أحمد مظهر سعدو
في يوم المرأة العالمي، وفي سياق الاحتفاء بهذا اليوم. تتمظهر للعيان حال المرأة السورية وأدوارها التي سلبها منها النظام السوري على مدى خمسة عقود متوالية من تغييب الحريات للمرأة كما للرجل. لكن المرأة السورية ومع انطلاق الثورة السورية / ثورة الحرية والكرامة حاولت الخروج من ذاك القمقم الذي وضعها فيه نظام الأسد المانع للحريات، فهل تمكنت من ذلك في ظل الظروف القاهرة المستجدة. وهل تمكنت من المشاركة السياسية. عن هذا المحور حاولت جيرون سؤال العديد من السيدات السوريات اللواتي كان لهن الدور، بل الأدوار المتميزة في الثورة السورية، وسألنا: كيف تجدن أحوال المرأة السورية، بعد انطلاق ثورة الحرية والكرامة في سورية. والمآلات التي وصلت إليها. ومن يتحمل المسؤولية بنظركن فيما آلت إليه أحوال وأوجاع المرأة السورية خاصة في موضوع المشاركة السياسية النسائية عبر مفاصل ومؤسسات الثورة.
الكاتبة والناشطة السورية ليلى العامري قالت لجيرون ” حرية المرأة جزء من حرية المجتمع، وحريتها ونيل حقوقها يأتي عبر سياقات نيل المجتمع لحريته بشكل عام. فلا امرأة حرة بدون رجل حر، حيث هم جناحي اﻹنسانية..” وأضافت ” المرأة السورية تعاني من ظرف استثنائي في ظل نظام قمعي متوحش. حيث أهينت واغتصبت وعاشت ظروف الاعتقال بكل مرارتها. وعانت الحرمان من أمومتها. أما في المقلب اﻵخر في المحرر فقد حملت عبئًا كبيرًا في إدارة شؤون منزلها وأطفالها، لأن الزوج غالبًا كان على الجبهات أو في المعتقلات. واضطرت أن تدخل ميدان العمل من بابه الواسع. فقد عملت باﻹغاثة والتمريض والطب ونقل الذخيرة وهي نفسها المهجرة والنازحة، وعملت في مناطق النظام حتى ماسحة أحذية وجمع القمامة. الحرب زجت بها في كل الميادين ومنهن كان له دور استخباراتي سواء عند النظام أم في المحرر. بكل اﻷحوال الظروف القاهرة، في ظل غياب الرجل أرهقتها، لكن لا شك ستكسبها خبرات للمستقبل، وطبعًا الحيف وقع على نساء المناطق الثائرة، وقلة قليلة من نساء النظام تعرضن للاضطهاد على يد الفصائل أو قوى الثورة.” ثم قالت “المسؤولية اﻷولى واﻷخيرة تقع على عاتق النظام. ونأمل أن تستمر ثورتنا حتى تحقق غاياتها المتمثلة في مجتمع تحفظ فيه كرامة اﻹنسان “.
أما الصحفية السورية فرح عمورة فتحدثت لجيرون بقولها ” لا شك أنه بعد انطلاق ثورة الحرية والكرامة في سورية خرجت المرأة السورية عن واقعها النمطي في جميع المجالات، وأهمها تطوير ذاتها في الرؤية السياسية، وعملها الداعم في المجال الميداني، حتى إن المرأة السورية دفعت أثمانًا في التهجير والتعذيب والاعتقال والاستشهاد. ولأن المرأة أضحى دورها يتأرجح بين الداعم والفعل في الكثير من المجالات، كان لابد من تأهيل الكوادر النسائية باستمرار، سواء المقيمات منهن في الوطن كما المهجرات خارج الوطن.”
