هبة محمد
قتل 18 مدنياً أمس الأربعاء، معظمهم من النساء والأطفال وأصيب العشرات بجروح خطيرة، في سلسلة مجازر تأتي في سياق سياسة النظامين السوري والروسي، الوحشية، اذ تقود موسكو بشراكة مع النظام السوري هجمة عنيفة ضد المدنيين في محافظة ادلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، حيث أسفرت الغارات الجويّة للطائرات الحربية والمروحية، والصواريخ الشديدة الانفجار التي سقطت على بلدة سرجة في ريف إدلب الجنوبي، إلى مقتل سبعة مدنيين على الأقل بينهم خمس سيدات وطفل، وإصابة أكثر من 10 آخرين بجروح خطيرة، وعملت فرق الدفاع المدني على انتشالهم وإسعاف المصابين، حيث أحرقت الصواريخ التي استهدفت بلدة كفر حلب أجساد عدد من أبنائها وتسببت بتفحم جثثهم. يجري ذلك حيث رصدت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مؤلمة من الدماء والجثث المتفحمة والدمار وسط مطالبات غاضبة من الأهالي بفتح الحدود التركية أمام الفارين من جحيم الغارات السورية – الروسية.
وذكر فريق الخوذ البيضاء ان 3 مدنيين من عائلة واحدة، قتلوا، وهم رجل وطفلاه، وأصيب آخران من العائلة ذاتها، جرّاء استهداف بلدة البارة بالبراميل المتفجرة، ألقتها طائرات مروحية فجر الاربعاء، مستهدفة منازل مدنيين وإحدى المدارس. في حين نفذت طائرات النظام الحربية المزيد من الغارات مستهدفة القطاع الجنوبي من ريف إدلب، ليرتفع عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية على منطقة «خفض التصعيد» خلال ساعات صباح الأربعاء، إلى 71 غارة حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
مدير الدفاع المدني السوري في ادلب، قال لـ»القدس العربي» ان إحصائية الثلاثاء انتهت بتوثيق مقتل 13 «شهيداً بينهم سبعة أطفال، وأربع نساء، و50 مصاباً، بينهم 23 طفلاً، وثماني نساء حصيلة الشهداء والجرحى اليوم في ريف إدلب». وكانت مدينة خان السبل في ريف ادلب الشرقي في صدارة المدن المستهدفة، فقد قتل فيها خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال وامرأة وأصيب 21 آخرون بينهم 10 أطفال وامرأة، بعدما تعرضت لأربع غارات من الطيران الحربي، و16 برميلاً ألقاها الطيران المروحي، ونتج عنها أيضاً دمار في المنازل والممتلكات وحرائق في المحاصيل الزراعية.
وأصيب 14 مدنياً بينهم تسعة أطفال وامرأتان ومتطوع من الدفاع المدني في كفرعويد التي تعرضت لغارة جوية وقصف بقذائف مدفعية، كما أصيب ثلاثة مدنيين في مدينة كفرنبل التي تعرضت لقصف بـ16 صاروخاً بعضها استهدف مشفى الحكمة وأدى لخروجه عن الخدمة فضلاً عن ثلاث غارات بالطيران الحربي.
وشنت المقاتلات الحربية غارات استهدفت ارياف ادلب وحماة وحلب، وقصفت كلاً من بلدة كفرسجنة ومحيطها، كما استهدفت قرية موقا، والطريق الدولي وبلدة حيش، والنقير وترملا وحزارين، ومعراته وأطرافها ونتج عنهما حريق في المحاصيل إضافة إلى استهداف قرى في جبل شحشبو والحامدية جنوب معرة النعمان، وأطراف مدينة سرمين، والهبيط، ومدينة خان شيخون.
كما استهدف الطيران المروحي بلدة القصابية ببرميلين و15 أسطوانة متفجرة، وقصف الهبيط ومزارع جنوب خان شيخون ونتج عنها دمار كبير في المنازل والممتلكات، وقصفت قوات النظام قرية عابدين وأطرافها بـ175 قذيفة مدفعية، وخان شيخون بـ30 قذيفة مدفعية أدت لدمار في المنازل والممتلكات.
وأسعفت فرق الخوذ البيضاء المصابين وانتشلت جثامين القتلى وأخمدت حرائق نتجت عن القصف والغارات، كما أنهت الفرق عمليات البحث والإنقاذ في مدينة أريحا بعد 21 ساعة عمل، بعثورها على جثماني امرأة وابنتها كانتا مفقودتين.
ونتيجة لمواصلة التصعيد، دعا نشطاء معارضون في محافظة إدلب، وجهاء المنطقة والمدنيين وأهالي المخيمات إلى الخروج في تظاهرات شعبية عارمة استنكاراً للصمت التركي والدولي، مطالبين بفتح الحدود أمام الهاربين من البطش والاجرام الروسي والسوري، تحت شعار «وقف إطلاق النار أو كسر الجدار».
ونشر الناشطون دعوتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قالوا فيها «اننا في مواجهة مفتوحة بين عدو مجرم ومدنيين لا يملكون وسائل الدفاع عن أنفسهم، فلا بد للمدنيين في إدلب من البحث عن خيارات ضمن ما هو متاح، بالتوازي مع الجهد الدفاعي الذي يقوم به الجيش الحر، ولذلك تداعى ناشطون لمسيرة مليونية واعتصام باتجاه الحدود التركية لمحاولة إزالة هذا الحائط المشين تحت شعار: «افتحوا الحدود لا نريد أرضاً تحكمها روسيا ولا نريد لأجساد أطفالنا أن تُمزّق».
وكتب ناشطون في إدلب ان الدعوات للتظاهر جاءت رفضاً للاستكانة «لجحيم بوتين، وصمت الضباع من حوله والندب والبكاء والاستغاثة بالظالمين لن تجدي نفعاً لا بد من التحرك الشعبي للبحث عن البدائل، «ذاهبون إلى أوروبا بحثاً عن السلام، في جمعة الزحف لكسر الحدود» وحدد القائمون على التجمع، ساحة سرمدا طريق باب الهوا، يوم الجمعة بعد صلاة، والانطلاق باتجاه باب الهوا على الحدود السورية التركية.
من جهته، قال الائتلاف السوري المعارض ان المجتمع الدولي مطالب بإيجاد آليات لوقف مجازر النظام وروسيا، ووثق خلال الساعات الماضية «ارتكاب قوات النظام وطائرات الاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية 4 مجازر في إدلب وحلب، حيث استهدف القصف أكثر من 35 مدينة وبلدة». وطالب الأطراف الفاعلين في المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم بشكل فوري وعاجل، لتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والعمل على فرض وقف لإطلاق النار وإلزام النظام بالرضوخ لمتطلبات الحل السياسي.
المصدر: القدس العربي