مصير _ خاص
في حوار صريح مع الأخ طاهر أبو نضال الأحوازي أمين سر الجنة المركزية الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية حول ما جرى للإخوة الأحوازيين جراء عملية القتل الممنهجة التي قام بها الفرس ضد أهل الأحواز، من خلال تعويم أراضيهم بالمياه. حيث أكد أبو نضال أنه “لا يخفى على أحد أن هناك تعدي على الاحواز العربية المحتلة وإرهاب قيادة الاحتلال في الأحواز وممارسة الارهاب في الوطن العربي وخارجه وخاصة الأساليب الإجرامية من أجل تمرير سياسة ونهج توسعي بكل الوسائل المتاحة وأساليب الغدر من سياسة التهجير والتهديم والقتل في الأحواز وخارجها، والإعدامات والمشانق، في شوارع الاحواز والخطف وماجرى في العراق وسورية واليمن أكبر شاهد على ما نقوله ” ثم أضاف ” ما حصل ويحصل يوميا في الاحواز يدخل في نفس السياق الممنهج ضد شعبنا منذ اليوم الأول بعد اجتياح الاحواز العسكري في العشرين من نيسان 1925 على عهد البهلوي وإنزال حكم الطوارئ في الاحواز، ثم استخدام كل جرائم التهجير والاعتقال لمن يعارضه أو يثور ضد سلطة الاحتلال ، وقد ورثت نفس المنهج قيادة الاحتلال الإيراني الجديدة المتخفية باسم الدين وكتاب الله.
لقد مارسوا السياسة التوسعية بل ازدادت وتنوعت الأساليب والخطط الرامية إلى قمع وتنمية شعبنا بعد أن مورست كل الجرائم، على خلفية تمسك شعبنا بثورته واستعادة وطنه المغتصب وكلما توسع الاحتلال بجرائمه على شعبنا ، في المقابل فإن شعبنا يواجهه بالرفض الواسع حتى أصبحت مواجهة شعبنا بالوسائل التقليدية من قبل المحتل لا تكفي لقمع شعبنا، بعد أن خرج الاحوازيون في شوارع الاحواز، في المدن والقرى والأرياف وانطلقوا اعلاميًا من المحيط المحلي في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وأصبحت القضية الأحوازية تطرح نفسها في العالم وخاصة العالم العربي، منذ ما يقارب ثلاثة عقود وأصبح المحتل الإيراني (الفارسي)
يدرك تمامًا أن أبناء الأحواز وانطلاقتهم الجديدة خارج الحدود ستحصل على تأييد في العالم الحر والمؤسسات الدولية الاعلامية والحقوقية والسياسية .” ثم قال أبو نضال “الاحتلال بدأ يخطط لإخلاء الأحواز من سكانها بشكل جدي بعد أن فشلت البرامج والخطط السابقة، مثل سياسة التفريق والتغيير الديمغرافي الممنهج، والمجيء بالمستوطنين وتوظيفهم وإعطائهم كل الإمكانات، وبناء المستوطنات لهم وآخرها خطة الاحتواء المعروفة، حيث بدأوا بالمخطط الجديد وكشفت (وثيقة ابطحي ) عام 2005 التي على أثرها انتفض شعبنا بالرفض الكامل واعتقال المئات، وإعدام العشرات من أبناء شعبنا، كان قد بدأ المحتل بخطة وهي (سلاح المياه) منذ وقت طويل نهايته الثمانينيات في القرن الماضي على عهد الرئيس دولة الاحتلال آنذاك المقبور رفسنجانی، وقد بدأ بناء السدود في شمال الاحواز من أجل قطع أهم مصدر للحياة في الاحواز كافة، وإنشاء أول سد ترابي عملاق على نهر الكرخة المعروف بسد (قاتل العرب) (عرب كش) وفيه طول الحوض 80 كم وعرضه 20 كم في شمال الأحواز وبناء سد كارون واحد و ثاني وثالث ورابع وغيره من سدود على طول الحدود الأحوازية، ويذكر أن ثاني أهم السدود( سد كتوند المالح ) بحيث إن ملوحة المياه تزداد خمس أضعاف الملوحة التي هي في مياه البحر من أجل تدمير ما تبقى من الأراضي الزراعية في الاحواز، وقد اعترف بذلك الاحتلال الإيراني أيضًا، التي تم اقامتها على الحدود التاريخية والطبيعية والقانونية للأحواز في مشارف ووسط جبال زغروس المرتفعة جدًا عن باقي الأراضي الاحوازية، ولفترة 20 عاما استخدم الاحتلال الإيراني سياسة التعطيش والتجفيف لكل الاحواز، ومن أهمها الأهوار، منها هور العظيم على الحدود الطبيعية بين القطرين الاحواز والعراق الشقيق، الممتد من مدينة البسيتين في غرب الاحواز ومدينة العمارة العراقية وصولا إلى مدينة المحمرة وعبادان، ,إلى البصرة العراقية حيث يتشكل شط العرب من المياه المشتركة بين العراق والأحواز ومنها مخرج العظيم اتجاه الخليج العربي، وهور الفلاحية أيضا من أكبر الاهوار، وموقعه الجغرافي في مثلث مدينة عبادان ودور خوئن ومدينة الفلاحية، والنهر العملاق نهر كارون والكرخة والجراحي وأنهار كثيره جففت و نقلت المياه إلى وسط بلاد فارس منها كرمان وأصفهان وقم