القاصة السورية جيهان سيد عيسى أكدت أن ” المرأة السورية تشبه ثورتها منذ اليوم الأول عظمة وتضحية ونتائج فبعد كل تلك السنوات من التضحية لم تنل ما تستحقه وإنما وجد من يتاجر بها وباسمها فباسم الجندرة والكوتا وضعوا لها تمثيلا بنسبة معينة بغض النظر عن كفاءتها فقدموها بناء عليه في المحافل السياسية وغيرها كديكور لا أكثر وفي الوظائف والمهن بقيت محكومة بنظرة الرجل الشرقية التي لا تقبل وصول المرأة لمراكز أخذ القرار وفي الحياة الاجتماعية كان العبء الأكبر عليها إذ تحملت تبعات الحياة وأعباءها ولكن أيضا ضمن إطار الذهنية الشرقية للمرأة أما في الحياة المهنية فقد تم استغلال حاجتها وجهلها بالقوانين في سوق العمل سواء من التركي أو السوري أحيانا .. حتى ورشات تمكينها ورفع قدراتها فقد كانت مسيسة ومحكومة بوجهة نظر الداعم وموجهة حيث يريد.. لكن كل هذا لم يؤثر عليها عموما إذ قدمت المرأة الكثير من قصص التفوق والنجاح وانطلقت تدعم أختها في شتى المجالات من خلال المبادرات وغيرها وهي تؤمن أن التغيير كالثورة لابد أن تأتي نتائجه يوما ولكن لابد له من زمن.
وفاء عفاص مهندسة باحثة اجتماعية في شؤون المرأة والطفل ترى أن ” أحوال المرأة السورية أفضل بكثير من الأول، فبعد انطلاق ثورة الحرية والكرامة أصبحت أكثر فهمًا وجرأة في طرح القضايا سياسيًا وعلى جميع الأصعدة، لكن إجرام الحكم الديكتاتوري في سورية ولمدة ٤٠ عامًا من التشويه لمكانة المرأة وتكريس الجهل والفقر هو الذي ترك الأثر الكبير، كصورة نمطية ضعيفة للمرأة السورية، وهو من يتحمل المسؤولية تمامًا ، ومع ذلك هناك الكثير من الشخصيات اللامعة والمهمة النسائية في الوسط المجتمعي ، لكن العصابة المجرمة كانت متابعة ومستمرة بشكل حثيث وممنهج في تصفية المجتمع من صاحبات الفكر والعلم بالاعتقال أو الملاحقة والارهاب النفسي ، أو التهجير القسري ، والتاريخ يثبت ويسطر القصص والحكايات عن كل فترة تثبت مدى الظلم والعنف على المرأة والطفل والرجل أيضًا والسواد الأعظم من مجتمعنا يعرف ويصمت خوفًا “. وتابعت تقول ” المشاركة السياسية ضعيفة على الصعيدين النسائي والذكوري، بسبب محاربة جميع الأحزاب وتصفيتها على مدى حكم هذا المجرم وأجهزته الأمنية الإرهابية، كان النظام من يعوم النساء غير المؤهلات، وغير المهتمات بالشأن العام. وبالإغراء المالي لكل محفل أو مركز أو مشاركة، وتتهافت النساء الضعيفات النفوس للسفر والجلوس في المحافل الدولية كصورة فارغة من المعنى والحس، فقط للتوقيع والهز برؤوسهن الفارغة، وبالمقابل والأهم يتم التعطيل والتشويش عمن هن واعيات ومهتمات لإفراغ الساحة، والقول لا يوجد لدينا نساء سوريات”. ثم قالت ” بعد انطلاق الثورة انظروا ماذا فعلت فينا الثورة، والحقيقة فأنا شخصيًا أعمل على تجهيز كادر كامل من سوريات حول العالم، كما أن هناك تجمعات مماثلة وتنتج كوادر تجعلنا نقول ثورة الحرية والكرامة مستمرة وتعبر عن انتفاض شعب مقهور في مواجهة حاكم مجرم”.
الناشطة السورية رند إبراهيم صموئيل أكدت لجيرون أنه ” قبل الثورة وبعد الثورة لا يوجد شيء اسمه حقوق للمواطن السوري عمومًا. فما بالك بحقوق المرأة؟ في ظل مجتمع محكوم بالدكتاتوريين المهووسين بالسلطة وبالدين والتديّن والتقاليد والذكورية المفرطة. طالما أنت في الوطن العربي فحقوقك كإنسان غير موجودة. وكامرأة للأسف الشديد غير موجودة أصلًا، وأضرب مثالًا ففي الأردن صدر مرسوم بتخفيض سن الزواج لعمر ال 16، العالم في تطور مستمر والعرب في جهل وخراب مستمر”.
