واصل الطيران الحربي السوري والروسي قصف مناطق ريف إدلب، وأطلقت المقاتلات الروسية عدة صواريخ شديدة الانفجار على بلدة التمانعة في إطار التصعيد الهيستيري من قبل النظام وحليفه الروسي… ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نحو 1200 ضربة جوية وبرية تستهدف أرياف حماة وإدلب واللاذقية.
قوات النظام «باتت على تخوم مدينة خان شيخون». و«تدور معارك عنيفة بين الفصائل المقاتلة من جهة وقوات النظام المجرم من جهة ثانية على بعد كيلومتر واحد غرب مدينة خان شيخون».
وأشار إلى أن قوات النظام تحاول التقدم أيضاً من الجهة الشرقية لخان شيخون، إلا أنها تواجه «مقاومة عنيفة» من الفصائل.
وسيطرت قوات النظام الأحد، على قرية تل النار القريبة وباتت بذلك على بعد 3 كيلومترات من الطريق الدولية حلب – دمشق، التي تسيطر الفصائل المقاتلة على جزء منها يمر من محافظة إدلب.
وتشكل الطريق شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن تحت سيطرة قوات النظام من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
إلى ذلك، استعادت فصائل المعارضة السورية السيطرة على بلدة استراتيجية في محافظة إدلب، أمس، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر، لوكالة الأنباء الألمانية، إن فصائل المعارضة استعادت السيطرة على بلدة كفريدون قرب خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، بعد قتل وجرح العشرات من القوات الحكومية والروسية الخاصة، بينهم اللواء حسن محمد برهوم الذي أصيب خلال المعارك.
وتعرّض ضابط كبير في جيش النظام السوري للإصابة جراء المعارك الدائرة مع الفصائل الثورية على محاور ريف إدلب الجنوبي.
وأكدت مصادر خاصة لـ«نداء سوريا» إصابة اللواء حسن محمد قائد الفيلق الثالث التابع للنظام السوري ورئيس اللجنة الأمنية في حمص، وذلك بعد تعرضه للاستهداف يوم أمس على محور سكيك جنوب شرقي إدلب.
وقال مصدر عسكري خاص إن «أكثر من 10 من عناصر من الميليشيات الإيرانية والروسية لقوا مصرعهم يوم أمس بعد وقوعهم بكمين نفذته الفصائل أثناء محاولتهم التسلل من بلدة سكيك باتجاه التمانعة».
في سياق ذي صلة، تحدثت مواقع إعلامية سورية معارضة، يوم أمس، عن انطلاق أرتال من «الجيش الوطني»، العامل في مناطق المعارضة بريف حلب والمدعوم تركياً، والتوجه إلى ريف حماة لمؤازرة الفصائل المقاتلة في إدلب بالتصدي للحملة العسكرية على المنطقة.
وباتت خان شيخون اليوم التي تدور قربها المعارك، شبه خالية من السكان الذين فروا إلى مناطق أكثر أماناً منذ بدء التصعيد في منطقة إدلب قبل أشهر. وكان يسكنها نحو مائة ألف شخص، غالبيتهم من النازحين الذين لجأوا إليها خلال السنوات الماضية.
ومنذ نهاية أبريل (نيسان)، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقلّ نفوذاً، لقصف شبه يومي من قبل النظام وحليفه الروسي. وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي.
وتسبب التصعيد، في مقتل أكثر من 860 مدنياً، فضلاً عن نحو 1400 مقاتل من الفصائل وأكثر من 1200 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وقتل أمس (الأحد) أيضاً مدنيان، أحدهما طفل، في قصف جوي مستمر على جنوب إدلب.
ومنطقة إدلب مشمولة مع محيطها باتفاق روسي – تركي منذ سبتمبر (أيلول) 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات الجهادية من المنطقة المعنية. لكن لم يتم تنفيذه.
المصدر: الشرق الأوسط