بتزامن مقصود، وفي الذكرى الـ37 لرحيل قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، أخرج النظام مسيرة حاشدة من الأطفال وطلاب المدارس والموظفين، بدعوة من “حزب البعث”، لرفض إعلان الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة اسرائيل على هضبة الجولان، بحسب مراسل “المدن” زين الحلبي.
“الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني” وتيارات معارضة أخرى، أحيت ذكرى الأطرش من بلدته القريا، وأصدرت بياناً طالبت فيه بإطلاق سراح معتقلي الرأي، وإلغاء ملف الاعتقال السياسي، وأكدت على أن الحل السياسي هو “الضمان الوحيد للخروج من المحنة”. وتوافدت فصائل محلية إلى الصرح التذكاري للأطرش، ومن ضمنها “قوات شيخ الكرامة”، ورفعت راياتها وبيارقها، مؤكدة في بيان مشترك لها أن “حزب البعث” حاول طمس الذكرى، وتحريف التاريخ، بالقمع وكمّ الأفواه.
النظام كان قد منع أحياء ذكرى رحيل سلطان الأطرش، منذ العام التالي لوفاته؛ 1982 وحتى العام 2011، وواجه الناشطين والمتظاهرين بالاعتقالات والتخويف. نظام حافظ الأسد كان قد همّش دور سلطان الأطرش ورعيل الثورة السورية الكبرى، حتى في كتب التاريخ المدرسية، وحارب أي حضور لذكرى ورموز الثورة السورية الكبرى في السويداء. وعندما بدأت الأمور تخرج عن سيطرته بعد اندلاع الثورة السورية، حاول النظام التشويش على احياء الذكرى التي استعادها الناس كيوم وطني، عبر دفع الشبيحة لمهاجمة المتظاهرين، أو اخراج مسيرات تأييد.
وخلال تواجد الفصائل داخل الصرح، سادت حالة من الاستياء جراء اكتشافها الإهمال الشديد للصرح وتسرب مياه الأمطار إلى الغرف التي جُمعت فيها مقتنيات أثرية عن الثورة السورية الكبرى. ودفع ذلك بعض العناصر لإطلاق الشتائم لبشار الأسد، وتحطيم إحدى صوره الموجودة في الصرح، ثم الخروج والهتاف لسلطان باشا الأطرش، والشيخ وحيد البلعوس.
واستغرق بناء صرح الثورة السورية الكبرى عشرات السنين، وسط تجاهل مقصود لإهانة ذكرى الثورة السورية. وبعد انجازه، نُقل جثمان الأطرش إليه، وكذلك مجموعات أثرية من مجريات المعارك ضد الفرنسيين.
“حزب البعث” كان قد أجبر، اليوم، طلاب المدارس من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، بالإضافة لموظفي الدوائر الحكومية تحت تهديد الفصل والطرد، للخروج بمسيرة منددة بالقرار الأميركي بشأن الجولان. وجابت المسيرة شوارع مدينة السويداء، وتوقفت أمام مبنى المحافظة، بحضور بعثيين ومسؤولين من النظام وهيئات دينية واجتماعية، وهتفت جموع الأطفال والطلبة للأسد وللجولان، وسط تجاهل كامل لذكرى رحيل سلطان باشا الأطرش.
وفي ظل الانقسام السائد بين مشايخ العقل الثلاثة، فقد صدر بيانان منفصلان، لإدانة قرار ترامب بخصوص الجولان، ولدعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة.
المصدر: المدن