سامر إلياس
في مؤشر إلى استمرار خطر “داعش” في مناطق متفرقة في سورية، تبنى التنظيم الارهابي هجوماً على قوات الدفاع الذاتي في مدينة منبج التابع لـ “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أسفر عن قتل 7 مسلحين وجرح آخرين في هجوم هو الأول منذ اعلان هزيمة التنظيم في الباغوز، وأكدت مصادر محلية في السويداء جنوب سورية نشوب اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر من “داعش” في منطقة صخرية في البادية شرق المحافظة غير البعيد من قاعدة التنف الأميركية. فيما نفت واشنطن تقارير صحافية عن أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يدرس إقامة محكمة دولية لمحاكمة الأسرى، وأوضحت أن التركيز ينصب على الضغط على الحكومات لاستعادة مسلحيهم الأسرى لدى “قسد”، مؤكدة أنها ستواصل محاربة “داعش” بوسائل قتال مختلفة.
وأعلن مجلس منبج العسكري في بيان أن سبعة من عناصره قتلوا ليل الاثنين – الثلاثاء على حاجز في أحد مداخل المدينة الغربية. ولم يشر البيان إلى الجهة التي تقف وراء الهجوم، لكن الناطق باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش قال إن “خلايا نائمة” تابعة للتنظيم تقف خلف الهجوم. وزاد: “بعد الانتصار على داعش، دخلنا مرحلة الخلايا النائمة. هذه الخلايا تتحرك وتشن هجمات، ولكننا سنتصدى لها”. ولاحقاً تبنى تنظيم “داعش” الهجوم الذي يعد الأول من نوعه بعد إعلان انتهاء “التنظيم”. وأورد التنظيم في بيان تداولته حسابات على تطبيق “تلغرام”، “هاجم جنود داعش حاجزاً… غرب مدينة منبج ليلة أمس واشتبكوا معهم بالأسلحة الرشاشة”.
وسبق للتنظيم أن تبنى تفجيرات عدة في منبج منذ مطلع العام، أودى أكبرها في كانون الثاني (يناير) بحياة 19 شخصاً بينهم أربعة أميركيين من التحالف الدولي. وتعد حصيلة قتلى اعتداء اليوم الثلاثاء الأكبر منذ ذلك التفجير. ومعلوم أن قادة في التنظيم الإرهابي دعوا الأسبوع الماضي إلى “الثأر” من الأكراد شمال سورية وشرقها بينما كان “داعش” يلفظ أنفاسه الأخيرة في الباغوز.
ولا يزال التنظيم ينتشر في البادية السورية المترامية المساحة، وقادراً على تحريك “خلايا نائمة” تقوم بوضع عبوات أو تنفيذ عمليات اغتيال أو خطف أو تفجيرات انتحارية تستهدف مواقع مدنية وأخرى عسكرية في المناطق التي تمّ طرده منها.
وكانت “قسد” أعلنت السبت القضاء التام على “الخلافة” التي أعلنها التنظيم الإرهابي في سورية والعراق المجاور في العام 2014. وأكدت في الوقت ذاته بدء “مرحلة جديدة” من المعركة ضده للقضاء على “الخلايا النائمة” التابعة له، بالتنسيق مع التحالف الدولي بقيادة أميركية.
وفي جنوب شرقي سورية أكد موقع “السويداء 24” أن “عناصر الجيش اشتبكوا مع مجموعة دواعش قرب مخبئهم، وتمكنوا من قتل داعشي منهم وإصابة 2 أخرين قبل أن يلوذ بقية مقاتلي التنظيم بالفرار باتجاه المناطق الوعرة، فيما صادر الجيش اسلحة فردية ومواد غذائية كانت ضمن المخبأ”، وذكر الموقع أن الاشتباكات حدثت أثناء عثور الجيش في مناطق “تل رزين” و”مغر ملحة” و”سطح نملة” على مخبأ لمقاتلي التنظيم في الجروف الصخرية شرقي المحافظة.
من جانبه قال المرصد السوري إن الاشتباكات بين جيش النظام وعناصر “داعش” شرقي السويداء في الساعات الـ 24 الأخيرة أسفرت عن قتل أربعة من عناصر “داعش” وجرح إثنين آخرين. وبثت وكالة “سانا” التابعة للنظام مقطع فيديو قالت إنه لحصيلة الاشتباك بين الجيش وعناصر “داعش” في بادية السويداء الشرقية، ويظهر في الفيديو جثتان لشخصين في منطقة صخرية وعرة.
سياسيا، قال جيم جيفري مبعوث الولايات المتحدة بشأن سورية إن الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”لم تنته على الرغم من أن التنظيم المتشدد لم يعد يسيطر على أراض. ونفى جيفري في إفادة بوزارة الخارجية الأمريكية علم الولايات المتحدة بمكان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. ووصف الديبلوماسي الأميركي خسارة “داعش” آخر معقل لها في سورية بأنه كان “يوما عظيما”، مستدركا “هذه ليست نهاية القتال ضد داعش. هذا سيستمر لكن بطريقة قتال مختلفة”. ونفى جيفري تقارير عن أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يدرس إقامة محكمة دولية لمحاكمة الأسرى. وقال: “نحن لا نبحث هذا في الوقت الراهن”، مشددا على أن “تركيز التحالف كان على الهزيمة الدائمة لداعش والضغط على الحكومات لاستعادة المقاتلين الأجانب الذين تم أسرهم خلال الصراع”. وأوضح جيفري أن معظم السجناء الذين أسرتهم “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة كانوا من العراقيين والسوريين. وقال إن هؤلاء ستتم إعادتهم إلى مجتمعاتهم من أجل “إزالة التطرف” وإعادة دمجهم وفي بعض الحالات لعقابهم.
المصدر: الحياة