أسوان نهار مديرة لإحدى منظمات المجتمع المدني قالت لجيرون ” تعددت الأدوار التي لعبتها المرأة السورية مع بداية الثورة، وبرز دورها في كل المجالات السلمية كالخروج بالمظاهرات والإعلام والتنسيقيات والمطابخ الميدانية وتوثيق الانتهاكات والتمريض والأعمال الإغاثية والتعليمية، ومنهن من كانت وعملت من خارج البلد، فساهمت بأعمالها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تقتصر مشاركة المرأة في تلك الأعمال فحسب، بل أصبحت تتابع الشؤون السياسية مع وجود الوعي السياسي الذي أيقنه الناس مع بداية الثورة”. وقد نبهت نهار إلى أنه ” بالنظر إلى دور المرأة الفعال منذ بداية الثورة حتى الآن، لوحظ تراجع في مشاركتها نتيجة القمع المستمر من نظام الأسد من جهة والفصائل العسكرية كجبهة النصرة في مناطق المعارضة من جهة ثانية. وإضافة للقمع المستمر أصبحت المرأة تفكر في إعالة أسرتها وتأخذ دور الأب المعتقل أو الشهيد أو المفقود، نتيجة للظروف الصعبة التي تعاني منها معظم النساء. فأصبح آخر همها إثبات ذاتها وخصوصًا سياسيًا ، ومع وجود دعم من بعض منظمات المجتمع المدني المخصص للتثقيف النسائي والتوعية السياسية، صارت هناك دورات واهتمام بهذا الجانب في الداخل ودول اللجوء، ولكن لا نستطيع أن نقيس هل هذا الاهتمام السياسي ناتج عن وعيهن بأهمية هذا الموضوع، حتى الآن مازال اهتمام النساء بالسياسة ضعيفًا عمومًا، ولا ننكر وجود شريحة صغيرة بدأت تتطلع إلى أهمية العمل السياسي وضرورة المشاركة فيه، وللأسف هذه الشريحة لا تجد بيئة حاضنة، بسبب عدم وجود منظمة لها برنامج تدريبي وعمل بعيد عن الأجندات” .
الأديبة السورية أروى العمر تحدثت لجيرون بقولها ” كانت ثورة الحرية والكرامة بركانًا أخرج إلى السطح كل المدفونات غثها وسمينها، ومن المؤسف جدًا أن نسبة كبيرة من النساء ونتيجة لحصاد الموت اللاهث، وجدن أنفسهن بلا معيل ولا مأوى، وهذا الوضع وضعهن أمام امتحان صعب للمقاومة والاستمرار وصعّد من ألمهن وفجيعتهن، لا سيما وأن الماضي التعيس الذي كانت تعيشه سورية لم يُعدهن الإعداد اللازم لمواجهة الحياة، ولم يدربهن على التعامل مع جشع العالم وطمعه بالمرأة كأنثى، دون أي اعتبار لها كشيء آخر، لم يعلمهن كيف يضمن حقوقهن، وكيف يحسنّ إدارة أموالهن الخاصة، وتركهن طوال عقود يعشن تحت سيطرة إدارة الرجل، مرغمات أو بطيب خاطر، مع أن الإسلام لم يجبرهن على ذلك “. وأضافت العمر” كان الدور السياسي للمرأة ضعيفًا إن لم يكن معدومًا، وانحصر إن وجد بنماذج كانت عبئًا وعارًا على الثورة والسبب في ذلك يعود أيضًا للمشهد الثقافي الأعوج والمشوه، الذي كان سائدًا على الصعيد السياسي والثقافي، إذ لم يهيئ ويعد نماذج للمرأة الرائدة، ولم يتح لها التواجد والمنافسة إلا بشروط مشبوهة، لكن الثورة خصبة العطاء بعيدة التطلع، بدون إعدادات مسبقة ومن خلال ورش عمل ميدانية وإسعافية أنتجت فرقًا رائعة من الإناث في مجالات مختلفة الطبية والنفسية والاجتماعية، وإلى جانب هذا وجدت المرأة أدبيًا وسياسيًا متنفسًا لها نحو النور وبدأ صوتها يعلو، ويسمع وحضورها، يتمدد أفقيًا وعموديًا بجدارة وفي مختلف بلدان العالم انطلق صوتها ليعبر عن قضايا الأمة، وكثرت المطبوعات في مجال القصة والرواية والشعر بأسماء السيدات، وفي تركيا تحديدًا بدأت تجد لها الأنصار والمحفزين كون السياسة التركية تدعم حقوق المرأة وترعاها، وحاليًا بدأت الأوساط الثقافية والسياسية في تركيا بالتواصل مع بعضها البعض مما يشكل لها قوة في الواقع الأدبي والسياسي والاجتماعي عامة، وأتوقع أننا مقبلون على ما هو أفضل للمرأة السورية”.
