تستمر معاناة الأهالي في مدينة حلب لتأمين أسطوانات الغاز المنزلي. الأجواء الصقيعية والانخفاض الكبير في درجات الحرارة في الآونة الأخيرة، دفعت الآلاف منهم للاصطفاف أمام مراكز توزيع الغاز، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
الطقس البارد زاد من الطلب على المحروقات عموماً، والغاز بشكل خاص، لأنه الأوفر مقارنة بالبدائل النادرة الأخرى كالمازوت والكهرباء. مليشيات النظام تحتكر وتتحكم بتجارة وتوزيع المازوت والكاز، بشكل شبه كامل، في حين تغيب الكهرباء عن بعض الأحياء لأيام متواصلة.
بعض العائلات الحلبية لم تحصل على أسطوانة غاز منذ 50 يوماً، رغم تسجيل بطاقاتها العائلية لدى مخاتير الأحياء، كشرط لازم للحصول على “دور الغاز”. الأرامل والمطلقات، اللاتي لا يملكن دفاتر عائلية، والعائلات التي فقدت بطاقاتها ليس بإمكانها التسجيل على الدور. كثيرون ممن لا بطاقات عائلية لهم، تقدموا بشكاوى إلى مجلس المحافظة لتعديل الشروط، من دون رد. وقد يرى مختار الحي أن شروطاً إضافية ضرورية للحصول على دور الغاز، ما يزيد التعقيد. سلطات المخاتير بدت كبيرة في الأيام الماضية، نتيجة التحكم بمراكز توزيع الغاز، التي يشرفون عليها ويديرونها. مختار حي مساكن السبيل، طالب الأهالي الراغبين بالحصول على أسطوانة غاز، بإحضار رخص سكن “الطابو”.
ويزداد الغضب بين الأهالي، بسبب أزمة الغاز، بعدما بات بعض الطوابير طويلة تمتد لأكثر من حي في حلب القديمة، يصطف فيها الرجال والنساء والأطفال، تحت الأمطار.
المحافظة قالت إنها صادرت 125 اسطوانة، الأربعاء، وأوقفت 11 شخصاً، بموجب ضبوط مخالفات. الحملة ذاتها شنتها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ونظّمت 14 ضبطاً تموينياً، وصادرت 53 اسطوانة. الأهالي كذبوا تصريحات المحافظة، وأكدوا بأن الاجراءات والضبوط التي يتم اتخاذها تخديرية، تستهدف صغار المُحتكرين المقربين من مخاتير الأحياء، أما كبار المحتكرين المدعومين من المليشيات فلا أحد يجرؤ على إيقافهم.
فرع “حزب البعث” في حلب تدخل أيضاً للتخفيف من الغضب الشعبي. ووزع أعضاء قيادة الفرع ومسؤولين من المحافظة، 400 أسطوانة غاز في حي أقيول، و100 أسطوانة في حي الصفا، و650 في حي العزيزية، و550 في حي الجابرية. الأهالي سخروا من الكميات التي أشرف مسؤولو “البعث” و”المحافظة” على توزيعها، واتهموهم بزيارة مراكز التوزيع لالتقاط الصور، وسرقة أسطوانات الغاز المخصصة للتوزيع.
البرد وغياب التدفئة زادا من حالات التهاب الجهاز التنفسي بين الأطفال في حلب، خاصة حديثي الولادة. وتوفيت طفلة من حي بستان القصر، الأربعاء، بعدما ساءت حالتها. قبل يومين توفيت طفلة أخرى في حي باب النيرب، للأسباب ذاتها.
المحافظة قالت إن العمل بالبطاقة الذكية لسيارات البنزين، سيبدأ الخميس، ومن لم يحصل على البطاقة سيحصل على 20 ليتراً فقط، ما أثار سخطاً بين العاملين في وسائل النقل.
ويباع المازوت والكاز والبنزين في السوق السوداء، بأسعار خيالية. ويصل سعر ليتر الكاز إلى 1000 ليرة. وتحتكر محطات الوقود المحروقات، ولا توزع إلا كميات محدودة للزبائن، في حين يُباع الجزء الأكبر من المحروقات لأصحاب المعامل ومولدات الكهرباء.
وبسبب موجة البرد وندرة المحروقات، شهدت أحياء حلب الشرقية نزوح عائلات إلى مناطق المعارضة في ريف حلب، منذ بداية كانون الثاني/يناير. هذا عدا عن الارتفاع الجنوني لأسعار معظم السلع الغذائية والمواصلات. وتصل أسعار بعض السلع في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، إلى ضعف سعرها في مناطق المعارضة.
المصدر: المدن