ورفسنجان ومحافظات أخرى ويعلم الجميع أن الاحواز جغرافيا تقع في منحدر جغرافي وهم منعوا وصول المياه للأحواز، و ليس فقط منعوا مياه الزراعة بل لا توجد مياه للاستخدام اليومي للمواطنين ، وكل المتابعين للشأن الأحوازي يعلمون ماهية المظاهرات والاحتجاجات التي حصلت في المدن الأحوازية، في الأعوام الأخيرة بسبب قلة المياه وتدمير البيئة، والغبار المتصاعد”. وأضاف ” كل ذلك يدخل في مشروع التطهير العرقي والتهجير، والمعروف أن شعبنا واجه هذه السياسة في صدور عارية وبكل الاشكال وخرج للشوارع من أجل حماية أهله، وضد سياسة نقل المياه إلى العمق الفارسي، ومنها انتفاضة العطش العام الماضي في الكثير من المدن الأحوازية ومنعت الزراعة والمشاريع الصناعية في الاحواز قاطبة، ثم اوقفو ا مشاريع السمك بأمر من الحاكم العسكري شريعتي (استاندار) في الاحواز، الذي أخذ عنوان (قاتل العرب) لكن كل هذه الجرائم لم توقف أبناء الاحواز عن مواجهة المحتل، فأصوات الأحوازيين ترتفع وتتوسع في الداخل والخارج، حتى أصبح الحراك الشعبي يعم دولة الأحواز كافة، والكثير من عواصم العالم،، وخاصة في مراكز حقوق الإنسان والحريات، وكان حضور أبناء شعبنا على أرض الوطن، كما شاركت كل أطياف الشعب الأحوازي من رجال ونساء مما أعجز العدو من مواجهة شعبنا، وفي الآخر راح يستخدم المياه الجارفة، للنيل من إرادة شعبنا الباسل ولكن شعبنا ومع كل الأضرار والجرائم والممارسات الوحشية ضده مستمر بمقاومة سياسة الاحتلال الإرهابية وآخرها قضية فتح نوافذ كل السدود في شمال الاحواز، ويضاف إلى ذلك قطع وصول المياه للأهوار الأحوازية والمخارج الطبيعة لنهر كارون والكرخة اتجاه الاهوار والخليج العربي وعدم تنظيف الأنهار المذكورة، وبناء مشاريع سياحية واقتصادية في وسط نهر كارون وبناء السواتر الترابية من أجل الحفاظ على المشاريع الاستيطانية في هور العظيم, وهور الفلاحية الاقتصادية واستخراج النفط مع الحرس الارهابي حيث زارها الارهابي قاسم سليماني وادخل الحشود الارهابية ومنهم حزب الله اللبناني، وإرهابي النجباء العراقية، من أجل قمع أبناء شعبنا وحماية تواجد المحتل والحفاظ على مصالحه ووجوده على أرض الأحواز كما عمل في سورية والعراق واليمن وغيرها وإقامة المستوطنات ، ومزارع قصب السكر التي تعد آلاف الهكتارات التي سلبت من الفلاح الاحوازي وسلمت إلى شركات تختص بمشاريع استيطانية من أجل جلب المستوطنين وتجويع الاحوازيين وتهجيرهم من قراهم، في المقابل فتح السواتر إلى الأرضي الزراعية والقرى والمدن الأحوازية وقتل المواطنين المدافعين عن قراهم من اجتياح المياه إلى قراهم ومنازلهم ومنها قرية الجليزي، منهم الشهيد عبود الجليزي الذي عرف بشهيد السواتر الذي قتل برصاص الحرس الإرهابي الإيراني واعتقل المئات من أبناء الاحواز بعد أن خرجوا لنصرة أهلهم في المدن والقرى الاحوازية المنكوبة تحت شعار الفزعة الوطنية التي جسدت روح الوحدة الأحوازية بعد أن تخلى الاحتلال الإيراني عن مساندة المنكوبين ، وتكشفت خيوط المخطط انه ينوي تهجير الاحوازيين من موطنهم الأصلي إلى بلاد فارس واعتراف بعض مسؤولي الاحتلال أن الفيضانات تمت بفعل فاعل على لسان الحيدري ، وغيره وهم يعدون من أركان النظام”.
