عادت خطوط سكة الحديد، ما بين مرفأ اللاذقية والقلمون الشرقي مروراً بحمص، للخدمة مجدداً، بعدما تعطلت لسنوات طويلة. ونقلت القطارات في أولى رحلاتها، من مرفأ اللاذقية إلى محطة الناصرية بالقرب من مدينة جيرود، مئات الاطنان من القمح المستورد من روسيا، بحسب مراسل “المدن” أحمد الشامي.
وأوضح مصدر “المدن” أن ورشات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، انتهت في 25 شباط/فبراير من صيانة الخطوط إلى مدينة الناصرية، التي شهدت في الآونة الأخيرة تواجداً إيرانياً متزايداً، خاصة بعدما تسلّم الجانب الإيراني قاعدة الناصرية الجوية.
وأصدر وزير النقل أمراً لمدير مؤسسة الخطوط الحديدية، بعدم تحريك أي قطار من مرفأ اللاذقية باتجاه المناطق التي أجريت فيها صيانة للخطوط حديثاً، إلا بعد التنسيق الكامل مع الجانب الإيراني، واشراكه في عملية الإدارة بشكل واسع.
وتزامن ذلك مع تشكيل فريق عمل استشاري من الشركة العامة لمرفأ اللاذقية، بتوجيه من وزارة النقل، بغرض التباحث مع الجانب الإيراني لإعداد “مسودة عقد” لإدارة مرفأ اللاذقية بشكل كامل من قبل لجنة إيرانية.
مصدر مطلع قال لـ”المدن”، إن عملية تأهيل سكة الحديد حمص-دمشق، بدأت نهاية العام 2018 عن طريق المؤسسة العامة للخطوط الحديدية التابعة لوزارة النقل، والشركة العامة للإسكان والتعمير، ومؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية، بإشراف خبراء إيرانيين. ونفّذت صيانة لـ120 كيلومتراً، مع استمرارها لتشمل مناطق أخرى في ريف دمشق وحمص وحلب.
وأضاف مصدر “المدن” أن ضباطاً وعناصر من “الحرس الثوري” و”الفرقة الرابعة” رافقوا الخبراء الإيرانيين طيلة فترة تواجدهم في مناطق العمل لتأمين الحماية الأمنية.
مصادر “المدن” أكدت أن إشراف الجانب الإيراني لا يقتصر على عمليات الصيانة أو تقديم الدعم المالي واللوجستي، بل تخطى ذلك لإعادة رسم مسار الخط الحديدي، وإضافة “تفريعات” جديدة، أبرزها إلى مناجم فوسفات في بادية حمص يسيطر عليها الإيرانيون، وتفريعات باتجاه المناطق الشرقية السورية لربطها لاحقاً مع مشروع السكك الحديدية الواصل إلى العراق، وإيران.
وزير النقل السوري علي حمود، كان قد قال سابقاً، إن ربط سوريا والعراق، بسكك الحديد، يُعدُّ من “ضمن الأولويات التي تعمل عليها الوزارة”، وأشار إلى أن عملية الربط ستبدأ من المرافئ السورية.
وشملت التغييرات الحالية في خطوط السكك الحديدية، مدّ سكة تمر من بلدة قطينة في ريف حمص إلى مقالع حصى “الأحضارات” بطول 18 كيلومتراً، وتفريعة أخرى باتجاه الأراضي اللبنانية. هذا بالإضافة إلى تجهيز محطتين في حسياء بحمص والشيخ نجار بحلب، لربط المدن الصناعية في حمص وحلب، مع المرافئ الرئيسية.
وكان المدير العامة لمؤسسة الخطوط الحديدية نجيب الفارس، قد اجتمع نهاية العام 2017، في دمشق مع ممثلي شركات روسية تعمل في مجال الخطوط الحديدية، وتلقى وعوداً منهم بتقديم الدعم الكامل للمؤسسة بما يخص صيانة السكك الحديدية المتضررة وتنفيذ مشاريع جديدة.
وأجرى بعدها الفارس بعض التغييرات على مستوى إدارة فروع المؤسسة وإدارة اقسامها. لكن، المؤسسة لم تنفذ حينها أي عمل جدي لصيانة الخطوط الحديدية، حتى دخل الجانب الإيراني على خط العمل.
مصدر “المدن” قال إن الفارس، ومع اطلاق أولى مشاريع الصيانة مطلع العام 2019، اجرى تعديلات جديدة على مستوى الإدارة والأقسام، وتعاقد مع مهندسين اقترحهم الجانب الإيراني.
ويبلغ طول شبكة الخطوط الحديدية في سوريا أكثر من 2450 كيلومتراً، 1800 منها بحاجة للصيانة، وفقاً للمكتب الإعلامي لوزارة النقل. وأغلب الخطوط خرجت عن الخدمة خلال السنوات الماضية بسبب قصف قوات النظام وأعمال النهب والتخريب المتعمد، باستثناء الخطوط ما بين مرفأي طرطوس–اللاذقية، وعاد خط حمص للعمل منتصف العام 2017 بعد عمليات صيانة محدودة.
المصدر: المدن