الناشطة السورية منى فريج أشارت إلى أننا ” وبكل أسف لم نر وضعًا مختلفًا للمرأة بعد الثورة، وخصوصًا في المفاصل السياسية أو المحافل الدولية التي تعنى بالشأن السوري، وهنا تقع المسؤولية على المرأة نفسها، لعدم منافستها وإثبات وجودها، وعلى الرجال الموجودين في التجمعات السياسية أيضًا، لأن المعني بالنهوض المجتمعي هو الرجل والمرأة على حد سواء، ونتمنى أن يكون هناك تغيير واضح ووعي لأهمية وجود المرأة مستقبلاً في كل ما يخص الشأن السوري”.
جوانا كيالي كاتبة وناشطة قالت لجيرون” يأتي الربط بين يوم المرأة العالمي وما يتعلق بأحوال المرأة السورية مبينًا أهمية الدور الذي لعبته في الفترات الأولى من الثورة . حيث كانت المرأة ناشطة و قيادية ومنسقة وأحد أهم رموز الحراك المدني السلمي الذي تميز بالاندفاع والقوة والقدرة على محاولة التغيير والسعي الحثيث لإسقاط النظام المجرم. لكن دور المرأة تحول وتبدل بفعل عدة عوامل ، منها ما تغير بفعل تدخلات القوى الدولية والإقليمية وغيرها والتي حاولت كبح جماح الثورة واختزلت دور النخب السياسية والثقافية والعلمية من رجال سورية و نسائها في أدوار يتولى توزيعها المبعوث الخاص لسورية، ومن يدعي تمثيل المجتمع السوري ممن يسمى : بغرف المجتمع المدني والمنصات المتناثرة هنا وهناك. و منها ما يعود لمنظومة العادات والتقاليد التي تغلغلت و ترسخت في بعض طبقات المجتمع ردحًا طويلًا من الزمن، حتى باتت أكثر قوة من سلطة الأديان أو الدساتير أو القوانين وبات مجرد التفكير بالخروج عليها وكسر هذه القوالب المجتمعية الجاهزة أمرًا شنيعًا يجرم أصحابه. ومنها ما يعود للمرأة ، وقد اختارت أن تنأى بنفسها عن المشاركة السياسية أو الحزبية أو المجتمعية وغيرها، وتكتفي بالاعتكاف والانزواء ومراقبة ما يحدث في العالم من حولها.” وأضافت كيالي ” كما أن ثمة من دعى ويدعو لحرية المرأة . لتمكين المرأة . لسلطة المرأة . لدعم المرأة . وقد ساهم عن سوء نية بتدمير البنية المجتمعية التي تعتمد في مكونها الأساسي على الأسرة، كركيزة هذا المجتمع، وكان ذلك عن طريق إغراء بعضهن بالمناصب السياسية تارة، والإدارية تارة أخرى. بأسلوب الكذب والحيلة والخداع والشعارات الفضفاضة والوعود الجوفاء التي لم تكن إلا وبالًا على هؤلاء النسوة وعلى أسرهن وعلى المجتمع في آن معًا. رغم أننا مع كل ما يساهم في رفع سوية المرأة السورية ثقافيًا و علميًا و اقتصاديًا و مهنيًا، و تمكينها وتمثيلها بالهيئات السياسية والإدارية والمجتمعية والقانونية وغيرها بالشكل السوي الصحيح والمتوازن ومساعدتها على تطوير ملكاتها ودعم قدراتها، لأنها الحجر الأساس الذي تقوم عليه مجتمعاتنا، نظرًا لدورها المؤثر والذي تعاظم إبان الثورة السورية، بعد أن غدت أمًا و أبًا و معيلًا و مسؤولًا عن أسرتها في كثير من الأوقات. خصوصًا أنها قدمت التضحيات وبذلت الغالي والنفيس للحفاظ على أسرتها التي هي أغلى ما تملك.”
أحلام ميلاجي المديرة في إحدى منظمات المجتمع المدني أكدت أن ” المرأة السورية استطاعت (كونها عنصر استقرار الأسرة السورية) أن تمتص الصدمات، وأن تمتلك مرونة التأقلم، استطاعت أن تكتسب خبرات جديدة في بلدان اللجوء، لكي تستطيع الاستمرار بحياتها ضمن الخلية التي تعتبر مركزها، محاولة الحفاظ على أبنائها وهويتهم السورية. لكن ورغم القسوة والمعاناة أجد نفسي دومًا أمام نساء افتخر وأعتز أنهن سوريات”. وأضافت ” لم تنجح المشاركة السياسية للمعارضة ككل ولأسباب داخلية، ولأسباب دولية نظرًا لكون سورية لم تصل فيها ومن خلال الدول الاقليمية لتحاصص متفق عليه، لذا بتنا لا نستطيع تقييم مشاركة المرأة السورية لكون تقييم العملية بحد ذاته غير ممكن”.
