جيهان سيد عيسى
شارك السوريون الحاصلين على الجنسية التركية في الانتخابات المحلية التركية يوم الأحد 31 آذار/مارس 2019 وذلك عبر مراكز الاقتراع في الولايات القاطنين فيها ويعتقد كثير من المراقبين السوريين والأتراك أن أغلب السوريين المجنسين شاركوا في الانتخابات المحلية وأيد ذلك ما تناولته وسائل التواصل الاجتماعي وما لوحظ في مراكز الانتخابات في مناطق تجمع السوريين، حيث شهدت تلك المواقع إقبالًا كبيرًا لهم. ويذكر أن “عدد المجنسين في تركية الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية 30 ألف سوري حاصلين على الجنسية التركية الاستثنائية ” حسب تصريح رئيس الوزراء التركي السابق (علي يلدريم) لصحيفة ديلي صباح التركية.
قال الدكتور أحمد محب الدين الحاصل على الجنسية التركية عن مشاركته في الانتخابات: ” أحسست بأن صوتي الانتخابي ذو قيمة وأنني أمارس حقي في الانتخاب بكل احترام واستقلالية وحرية بعيدًا عن أي تأثير من أي طرف من الأطراف. حقًا شعرت بقيمتي كإنسان وأتمنى أن أعيش هذا الشعور في بلدي الغالي سوريا. سوريا الجديدة.. سوريا المستقبل”.
أما حسناء قصاب ناشطة سورية في العمل المجتمعي فقد علقت على ممارستها لهذا الحق بقولها: ” إنه شعور لا يوصف أن يكون لك صوتًا في اختيار من تريد واشعر بالتالي أن هذا الاختيار هو مسؤولية على الناخب. إنها المرة الأولى في حياتي. أغبط الأتراك وكل الشعوب التي تحيا في أنظمة ديمقراطية، وحزينة جدًا على سورية ذلك البلد الأقدم في الحضارة الإنسانية أن يحرم أبسط حقوقه السياسية والإنسانية طوال عقود الحكم الأسدي الفائتة.” هذا ويذكر أن السوريين لم يمارسوا هذا الحق في بلدهم الأم سابقًا وأنها تعتبر بالإضافة لمشاركتهم في الانتخابات الرئاسية التركية السابقة هي المرة الأولى التي يمارسون فيها هذا الحق في اختيار من يمثلهم بسبب غياب الحياة السياسية في سورية منذ وصول المقبور حافظ الأسد للسلطة، بل منذ انقلاب عام 1963 وقضائه على الديمقراطية والحياة السياسية بكل أشكالها وإعلانه شعار ( الأسد إلى الأبد ) وحتى بعد استلام ابنه بشار من بعده الحكم عن طريق استفتاء صوري وهمي استمر بتكريس الاستبداد السياسي في البلاد مما أدى (مع أسباب أخرى مماثلة) إلى ثورة 15 آذار/مارس عام 2011 حيث خرج الشعب وطالب بحقه السياسي في الديمقراطية والعيش بحرية وإسقاط النظام .