اندلع اشتباك مسلح في حي عش الورور، ذي الغالبية العلوية، شمال غربي دمشق بالقرب من حي برزة، بين مليشيا “الدفاع الوطني” المسيطرة على الحي، ومجموعة تابعة لفرع “المخابرات الجويّة” في حرستا كانت بصدد اعتقال مطلوبين بقضايا جنائية تابعين لـ”الدفاع الوطني”، بحسب مراسل “المدن” سليم النحاس.
وقال شهود عيان لـ”المدن”، إن استخبارات النظام أغلقت طريق برزة-عش الورور باتجاه دمشق، بشكل كامل، بالتزامن مع توجه عدد كبير من سيارات الإسعاف إلى المنطقة. وطوّقت وحدات من الشرطة العسكرية حي برزة وطريق عش الورور لأكثر من ساعتين.
في مواقع التواصل الاجتماعي، قال ناشطون إن “لواء المهام السرّي” التابع للثورة السورية، نفذ عملية استهدفت دورية لـ”المخابرات الجوية” في مُحيط حي برزة خلال توجهها لتنفيذ اعتقالات بحق الأهالي. مصادر “المدن” نفت أن يكون لأي مجموعة معارضة علاقة بما جرى.
وأشارت مصادر “المدن” إلى استحالة تنفيذ عملية كهذه من مجموعات تتبع للمعارضة، خاصة بعد الحملة الأمنية التي تسببت باعتقال كل من له صلة بفصائل “التسوية” سابقاً، وعلى رأسهم قادة ما كان يسمى بـ”اللواء الأول” المسؤول عن صفقة تسليم برزة للنظام. مخابرات النظام نفذت لاحقاً عمليات تفتيش دقيقة للمنازل واعتقلت كل من له علاقة سابقة بالمعارضة، وساقت المتخلفين عن الخدمة العسكرية للالتحاق بقوات النظام.
وأكدت مصادر “المدن” أن توتراً أمنياً يشهده عش الورور، منذ أكثر من ستة أشهر، بعد صدور أوامر بحلّ مليشيا “الدفاع الوطني” في المنطقة وتسليم المطلوبين للخدمتين الإلزامية والاحتياطية لأنفسهم وسلاحهم. “الدفاع الوطني” رفضت الأوامر، واستمرت بفرض سيطرتها على الحي؛ نشر الحواجز وفرض الأتاوات على حركة المرور إلى التل ومعربا وضاحية الأسد.
في حزيران/يونيو 2018 أجبرت “الجوية” و”الأمن السياسي” مليشيا “الدفاع” في عش الورور على إزالة حاجز دوار العش، والانسحاب باتجاه الحي. وتُعتبر مليشيا “الدفاع الوطني” في عش الورور من أكثر المليشيات اتجاراً بالمخدرات في محيط دمشق، وقد حولت المنطقة إلى دويلة مستقلة يُمنع حتى على الأجهزة الأمنية التدخل فيها.
وسبق أن وجّه فرع “المخابرات الجوية” في حرستا، بحسب مصادر “المدن”، دعوات متعددة لمليشيات عش الورور لتسليم السلاح والمطلوبين بقضايا خطف وسرقة واتجار بالمخدرات، لتقديمهم للمحاكمة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشتبك فيها أجهزة المخابرات مع مليشيات “الدفاع الوطني” المسيطرة على أحياء مختلفة في دمشق، فقد سبق لـ”الأمن العسكري” أن حاول اقتحام شارع نسرين في حي التضامن بالمدرعات في العام 2014 بعد اشتباك مع مليشيا “الدفاع الوطني” التي نفذت عمليات خطف لعناصر من “فرع الدوريات” حينها.
المصدر: المدن