مصير – خاص
في سياق لقاءات تشاورية يحرص عليها السيد عبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة السورية المؤقتة /المكلف، فقد تم اللقاء بين عدد من أعضاء الصالون السياسي في عينتاب، والرئيس المكلف بتاريخ 9 تموز / يوليو 2019، ضمن حالة شعورية جمة يكتنفها الكثير من القلق على مستقبل الوضع السوري، بعدما آلت إليه المسألة السورية برمتها، وبعد حكومات سورية مؤقتة متعاقبة، لم تكن على القدر من المسؤولية التي يمكن الاستناد إليها، في أتون عمل وطني خدمي، أو حتى سياسي، يواكب حالة الثورة الشعبية السورية، ثورة الحرية والكرامة، التي انطلقت أواسط آذار / مارس 2011 ، ومازالت مستمرة رغم تعثرها في الأكم وفي الوهد ، نتيجة حالة من العثار الكبير الذي تعيشه، ويتحمل الجزء الأكبر منه وجود معارضة سورية بكل أطيافها، ليست متمكنة من الإمساك بالرافعة الثورية، المتساوقة مع مستوى العنفوان والتضحية التي قدمها الشعب السوري على مذبح الحرية والكرامة، عبر ما يزيد عن ثماني سنوات ونيف خلت، من عمر هذه الثورة .
اللقاء كان ودودًا ومسؤولًا من الجميع، بما فيهم السيد عبد الرحمن مصطفى، وصحبته من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ممثلًا بالسيد هادي البحرة. وقد أبدى (مصطفى) سعة صدر لكل التساؤلات والمداخلات، مهما كانت صريحة أو محرجة، مشيرًا إلى صعوبة المهمة المكلف بها، وهو المتطوع والمتحمس لتحمل المسؤولية (كما أشار)، ضمن الإمكانيات المتواضعة جدًا والظروف المتاحة، وواقع الداخل المعروف للجميع في ظل وجود (حكومة الإنقاذ) و(هيئة تحرير الشام)، وكذلك أوضاع مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، مبديًا استعداده لخوض الصعاب مهما كانت، بدون أن يَعِدَ الحضور بشيء، قبل أن يبدأ العمل، ليرى إمكانية الحركة ضمن كل هذه الظروف والمعوقات، وهي غاية في الصعوبة.
حاول العديد من المشاركين كأعضاء في الصالون السياسي، تحليل الواقع المتاح أمام مصطفى، مُشرِّحين هذا الواقع، عبر تجاربهم مع الحكومات السابقة، منوهين إلى استعدادهم للمساعدة في إنجاح عمل الحكومة، فيما إذا كانت جدية في توجهها نحو الأفضل، بل وقادرة على التعامل وفق هذه الظروف المتداخلة والمتشابكة محليًا وإقليميًا ودوليًا، وقد تم التأكيد على ضرورة الاستفادة من الأخطاء والعثرات، وعدم مراعاة المحسوبيات والعلاقات فوق وطنية، أو ما قبل ذلك، حيث الأهم هو الشعب السوري، وتأمين الخدمات الضرورية له، في وقت تستمر فيه المعاناة اليومية، من خلال حرب همجية ضروس وحاقدة تمارسها روسيا ومن معها من نظام مجرم، وميليشيات طائفية، لم تألُ جهدًا للنيل من الوطن السوري أرضًا وشعبًا.
السيد هادي البحرة أكد من جهته على التعاون المبتغى بين الائتلاف والحكومة المؤقتة، في حالة تجاوز واستفادة مما جرى مع جل الحكومات الفائتة، محملاً مسؤولية ذلك في بعض الأحيان، لمحاولات بعض رؤساء الحكومات الانفراد بالحكومة، بعيدًا عن الائتلاف، وعدم التعاون، أو وعي مدلولات هذا التعاون مع الإخوة الأتراك. إضافة إلى شح الموارد، وعدم القدرة على التعاطي مع الحالة الجديدة، من التخلي العالمي عن المسألة السورية بشكل عام.
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء يعتبر الأول للصالون السياسي في عينتاب مع جهات مسؤولة، كما أنه الأول في عينتاب لرئيس الحكومة المؤقتة الجديد، مع فاعليات سياسية سورية، مع الأمل في أن تستمر مثل هذه اللقاءات من أجل سورية حرة، بدون آل الأسد وكل الطغاة.
Comments 1