يُروّج “المركز الروسي للمصالحة في سوريا” لنجاح “الممرات الإنسانية” التي أعلنها من جانب واحد إلى مخيم الركبان. وأعلن المركز خروج نازحين عبر تلك الممرات، وهو ما نفته لـ”المدن” مصادر عسكرية ومدنية من المخيم، بحسب مراسل “المدن” عمار حمو.
وقالت وسائل إعلام روسية إن 360 نازحاً سورياً غادروا الركبان، مساء الأحد، عبر معبر جليغم؛ أحد المعبَرين اللذين أُعلن عنهما سابقاً على أطراف منطقة التنف.
مصدر مدني من المخيم، قال لـ”المدن”، إن 20 عائلة خرجت من المخيم، أي نحو 80 نازحاً فقط، ومعظمهم من كبار السن والمرضى. المصدر نفى خروج هؤلاء المدنيين عبر المعابر “الإنسانية” الروسية. وأضاف أن روسيا تحاول التغطية على فشل معابرها، بنشر أخبار غير دقيقة عن خروج مدنيين من الركبان، وتصوير الأمر على أنه استجابة لدعواتها واستخدام لمعابرها. المصدر أشار إلى أن خروج المدنيين كان يحصل من وقت لآخر عبر “تسويات” فردية.
وأوضح المصدر أن العائلات التي غادرت المخيم كانت قد نسّقت، عبر وسيط من المخيم، مع “حاجز ظاظا” التابع للنظام الذي يديره “العقيد محمود”. ويقبض الحاجز ما بين 50 إلى 100 ألف ليرة، على الشخص الواحد. وينقل الوسيط العائلات الراغبة في الخروج إلى نقطة الحاجز على أطراف منطقة الـ55، ليصار إلى تحويلهم إلى فرع بادية تدمر، ومقره حالياً في مطار التيفور. وهناك تتم “تسوية أوضاع” النازحين العائدين، وبعدها ترحيلهم إلى مناطقهم.
و”تسوية أوضاع” النازحين المغادرين للركبان، لا تتضمن المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية، والذين يجري سوقهم إليها فوراً. لذا، فإن معظم مغادري الركبان، هم كبار السن والمرضى.
ومنذ إعلان النظام وروسيا، فتح “معبَرين إنسانيَين”، تجري محاولات يومية لدفع قاطني المخيم إلى مغادرته، بالضغط والحصار تارة، وبالمفاوضات تارة أخرى. وشدّد النظام حصاره على المخيم، ومنع دخول المواد الأساسية، بما فيها الوقود. وقال مصدر لـ”المدن” إن سعر ليتر الكاز المستخدم للتدفئة قفز من 400 إلى 1000 ليرة بعد فتح المعابر.
وأضاف المصدر بأن الأهالي لا يرغبون في مغادرة المخيم إلى مناطق النظام، لكن إذا بلغ الحصار ذروته سيضطر الأهالي لمغادرته مُكرهين، وقال: “الأب عندما يرى أولاده يعانون الجوع والحصار، مستعد أن يخرج بهم، حتى وإن كان على حساب روحه”.
وإلى جانب حصار المخيم، وجّه النظام وروسيا دعوات إقليمية ودولية للمشاركة في حلّ قضية مخيّم الركبان، وتجنيب المخيم كارثة إنسانية. وآخِر تلك الدعوات ما جاء على لسان رئيس مركز المصالحة الروسي الجنرال فيكتور كوبتشيشين، إذ دعا ممثلي الولايات المتحدة والأردن ومنظمات إنسانية دولية لحضور اجتماع من المفترض عقده، الثلاثاء.
وقال مصدر عسكري من “جيش مغاوير الثورة” لـ”المدن”: “النظام يدّعي أنه يريد تجنيب المخيم من كارثة إنسانية، ومنعُ الكارثة يكون بفتح الطرق أمام البضائع لتصل إلى الركبان، وليس بحصار المخيم وإجبار الناس على الخروج”.
ونفى المصدر تلقي “مغاوير الثورة” أي دعوة للمشاركة في الاجتماع، مشيراً إلى أن مركز المصالحة الروسي يتواصل مع بعض الوجهاء، ويناقش تفكيك المخيم، مع المدنيين لا مع الفصائل. وأكد المصدر أن الفصائل العسكرية لا تمنع العائلات من المغادرة، مشيراً إلى أن مَن يغادر المخيم هم كبار السن والمرضى فقط.
ورغم فشل النظام وروسيا في “تشغيل” المعبَرين، إلا أن التوجه الدولي قد يشير إلى أن تفكيك المخيم مسألة وقت. مصدر في “تجمع الشهيد أحمد العبدو”، قال لـ”المدن”، إن “التوافق على إخراج المدنيين مسألة وقت لا أكثر”. وأضاف المصدر: “إغلاق المخيم وعودة الأهالي إلى مناطق النظام هو بمثابة نصر سياسي يبحث عنه النظام”. وأكد أن “إغلاق المخيم غير مرتبط بالتواجد العسكري الأميركي في الجنوب”.
ونفى المصدر تفاوض المعارضة مع الروس، بخصوص مصير المخيم، مؤكداً أن التفاوض مع الروس، إن حصل، سيكون مع الإدارة المدنية والمجلس المدني للمخيم.
المصدر: المدن