الناشطة السورية المجتمعية غادة جمعة قالت لجيرون “عاشت المرأة السورية قبل الثورة في وهم ونرجسية الإعلام، وكانت ديكور للسياسة، ورغم التغييرات الكبيرة التي طرأت على أفكارها ونشاطاتها بعد الثورة، إلا أن قلة من النساء السوريات استطعن أن يخرجن للضوء ويستثمرن الظروف المتاحة في بعض المجالات. وللأمانة أقول إن المرأة السورية لم تقترب من السياسة، ولا نستطيع أن نحملها المسؤولية في المآلات التي وصلت إليها في عدم مشاركتها الرجل في المجال السياسي” وأضافت ” المرأة اليوم غائبة عن الساحة السياسية. وكيف لها أن تقتحم هذا المجال وأن تجد لنفسها مكانًا في بؤرة الفوضى المهيمنة على الوضع الراهن ؟ حيث شريكها الرجل مسلوب الارادة سياسيًا لايمون على شئ سوى الندوات المخيبة للآمال داخل القاعات، أما مبادراته ونشاطاته فمرهونة بالكامل لما يسمح له أو يقرره كبار السياسييين في الغرب أو مبعوثي المنظمات الدولية. لهذا السبب لم تقرب المرأة السورية المشاركة السياسية.”
الفنانة السورية نسيمة ضاهر أكدت لجيرون أن ” المرأة دائمًا في محاولة لانتزاع حقوقها ولم يتغير عليها شيء، في الثورة مازالت تدور في نفس الدوامة، المرأة السورية امرأة معطاءة تعمل بجد واجتهاد، ولكن الرجال الذين يمسكون بزمام الأمور يضعونها في الخلف، وفي كثير من المراحل، كانت مجرد واجهة، لم تأخذ دورًا حقيقيًا ونديًا حتى الآن، والرجال الذين ينادون بالتحرر لايفسحون المجال لتقدم المرأة، ومؤسسات الثورة لم تقدم شيئًا لا للمرأة ولا للرجل، ولاحتى للمواطن السوري”.
أما الكاتبة السورية أمل رشيد فأكدت أن ” المرأة السورية شاركت إلى جانب الرجل في الثورة السلمية ضد النظام الاستبدادي المجرم، الذي أذاق السوريين بشكل عام كل أشكال القمع والإذلال، ونالها مانال الرجل من قمع واعتقال وتعذيب، إضافة إلى نظرة طيف واسع من الشعب للمرأة المعتقلة نظرة تأنيب واتهام، حتى بعض اللواتي تعرضن للاغتصاب لاقوا ردات فعل من محيطهم بشكل عام، ومن أهلهم بشكل خاص، ولم يختلف حال المرأة في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام عن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، إن لم نقل أن وضعها أصبح أسوأ حيث سيطرة الفصائل المسلحة التي ثبت أنها إحدى أدوات النظام في قمع الثورة، فبدل أن تجد المرأة حرية أوسع في المناطق المحررة، تم التضييق عليها، وفقدت حقوقًا كانت قد حصلت عليها بعد تضحيات جسيمة ونضال على مدى قرون، حيث عادوا بها إلى المربع الأول فهي (ناقصة عقل ودين) مهمتها منزلية فقط لرعاية أبنائها وإرضاء زوجها”. وأضافت رشيد .” حملة السلاح فرضوا قيودًا اجتماعية متشددة على الجميع وخاصة المرأة وذلك بتبريرات دينية لاتمت للدين بصلة ، وبسبب هذا التضييق على المرأة تراجعت المشاركة الواسعة لها في بداية الثورة إلى أدوار ثانوية، حيث اقتصر دورها الثوري على بعض الأعمال الإغاثية، وعلى هذا فإن المرأة لن تحصل على حقوقها إلا في ظل نظام ديمقراطي عَلماني يضمن لكل أفراد المجتمع حقوقهم دون الاستناد لمنطق شرعي يطبق على هوى المتنفذين”.
المصدر: جيرون