سيأتي مُتأخراً..
لكنّه سيأتي
كمطرٍ من بعد جفافْ
كزيتونٍ يَنتظر القطافْ
سيأتي مُتعباً ..
لكنّه سيأتي
كفارسٍ يَمتطي المستحيلْ
يُعانق الغيمة .. كالنخيلْ
ذاك الذي انتظرناه في برد الشتاءْ
في العراءِ ..
وفي الرمضاءْ
في خيام اللجوءِ
في غرف الجوعِ
وفي بيوت الفقراءْ
في أقبية السجونِ ..
وحين تُغلق العيونْ
سيأتي قبل أن يأتي الصباحْ
وقبل أن تَخرج الشمس من زنزانة الموتى
ومن قصور الأمراءْ
سيأتي حاملاً قَبساً ..
من نورٍ لا ينطفئْ
يُضيء شموعنا المطفأةْ
ويَمسح دموعنا المختبئةِ
في أعين الأطفالِ ..
في غضب الكبرياءْ
يَتخطى حاجز اليأسِ
جدار الخوفِ
فلسفة الجبناءْ
عُروش الذُلِّ
حصون الغرباءْ
يَنتزع الثورة من عجزها ..
من قيدها
ومن تَسلّط الأخوة الأعداءْ
من المتهالكين على مقعد وهمٍ
عند أقدام قيصرْ
من الصاعدين على جماجم الشهداءْ
سيأتي .. وإن تأخرْ
ليَنتزع وردةً حمراء من رايةٍ خضراءْ
ليلتحمَ مع عَلَم الوطن المجزّأ في خارطة الطريقْ
في سياسة التمزيقْ
ليلتحمَ مع عَلَم الوطن المتوحّد فينا ..
كشريعة السماءِ .. كعزيمة الأنبياءْ
لن تستطيع رياح المساءِ
أن تُطفئ نوراً وصلْ
لن تستطيع عيون السلاطين
أن تَهزم رسول الأملْ
سيأتي مُتعباً .. بلا كسلْ
سيأتي مُتأخراً .. بلا كللْ
سيأتي مُبتسماً .. بلا خوفٍ
بلا وجلْ
سيأتي .. سيأتي
وحينما يأتي
ستأتي للظالمين .. ساعةُ الأجلْ
محمد عصام علوش رُوي أنَّ هذه العبارة وردت أوَّلَ ما وردت على لسان الشَّاعر أبي الفتح محمد بن محمود بن...
Read more