هبة محمد
تقدمت قوات النظام السوري في ريف حماة، وتمكنت من السيطرة على 7 بلدات بعد قصف المنطقة بجميع أنواع الأسلحة وتهجير أكثر من 200 ألف مدني وقتل العشرات. وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الرائد يوسف حمود إن قوات النظام السوري تقدمت في محور قلعة المضيق – التوينة، وسيطرت على عدد من القرى والبلدات وهي «الكركات وتل هواش والتوينة والشريعة والشيخ إدريس وباب الطاقة» بعد ان اتبعت سياسة الارض المحروقة في قصف قرى ومدن إدلب وريف حماة وهذا أيضاً ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأدى القصف الجوي الكثيف على المنطقة إلى تهجير أكثر من 200 الف نازح وعلى إثره نفذت القوات المهاجمة اجتياحاً برياً باتجاه كفرنبوذة حيث سيطرت على تل عثمان والجنابرة ثم كفرنبوذة، في ريف حماة الشمالي الغربي، والتي شهدت مقاومة عنيفة على يد أبناء المدينة غير المنتمين لأي فصيل عسكري من الفصائل المتواجدة في المنطقة، وهو ما دفع موسكو إلى امطار الاحياء السكنية والخطوط القريبة بمئات الغارات والصواريخ الشديدة الانفجار حتى تمكنت من الدخول اليها، وواصلت تقدمها إلى تل الهواش، ثم اقتحمت الخميس قلعة المضيق وقرية التوينة.
العمق الذي ترغب فيه موسكو «يقدر عسكرياً من خلال أول قذيفة خرجت من المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية والسورية باتجاه خط الجبهة حيث بدأت تطال قذائف الراجمات والمدفعية حتى 15 ميلاً ثم تلى ذلك الحملة الجوية التي طالت عمقاً أكبر وصولاً إلى جبل الزاوية».
مدير الخوذ البيضاء مصطفى الحاج يوسف اكد لـ «القدس العربي» مقتل ثمانية مدنيين الأربعاء، أربعة منهم في مدينة خان شيخون أحدهم طفل وإصابة 26 آخرين بينهم 10 أطفال وست نساء، في المدينة التي استهدفها الطيران بـ25 غارة جوية، إضافة لقصفها بـ140 صاروخ راجمة و35 قذيفة مدفعية، وثمانية براميل متفجرة ألقاها الطيران المروحي، نتج عنها أيضاً حريقان ودمار كبير. مؤكداً استهداف بلدة الهبيط بـ120 صاروخاً وقذيفة مدفعية بالإضافة لعشر غارات من الطيران الحربي وأربعة براميل من المروحي، إضافة لقصف بـ120 صاروخ راجمة استهدف القصابية وحرشها، «حيث أسعفت فرق الدفاع المدني المصابين، وانتشلت جثامين الشهداء، وأخمدت حرائق نتجت عن القصف وتفقدت الأماكن المستهدفة». في حين تأتي عمليات السيطرة هذه مع توقف للقصف الجوي يوم الخميس، باستثناء تنفيذ الطائرات الروسية غارة جوية على قرية العنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة، كما تراجعت حدة القصف البري بشكل كبير.
وأدانت ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، استهداف المدارس والمستشفيات بالبراميل المتفجرة، في منطقة خفض التوتر في إدلب شمال غربي سوريا، ووصفته بأنه «ينتهك القانون الدولي». وأشارت موغريني إلى أن شمال غربي سوريا شهد وقوع عشرات الضحايا، وتهجير آلاف المدنيين مؤخرًا جراء الحملة التي تقودها روسيا، وشددت على أن الاتحاد الأوروبي يؤكد على ضرورة معاقبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وحذرت من أن حياة نحو 3 ملايين مدني مهددة بالخطر في إدلب.
وفي هذا الاطار أحصى فريق «منسقو استجابة سوريا»، المدارس والمنشآت التعليمية التي تعرضت للقصف من قبل قوات النظام وروسيا في إدلب وريفها، خلال خمسة أشهر مضت، وذكر الفريق في بيانه؛ أن عدد المدارس المستهدفة من قبل قوات النظام وروسيا منذ حلول شهر كانون الثاني/يناير من العام الجاري وحتى السابع من أيار، بلغ 44 مدرسة ضمن المجمعات التربوية التابعة لمديرية والتعليم في محافظة إدلب. وناشد فريق الاستجابة جميع الجهات المعنية بالضغط على الطرف الروسي والنظام، للتوقف عن استهداف المنشآت التعليمية في المنطقة. الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثقت بدورها مقتل 145 مدنياً نتيجة استهدافهم من قبل قوات حلف النظام وروسيا، ، بينهم 26 طفلًا و 24 سيدة.
المصدر: القدس العربي