سعيد عبد الرازق
دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة المنتشرة في إدلب في ظل تصعيد القصف من جانب قوات النظام وحلفائه، الذي طال إحدى النقاط الـ12 منذ أيام.
ودخل رتل عسكري من القوات التركية، فجر أمس (الأربعاء)، إلى الأراضي السورية عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب باتجاه نقاط المراقبة التركية.
وبحسب مصادر محلية، ضم الرتل العسكري التركي أكثر من 50 عربة عسكرية مدرعة، توزعت على نقاط المراقبة في تل العيس بريف حلب الجنوبي وتل الطوقان والصرمان بريف إدلب الشرقي. ورافقت التعزيزات العسكرية شاحنات تحمل مواد لوجيستية وغذائية.
ونشر الجيش التركي هذه النقاط في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2017، في إطار اتفاق مناطق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه في آستانة، في مناطق التماس مع قوات النظام.
وشهدت الأيام الأخيرة تكثيف قوات النظام هجماتها الجوية والصاروخية على محيط نقاط المراقبة التركية وصولاً إلى سقوط صواريخ على إحدى النقاط، يوم السبت الماضي، ووقوع عدد من الإصابات بين الجنود الأتراك، وقامت مروحيات تركية بنقل الجرحى تحت غطاء جوي من مقاتلات الجيش.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن جنديين تركيين أصيبا بجروح، نتيجة هجوم بقذائف «هاون» جرى تنفيذه انطلاقاً من أراض يسيطر عليها النظام السوري، على موقعٍ قريبٍ من نقطة مراقبة تركية في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، فيما قالت وكالة «الأناضول» الرسمية إن «الموقع جرى استهدافه بالمدفعية من قبل قوات النظام و(الإرهابيين الأجانب) المدعومين من إيران، ويقع بالقرب من نقطة المراقبة التركية رقم (10)، الواقعة في منطقة الزاوية جنوب إدلب وشمال غربي حماة».
في سياق قريب، أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبيرغ، زيارة إلى ولاية هطاي جنوب تركيا، قرب الحدود مع سوريا، وعقد لقاءات مختلفة برفقة نائب وزير الخارجية التركي، ياووز سليم كاران.
وزار ستولتنبيرغ المديرية العامة لإدارة الكوارث والطوارئ التركية في المدينة، وحضر اجتماعاً مع المسؤولين، وناقش التهديدات التي تتعرض لها.
وتلقى ستولتنبيرغ، معلومات من مدير دائرة الهجرة العامة، عبد الله أياز، عن مكافحة تركيا الهجرة غير النظامية، وعودة 320 ألف شخص لمناطقهم في منطقتي عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، عقب «تطهيرهما» من تنظيم داعش الإرهابي ومسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية.
وجرت الزيارة، التي استهدفت أنقرة منها إطلاع ستولتنبيرغ عن قرب على الجهود التي تقوم بها من أجل تأمين عودة السوريين إلى أراضيهم والتهديدات التي تواجهها من داخل سوريا وحاجتها إلى تأمين حدودها، على هامش زيارة الأمين العام للناتو إلى تركيا للمشاركة في اجتماع «مجلس شمال الأطلسي»، الذي يعد الهيئة الرئيسية لصنع القرار في حلف شمال الأطلسي، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الـ25 لـ«الحوار المتوسطي».
وفي الوقت ذاته، افتتحت الخارجية التركية مكتباً تمثيلياً في ولاية هطاي لمتابعة التطورات داخل سوريا عن كثب، خصوصاً المتعلقة بالمهاجرين.
وقال نائب وزير الخارجية التركي ياووز سليم كاران، بعد تفقده المقر الجديد، إن المكتب بدأ تقديم خدماته منذ أول من أمس (الثلاثاء)، وإن افتتاح المكتب التمثيلي في هطاي جاء نتيجة للأهمية التي تتمتع بها الولاية في السياسة الخارجية، ولمتابعة التطورات داخل سوريا عن كثب، خصوصاً المتعلقة بالمهاجرين.
وأشار كاران إلى أنه تم تعيين سردار جنكيز، ممثلاً لوزارة الخارجية في هطاي، قائلاً إن مراسم الافتتاح الرسمي للمكتب ستجرى في أقرب وقت.
المصدر: الشرق الأوسط