيرها لم ينته، وسيبقى الوضع معلقًا ريثما تجري تصفية الحسابات بين تركيا وروسيا وإيران، من جهة أخرى وحين يصبح وضعها عائقًا حقيقيًا أمام الترتيبات اللاحقة وهذا مازال خارج الحسابات المباشرة، والروس متوافقون على بقائها مجمدة في وضعها لفترة قادمة “.
أما الكاتب عبد الباسط حمودة فأكد لجيرون أنه ” من الواضح جدًا في منطقتنا العربية أن الأمور تسوء قبل أن تصبح أكثر سوءً، وما يحدث هنا لن يبقى هنا فقط، فالمشاكل في شرقنا لديها القدرة على الانتشار إلى جميع أنحاء العالم، ذلك لأن محاولة القضاء على الربيع الديمقراطي العربي يستدعي مثل هذا الانتشار للإرهاب الدولي الموجه. وإن إخراج المتطرفين من حوالي ستين سجنًا في العالم وإرسالهم إلى سورية بعد دفع ثورتها للتسلح بتنسيق دولي وعربي مع نظام الطغمة الأسدية، لم يكن إلا للتخلص من طلائع التقدم والتحرر العربي وإغراق ثورتنا ومحيطنا العربي الثائر بمشاكل وبلاءات تخدم الموجه الأكبر للطغم المتصهينة، ألا وهي إسرائيل الصهيونية. وجميعنا يعرف أنه قد تم تجميع الفصائل المتطرفة في الشمال السوري مع خلطة من بقايا الجيش الحر، تتنازعها مصالح أجندات الممولين بإشراف مجلس العهر الدولي”. ثم أكد أن ” ما تشهده مناطق شمال سورية منذ عدة أيام هو استمرار لحالة السحل والقتل من هذه الفصائل لبعضها، خدمة لنفس المشروع الدولي ونظام الطغمة الأسدي معًا. ولا أتوقع نهاية قريبة له خاصة وأن التنسيق بين جبهة نصرة آل أسد المعروفة بـ “هتش” وبين إيران ونظام الطغمة على أعلى المستويات، الأمر الذي قد يدفعها لتسليم الكثير من المناطق لنظام القتل الأسدي، كي تبدو وكأنها من كانت تحمي تلك المناطق غير المحمية أصلًا مع وجود ضامنين صوريين لمنع القتال وسفك دماء الأبرياء.” ثم قال حمودة “هذا النزاع قد تأخر كثيرًا، خاصة بعد إنهاء جبهة النصرة على أكثر من عشرين فصيل من الجيش الحر، وكانت مع داعش وباقي الفصائل (الإسلامجية) خادمة لتلكم المنهجية الدولية الأسدية لمحاصرة الثورة وكسر إرادة شعبنا، وكم تأخر المجلس الإسلامي السوري بالطلب علنًا الإسراع بالقضاء والتخلص من جبهة النصرة بعد كل انتهاكاتها وتدميرها لفصائل الجيش الحر وصمته على نهجهم المتستر بالإسلام الذي كان من المأمول طلبهم التخلص من كل الارهابيين والمتطرفين التكفيريين على تراب سوريا الحرة. وهنا تبدو أهمية التخلص من الإرهابيين كمقدمة للتدليل على إرهاب الطغمة الأسدي الذي استنبت كل أشكال الإرهاب ليحتمي به من ثورة الحرية والكرامة”.
المعارض السوري الدكتور تغلب الرحبي أكد لجيرون ” أن جبهة النصرة (العمود الفقري لما يسمى بهيئة تحرير الشام) هي فرع من القاعدة وقد سبق لأمير جبهة النصرة الجولاني أن بايع أمير القاعدة الظواهري. والظواهري مقيم في إيران، إذًا فالربط بين جبهة النصرة والنظام لا يخفى على أحد. ومع الأسف فإن جبهة النصرة كانت قد دعمت من قبل قوى إقليمية عديدة مع غض الطرف من قبل الدول الكبرى وذلك على حساب الجيش الحر الذي يرفع علم الثورة ” ثم أضاف ” جبهة النصرة كانت هي البوابة الرئيسة لدخول مقاتلي داعش الذين انضموا أفرادًا إلى النصرة وتم الترويج لوجودهم على أنه دعم للثورة السورية لينفصلوا لاحقًا ويشكلوا داعش التي كانت لا تقل عن النظام المجرم تنكيلًا بالشعب السوري، ومع ذلك اعتبرهم الجولاني على أنهم إخوة المنهج! وداعش جمعت كل شذاذ الآفاق في العالم بالإضافة لعملاء مخابرات الدول الإقليمية والدولية. باختصار إن كل من داعش والنصرة هما وجهان لعملة واحدة، ويؤديا دورهما في خدمة مخطط القضاء على الثورة السورية والتغيير الديمغرافي فيها. ويتم التخلص من كل من داعش والنصرة وغيرها من الفصائل (المتأسلمة) بعد تأدية دور معين في تدمير الثورة السورية.” كما أشار الرحبي إلى أنه ” بدلًا من دعم الجيش الحر يستمر إهماله ودعم فصائل أخرى لا ترفع علم الثورة للقضاء على جبهة النصرة. لقد اشتركت كل القوى الإقليمية والدولية في جريمة القضاء على الثورة السورية وذلك بدعم الفصائل (المتأسلمة) التي مُكِّنت من احتلال نصف حلب ولكنها لم تحتل قرية واحدة موالية للنظام وكانت كلها طعنة في ظهر الثورة السورية.”
أما الكاتب والمعارض السوري تمام الاسعد فتحدث إلى جيرون برأي مختلف ليقول ” بداية معركة ونهاية النصرة وتوابعها في ادلب والشمال أمر دولي، نهاية كل المصنفين في الارهاب الدولي. وجبهة النصرة أغلب قيادييها أصحاب القرار في إيران.” وأضاف الأسعد ” فتوى الشرعي للنصرة كانت واضحة منذ اليوم الأول، أي فتوى شن معركة على الزنكي. وباقي الفصائل سوف تساند الزنكي ضد النصرة جراء الأذى الذي لحق بهم من النصرة هذه، وهذا ما فرض على الجيش الحر إنهاء جبهة النصرة التي تحاول إبعاد الفصائل عن دخول شرق الفرات، وطبعًا معروف المطلب الايراني لدخول الحشد الشيعي، وهذا مطلب النظام وحكومة العراق والبككه، وهي التي تتلقى أوامرها من رئيس العراق، لأنهم أتباع عندهم، والكل يتبع إيران. جبهة النصرة تتفق مع جميع القوى حتى تثبت وجودها في سورية، لكنني أتوقع أن ينهاروا كما داعش، وسيحاصرون من كل الجهات الدولية والداخل السوري”.
كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام , نور الدين الزنكي.
تعريف: يقول جبر الشوفي” ” إن الاستثمار في الهيئة وغيرها لم ينته، وسيبقى الوضع معلقًا ريثما تجري تصفية الحسابات بين تركيا وروسيا وإيران، من جهة أخرى وحين يصبح وضعها عائقًا حقيقيًا أمام الترتيبات اللاحقة وهذا مازال خارج الحسابات المباشرة، والروس متوافقون على بقائها مجمدة في وضعها لفترة قادمة “.
المصدر: جيرون