خسر فلاحو ريف حماة محاصيلهم الزراعية بشكل شبه كامل، بسبب تصعيد مليشيات النظام الروسية، وتقدمها البري، وحملة القصف، الجوي والبري، المستمرة منذ بداية شهر أيار/مايو الماضي، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
أهالي 20 قرية وبلدة على الأقل في سهل الغاب، وصولاً إلى كفرنبودة على أطراف السهل شرقاً، خسروا أراضيهم وجزءاً كبيراً من ثروتهم الحيوانية ومحاصيلهم الزراعية التي استولت عليها المليشيات بعد أن تمددت في المنطقة مؤخراً.
الأراضي التي خسرها الفلاحون من السهل لصالح المليشيات تعادل نصف المساحة المستثمرة، وتقع في نطاق عمل دائرتي كفرنبودة وقلعة المضيق التابعتين للمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية في حماة، التابعة لـ”الحكومة المؤقتة”، والتي تأسست في 24 كانون الأول 2019 ومركزها قرية العمقية.
تقوم المليشيات منذ أسبوعين بجني المحاصيل في سهول القرى التي سيطرت عليها، وتبيعها في أسواق مدن حماة ومصياف والساحل بنصف قيمتها. المحاصيل التي نضجت والتي يمكن للمليشيات “تعفيشها”، هي البطاطا والشعير وجزء من محصول القمح المزروع في وقت مبكر، وأنواع مختلفة من الخضروات، والبقوليات كالعدس والحمص، بالإضافة إلى “تعفيش”، وبيع الأسماك من الأحواض المائية على جانبي مجرى نهر العاصي.
الأنواع المختلفة من الأسماك التي تربى في الأحواض المائية في سهل الغاب يتم بيعها في أسواق الساحل وحماة بنصف القيمة، بسعر لا يتجاوز 300 – 400 ليرة للكيلو الواحد، ولكيلو الشعير 50 ليرة، وللبطاطا 80 ليرة، وهي أسعار تقل عن الأسعار النظامية بما يعادل النصف تقريباً.
المزارع محمد حسيان، أكد لـ”المدن”، أنه خسر عشرات الهكتارات من الأراضي المزروعة بمحصول البطاطا قرب كفرنبودة بريف حماة، والتي سرقتها المليشيات، وأتلف جزء منها بسبب المعارك. وبحسب حسيان، تزيد تكلفة زراعة الهكتار الواحد من محصول البطاطا عن 2000 دولار، وهي من أكثر المحاصيل الزراعية تكلفة في المنطقة، فيما خسائر مزارعي البطاطا في ريف حماة كبيرة جداً، وتقدر بمئات الآلاف من الدولارات، وغالبية المزارعين يعتمدون في تمويل مشاريع زراعة البطاطا على الاستدانة الأمر الذي زاد الأمر سوءاً بالنسبة للفلاحين.
أما ما تبقى من سهول حماة والتي تقع في نطاق عمل دائرتي الزيارة وكفر زيتا فقد تعرضت لقصف المليشيات المباشر خلال الشهر الماضي، جواً وبراً، والتهمت الحرائق مساحات واسعة من محاصيل القمح الشعير، وأجبر الأهالي على النزوح بسبب القصف وتركوا محاصيلهم المروية في المرحلة الثانية من نضجها وهي بحاجة للري والرعاية، لذا تلف جزء كبير منها ولم يعد بمقدور الفلاحين حصاد الجزء المتبقي، والذي يعتبر خطراً في ظل القصف الوحشي المستمر على المنطقة.
وتمتاز منطقتا كفرنبودة وكفرزيتا بزراعة محصولي البطاطا والقمح، ويعتبر القمح بنوعيه القاسي والطري، في قائمة المحاصيل المزروعة في سهل الغاب أيضاً، وكانت المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية في حماة قد قدرت مساحة الأراضي المتوقع زراعتها بالقمح لموسم 2019 بـ 18 ألف دونم من القمح القاسي غير المروي، و54 ألف دونم من القمح الطري المروي، و78 ألف دونم من القمح القاسي المروي، وقدرت مساحة الأراضي المزروعة بالبطاطا الربيعية ب 15 ألف دونم، والذرة 20 ألفاً، والفاصولياء والبندورة والخيار عشرة آلاف دونم لكل نوع، والفليفلة 70 ألف دونم، والباذنجان 70 ألفاً، ومحاصيل أخرى كالعدس والحمص والفول وغيرها.
المصدر: المدن