د_ حسين عتوم
وقفتْ بطَرْفٍ مُطْرِقٍ ..
كأنّ قرصَ الشمسِ غاربْ !
و تراءى بعضُ شحوبها ..
كأنّ كلَّ الأفقِ شاحب !
كانتْ تبيع جوارباً ..
منسوجةً بأناقةٍ ..
تحكي البراعةَ مثلما ..
قَسَمَاتُها تحكي العجائب !
أبدتْ جميلَ بضاعةٍ ..
و تستّرتْ خلف الحقائب !
و لكلّ مُبتاعٍ بدا ..
أرختْ حجاباً عنه حاجبْ
و بدتْ لكلّ من أتى ، و لكلّ ذاهبْ
مرموقةً .. موموقةً .. ممشوقةً
مِثلَ الكرائم و النجائب
لمّا مررتُ بقُربها ..
جاوزتُها بمسافةٍ ..
لكنْ وقفتُ مفكّراً ..
لو تشتري ما أنتَ راغب ..
حتى رجعتُ القهقرى ..
و الحرُّ تجذبه الجواذب
جاءتْ بظلّ حيائها ..
كالشمس من خلف السحائب
و نظرتُ منسوجاتِها ..
فيها البدائع و الرغائب
و ابتعْتُ فوقَ مطالبي ..
بل دونَ أسرار المطالب
و مضيتُ أدعو خُفيةً ..
و القلبُ تغزوه المتاعبْ
و الدمعُ يملأ مقلتي
لمّا بدا ذاكَ الحياءْ ..
أمل المشارق و المغارب
من كلّ قلبي قد دعوتْ
بوركتِ .. بائعةَ الجواربْ.