ثم قال ” الخسائر لاتعد من ولا تحصى، والأهم من ذلك أنه ليس هناك هيئة دولية أو مستقلة أو حتى من أوساط أبناء شعبنا يشرفون على هذا الأمر، والاحتلال يمنع الوصول إلى هذه المعلومات، نعم ليس هناك إحصائية دقيقة ، بعد أن اجتاحت المياه الجارفة ما يقارب 300 قرية ومدينة من شمال الاحواز وصولا إلى هور العظيم غربا وإلى مدينة عبادان والمحمرة جنوبا وهناك ما يقارب من 100 الف وحدة سكنية غمرتها المياه وأعلنت عنها سلطات الاحتلال في الاحواز والأراضي الزراعية الشاسعة من مزارع الرز والقمح والنخيل والبساتين، ناهيك عن الطرق والوسائل والخدمات الصحية والخدمية والمدارس ، ولعل شجاعة الاحوازيين وبسالتهم
مشهود بها وشاهد الجميع مواقف الرجال والنساء عبر التواصل الاجتماعي كيف تصدى أبناء الاحواز للفيضانات المتعمدة، ورفض كل القرارات من أموال واعطاءهم وحدات سكنية في وسط بلاد فارس، لتهجيرهم إلى هناك ، وقد تم طرد مسؤولي الاحتلال الإيراني، الذين جاؤوا في زيارات ميدانية كان المقصود منها تبييض وجه المحتل ومنهم الارهابي( نقدي ) و(الشيخ الحيدري ويعتبر من أكبر رجال النظام، وهو عضو مجلس صيانة الدستور ومصلحة النظام) و(الحاكم العسكري شريعتي والكثير من قيادات الاحتلال ) حيث عدت عملية التصدي لهم بمثابة محاكمة ميدانية للمحتلين من قبل أبناء شعبنا الباسل للمحتلين وارهابهم على أرض الاحواز ، و نقول لشعبنا المقاوم الصابر أن ما حصل على مدى عمر الاحتلال منذ 94 عام استخدم العدو كل أنواع الإجرام وانت الذي خرجت بها من منتصرا وتتقدم من موقع إلى موقع إلى الأمام ، وتمكنت دائما من إفشال الخطط الرامية إلى قتل الروح الوطنية والتمسك بوطنك وطن الآباء والأجداد والمقاومة الشرسة التي قمت بها يشهد بها الجميع وعلى طول عمر الاحتلال”. ثم قال ” أرض الاحواز ارتوت بالدماء الطاهرة من الشهداء وأصبحت كل قطرة دم لمواطن احوازي على أرض الاحواز تنتج آلاف المناضلين من رجال ونساء حتى أصبحت الاحواز في قلوب كل الاحوازيين من شمالها إلى جنوبها من غربها إلى مشرقها، ولعل فزعة الصمود والوحدة خلال الفيضانات كانت الانطلاقة الجديدة نحو النصر وإعادة سيادة دولة الاحواز وكرامة شعبها. وقضية الفيضانات المتعمدة كشفت كل المخطط الرامي إلى تهجير الشعب الاحوازي من وطنه وصهره في بلاد فارس، ولكن مقاومته وتمسك شعبنا بات هو الانتصار الجديد في معارك مع العدو الغاشم الإرهابي، وهذا النصر سيسجل في تاريخنا الاحوازي كأحد الانتصارات المهمة، إنها معركة من أكبر المعارك التي خاضها شعبنا وسينتقل إلى المعركة القادمة وهي معركة الانتصار الأكبر تحرير الأرض والإنسان الأحوازي. ان شعبنا خسر الكثير من الأموال والممتلكات المنقولة وغير المنقولة واعتقال المئات من خيرة أبنائنا حُماة الوطن وحراس السواتر، وهم جزء من حماة الوطن والكرامة، في المقابل كان الربح والمحصول أكثر وأكبر لأن الموقف الموحد لمواجهة سياسة الاحتلال سيكون هو سر نجاحكم بالتحرك نحو النصر والتحرير، وأيضا بموقفكم هذا كشفت كل جرائم المحتل، بفضل الكشف عن جرائم الاحتلال، وسنبقى نطارد المحتل، في كل مكان ومحاسبته أمام محاكم العالم على كل الجرائم الت ي قام بها ضد أبناء أرض الاحواز “.