هبة محمد
قتل 29 مدنياً، خلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، من ضمنهم 14 مدنياً لقوا مصرعهم الخميس بينهم سبعة أطفال تفحمت جثة أحدهم بشكل كامل، إضافة إلى مقتل ثلاثة متطوعين من «منظومة إسعاف» إنسانية، وإصابة أكثر من 30 آخرين، بينهم نساء وأطفال، بجروح حالة معظمهم حرجة، وذلك في أعقاب حملة جديدة يشنها سلاح الجو الروسي والسوري بعشرات الغارات الجوية ومئات القذائف الصاروخية والمدفعية على مدينة إدلب والارياف القريبة منها في المحافظة وريفي حماة واللاذقية شمال غربي سوريا.
وقالت مصادر ميدانية لـ » القدس العربي» إن الطيران الحربي قصف بالصواريخ أطراف أوتوستراد ادلب – باب الهوى، بالقرب من مدينة معرة مصرين شمال محافظة ادلب، وذلك في إجراء جديد وسّعت خلاله القوات المهاجمة نطاق المناطق المستهدفة، ووضعت مدينة إدلب وضواحيها الشمالية الملاصقة للحدود التركية في مرمى نيرانها. المرصد السوري لحقوق الانسان، قال ان «الإجرام المتواصل للنظام السوري تسبب بمقتل وإصابة نحو 50 مدنياً، قضى بعضهم في مجازر نفذتها طائرات النظام الحربية بقصفها الريف الإدلبي خلال اليوم الـ 52 من التصعيد الأعنف».
ونفذت طائرات النظام الحربية غارات عدة حسب المرصد السوري هاجمت خلالها مدينة معرة النعمان حيث استهدفت احدى الغارات سيارة لأحد منظومات الإسعاف في المنطقة، قتل على إثرها 3 متطوعين، كما قصف طيران النظام الحربي بلدة حيش جنوب إدلب، وقرية المسطومة وقرية البارة مشيراً إلى ان «عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 35 شخصاً أصيبوا بجراح متفاوتة ضمن مناطق متفرقة تعرضت للقصف الجوي في ريفي إدلب وحماة».
مدير الدفاع المدني السوري في ادلب، مصطفى الحاج يوسف، اعتبر في اتصال مع لـ»القدس العربي»، انه لا شيء جديداً على الساحة مع مواصلة «مسلسل القتل والتدمير والتهجير المستمر منذ نحو شهرين» مضيفاً «كان لدينا الخميس مجازر راح ضحيتها 3 قتلى من المسعفين، و12 مدنياً في مناطق عدة، وسبق ذلك مجازر الأربعاء، راح ضحيتها 15 مدنياً بينهم 4 أطفال و32 مصاباً من ضمنهم 7 أطفال و7 نساء ايضاً».
وكشف المتحدث عن المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الأسد في بلدة بينين والتي راح ضحيتها 12 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال، وستة مصابين بينهم طفلان وامرأة، جراء غارة جوية استهدفت محال تجارية وطريقاً رئيسياً في البلدة، حيث انتشلت فرق الدفاع المدني جثث الضحايا من تحت الأنقاض.
كما قتل طفل وامرأتان وأصيب 14 آخرون بينهم خمس نساء وخمسة أطفال في بلدة كنصفرة جراء غارة جوية خلفت أيضاً دماراً كبيراً وأضراراَ جسيمةً في المنازل والممتلكات. وأحصى الدفاع أكثر من 15 مدينة وبلدة، ركزت قوات النظام السوري قصفها عليها، من بينها الأطراف الغربية لمدينة إدلب، وبلدة الشيخ مصطفى قرب معرة النعمان، وكفر سجنة، وحيش، ومدينة خان شيخون بسبع غارات إحداها بالقنابل العنقودية، وجبل الأربعين، وأطراف احسم، ومصيبين شرقي أريحا، وأطراف بلدة حاس، والطريق الدولي بالقرب من بلدة حيش، وأطراف مدينة أريحا، كما استهدفت المدفعية التابعة لقوات النظام بلدة ترملا بـ10 قذائف، وبلدة أرينبة، وبلدة ام الصير، ومدينة خان شيخون، وبداما.
من جانبه أوضح فريق استجابة سوريا الأوضاع الإنسانية والميدانية في شمال غربي سوريا، بعدما دخلت الحملة العسكرية الثالثة أسبوعها التاسع عشر مستهدفة عشرات القرى والبلدات عامة و»المنطقة المنزوعة السلاح» بشكل خاص. ووثق فريق «منسقو استجابة سوريا» أعداد النازحين خلال الحملة العسكرية الأخيرة حيث بلغت منذ بداية الحملة العسكرية نحو 85 ألف عائلة موزعين على أكثر من 35 ناحية في المنطقة الممتدة من مناطق درع الفرات وصولاً إلى مناطق الشمال السوري.
وقال مدير فريق الاستجابة محمد حلاج ان استهدافات الأسبوع الماضي أودت بحياة أكثر من 40 مدنياً بينهم 11 طفلاً، ليصل مجموع الضحايا المدنيين خلال الحملة العسكرية الثالثة إلى 769 مدنياً بينهم 221 طفلاً وعشرات الإصابات ودمار في الأحياء السكنية والبنى التحتية ضمن القرى والبلدات المستهدفة.
وأدان حلاج الأعمال العسكرية «العدائية» من قبل قوات النظام السوري وروسيا ضد المدنيين في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، معتبراً أنها سياسة رامية إلى إفراغ «المنطقة المنزوعة السلاح» من المدنيين. مطالباً المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين في محافظة إدلب، ودعا مدير فريق الاستجابة المنظمات والهيئات الإنسانية ببذل المزيد من الجهود وتقديم المساعدات العاجلة للنازحين المتضررين من الحملة العسكرية الأخيرة لقوات النظام وروسيا على المنطقة. كما وجه دعوات إلى المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا غير بيدرسون مطالباً إياه ببذل جهود حقيقية لوقف الاعتداءات على المدنيين في محافظة إدلب، وعدم الاقتصار على الاستماع لمطالب النظام السوري وروسيا فقط.
المصدر: القدس العربي