أكرم عطوة
الحقيقة الأولى التي يجب أن يعرفها الجميع.. أنه في ظلّ وجود هذه الأنظمة.. لا يمكن تحقيق أيّ إنجاز حقيقي من أجل فلسطين.. بل بالعكس سيغتصب الصهاينة المزيد من الأرض العربية.
والحقيقة الثانية أنه لو أنصف الصهاينة.. لجعلوا الحاكم العربي صنمهم المقدس ..
فالشهيد أحمد موسى سلامة .. وهو أول شهيد في الثورة الفلسطينية التي انطلقت في بداية عام 1965 .. وهو الذي نفّذَ مع رفاقه العملية الأولى لقوات العاصفة .. وهي عملية تفجير نفق عيلبون في ليلة 1- 1- 1965 .. قتل هذا البطل بعد عودته مباشرة وبرصاص الجيش الأردني.
والشهيد جلال كعوش وهو أول شهيد للمقاومة الفلسطينية فوق الأراضي اللبنانية. وكان القائد العسكري لقوات الثورة الفلسطينية في منطقة صيدا .. اعتقلته أجهزة الأمن اللبنانية .. ثم أعادته إلى ذويه جثه هامدة.. بتاريخ 9/1/1966 .
وتوضّعت روحُنا في كفِّنا
وانطلقنا نفتدي أرض الجدودْ
فتغلّقت في وجهنا تلك الحدودْ
وتحلّقت من حولنا كلُّ القيودْ
وتأوّهت حسرةٌ في صدرنا
تقول لنا في سرِّنا
“يعزُّ علينا غداً أنْ تعودْ .. رفوف السنونو ونحن هنا”
لن ننسى مهزلة جيش الإنقاذ، والأسلحة الفاسدة، وماكو أوامر …
ولن ننسى مجازر أيلول الاسود، وتل الزعتر .. ومسلسل التآمر والتخاذل الذي مازال مستمرا ..
بالأمس كان اتفاق أوسلو وهو صفقة القرن الماضي .. وغدا ستكون صفقة أخرى في هذا القرن.
وهكذا تتوالى الصفقات .. فمن (كامب ديفيد) إلى (وادي عربة) .. إلى ما يسمى بـ (مبادرة السلام العربي( .
لكنّنا وإنْ طال ليلُنا
وأمعن الظلمُ في ظلمِنا
سيبقى الأملُ في قلبنا
تغنيه فيروزُ لنا
“سنرجعُ يوماً إلى حينا”
في هذه الذكرى للنكبة.. تحيّة إلى كلّ من يتصدّى لهذه الأنظمة العميلة والمستبدّة (كافة الانظمة العربية، وبلا استثناء).. واللعنة.. لعنة التاريخ والشعوب على من سخّر جهده وقلمه للدفاع عن أيّ نظام عربي.