[vc_row][vc_column][vc_column_text]
يقول محمود عادل بادنجكي ” أثبت ترامب أنّه ينفّذ وعوده وأقواله، ويقلبها إلى أفعال، كما يحتاج بعد المساهمة في إفشاله سوتشي، أن يصفع الروس في سورية مجدّدًا ليثبت أنّه وإن تغاضى عن استفرادها بالملفّ السوريّ في الفترة الماضية، فلديه القدرة على تغيير المعادلة حين يشاء، لكنّ القضيّة السوريّة تفاجئنا دومًا بأنّها تسير خارج صندوق التوقّعات في معظم الأحيان”.
ما أشار إليه وزير الدفاع الأميركي (جيمس ماتيس)، من أن احتمال شن ضربة عسكرية جديدة ضد النظام السوري قائمًا إذا تم التأكد من إعادة استخدامه لغاز السارين، مبينًا في الوقت نفسه أن النظام استخدم غاز الكلور مرارًا كسلاح. وقال (ماتيس) خلال تصريحات للصحفيين: ” نشعر بقلق أشد إزاء احتمال استخدام السارين، لا أملك الدليل، ما أقوله هو نقلًا عن جماعات موجودة على الأرض، ومنظمات غير حكومية ومقاتلين، لذلك فنحن نبحث عن أدلة”. هذا الكلام الخطير، لابد من البحث في جديته، وكذلك مدى قدرة وسرعة الإدارة الأميركية في تنفيذه، وهي التي عودتنا على الكثير من التصريحات (الخلبية) قبل ذلك. خلا الضربة الوحيدة التي شنتها على الشعيرات بعد كيماوي خان شيخون. في هذا المنحى تم توجيه السؤال من جيرون إلى بعض الباحثين والمتابعين: هل يمكن أن تقوم أميركا فعلًا بضربة جديدة لبعض مواقع النظام السوري هذه المرة؟
الباحث السوري الدكتور مخلص الصيادي قال لجيرون ” لم أر في تصريح ماتيس شيئًا جديًا، أو يتضمن جديدًا في الموقف الأميركي، ولا أستغرب أن يكون هذا الموقف جزءً من مراوغة أميركية تصب في نهاية المطاف في مصلحة إعادة تأهيل نظام بشار الأسد ليستكمل بذلك الجهد الروسي في هذا المجال، والذي كان مؤتمر سوتشي إحدى تجلياته. لذلك لم يلفت تصريح وزير الدفاع الأميركي اهتمامي، ولم يدفعني إلى متابعته، أو إلى وضعه في سياق تطور جديد في الموقف الأميركي من الملف السوري عمومًا، أو من جزئية السلاح الكيماوي في هذا الملف”.
الكاتب والإعلامي أيمن عبد النور أكد لجيرون أيضًا أنه ” لا يمكن الحديث عن جدية أو عدم جدية بمثل هذه التصريحات، بل يمكن القول إنه يجب زرع أو إعلان مؤشرات وبذور لسيناريوهات، يمكن أن يتم استخدامها مستقبلًا إذا ما دعت لها الحاجة، أو مصلحة البلد،
لذلك يتم اعلان تصريحات تمهد للبناء عليها لاحقًا، إذا ما لزم الأمر فإنه يتم تحقيقها، وإذا لم يلزم الأمر وحققت البلد مصلحتها فلا داعي بالاستمرار، أو إنجاز وتحقيق هذه التصريحات على الأرض”. ثم تابع يقول “هذا التصريح مثله مثل غيره من التصريحات، يعني أنه يمكن أن تلجأ الولايات المتحدة لسيناريو يتضمن عمل عسكري إذا ما وجدت انها لم تستطع تحقيق مصلحتها بطرق أخرى”.
أما الباحث السوري محمود عادل بادنجكي فيرى غير ذلك إذ يقول ” ربّما من تجربتنا مع الولايات المتّحدة في فترة أوباما، كنّا نسمع جعجعة ولا نرى طحنًا، ورغم عدم توازن ترامب بالمجمل في سلوكه كرئيس للدولة العظمى، فإنّه أثبت أنّه ينفّذ وعوده وأقواله، ويقلبها إلى أفعال، كما يحتاج بعد المساهمة في إفشاله سوتشي، أن يصفع الروس في سورية مجدّدًا ليثبت أنّه وإن تغاضى عن استفرادها بالملفّ السوريّ في الفترة الماضية، فلديه القدرة على تغيير المعادلة وقت يشاء، لكنّ القضيّة السوريّة تفاجئنا دومًا بأنّها تسير خارج صندوق التوقّعات في معظم الأحيان.”
الدكتور خليل سيد خليل ناشط في الداخل السوري قال ” إن تصريحات ماتيس للصحفيين بأن الحكومة السورية استخدمت غاز السارين، وهو لا يملك دليل سوى من جماعات على الأرض ومنظمات غير حكومية ومقاتلين قالو قد استخدم ذلك، يشير إلى أنهم يبحثون عن أدلة، وأنا أرى أنها مسرحية من أجل تثبيت نفوذ، والبحث عن استراتيجية جديدة حيال سورية، لإنتاج ديناميكية دولية وإقليمية في الملف السوري. وبالتالي صياغة خطة جديدة غربية مشتركة ليكون لها وزنها في مرحلة تصفية الحرب في سورية ودورها الحاسم في التوازنات الإقليمية، ولبقاء القوات الأميركية، لأجل غير معلوم، ولكيلا يكون للروس استفراد بالقرار السوري وانفرادهم بالحل، وهي محاولة من الولايات المتحدة الأميركية إعادة دورها من خلال الضغط لكي تكون هي صاحبة الحل”.
الكاتب والمعارض السوري عزت شيخ سعيد قال لجيرون ” لم تكن الولايات المتحدة الأميركية (ولا حلفاءها من دول الغرب) أصدقاء للشعوب، ولا يمكن أن يساندوا الشعوب المتطلعة للحرية والاستقلال، بل على العكس ساندوا ودعوا دائمًا النظم الديكتاتورية التي تقهر شعوبها وتنهبها لينتهي مآل الثروات المنهوبة في دول الغرب، سابقًا هدد باراك أوباما بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري بعد استخدامه الأسلحة الكيميائية في أكثر من منطقة من مناطق سورية، وحشد أسطوله قبالة السواحل السورية، ليتضح أن الهدف هو الحصول على السلاح الكيماوي الذي يخيف إسرائيل، ووقوعه بأيدي حكومة وطنية بعد انتصار الثورة”. ثم أكد أن ” التهديد المماثل الآن يشبه ما سبقه، هناك مصلحة ما ترغب الولايات المتحدة بتحقيقها عبر هذا التهديد، ويمكن أن تقوم بضربة محدودة لتعطي لتهديدها نوعًا من المصداقية، على غرار الضربة التي قام ترامب بتنفيذها على مطار الشعيرات في نيسان/أبريل عام 2017 بعد استخدام النظام للسلاح الكيماوي في خان شيخون، وللتذكير ووفقًا لبعض الصحف الألمانية فإن نظام كوريا الشمالية بقي يمد النظام السوري بالسلاح الكيماوي لغاية نهاية عام 2017، ولا أعتقد أن الغرب بمجمله لم يكن يعلم بذلك”.
المصدر: جيرون
[/vc_column_text][rs_post_grid cats=”56″ post_per_page=”2″][/vc_column][/vc_row]